واشنطن تشجب استخدام القوة المميتة في إيران
١٧ نوفمبر ٢٠١٩قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة نددت اليوم الأحد (17 تشرين الثاني/نوفمبر 2019) باستخدام "القوة المميتة" و"القيود الصارمة على الاتصالات" ضد المتظاهرين في إيران. وقالت ستيفاني غريشام مسؤولة الإعلام في البيت الأبيض في بيان إن "الولايات المتحدة تدعم الشعب الإيراني في احتجاجاته السلمية ضد النظام الذي من المفترض أن يقودهم. كما ندين القوة الفتاكة والقيود الصارمة المفروضة على الاتصالات". كما شجبت تجاوزات نظام "تخلى عن شعبه".
وبدوره، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، تصريحات وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو لدعم "مثيري الشغب والفوضى في بعض المدن الإيرانية". وفي تصريح له مساء اليوم الأحد، استهجن موسوي وأدان تصريحات بومبيو التدخلية والداعمة لمثيري الشغب والفوضى في ايران، وقال إن الشعب الإيراني يعلم جيداً بأن مثل هذه التصريحات المنافقة والمزيفة لا تتضمن اي تعاطف صادق وحقيقي ينم عن الحرص (على مصلحة الشعب الإيراني)، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
وفي السياق السابق، قال موقع (نتبلوكس) الذي يراقب حجب خدمات الإنترنت على تويتر في وقت متأخر أمس السبت "تعيش إيران الآن في ظل حجب شبه تام لخدمات الإنترنت على المستوى الوطني، تُظهر بيانات الشبكة الفعلية أن نسبة الاتصال بالإنترنت عند سبعة في المئة من المستويات العادية بعد 12 ساعة من انقطاع الشبكة تدريجيا مع استمرار الاحتجاجات العامة".
"الاضطرابات تزيد الضغط على الحلفاء والوكلاء في العراق ولبنان"
وفي وقت سابق من اليوم الأحد ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الاضطرابات التي تشهدها إيران نتيجة الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود، تزيد الضغط على حلفاء طهران ووكلائها في العراق ولبنان، الذين يتعرضون لضغوط بالفعل. وأضافت الوكالة أن أي مؤشر على الضعف في إيران قد يقابل بمزيد من الضغط من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأشارت إلى أنه في المقابل، ستلجأ طهران إلى خبرتها في قمع الاحتجاجات. ونقلت بلومبرغ عن صندوق النقد الدولي أنه يرى إمكانية وصول التضخم في إيران إلى 50% في حال فرض مزيد من العقوبات الأمريكية.
وكانت وكالة "فارس" الإيرانية قد ذكرت في وقت سابق اليوم الأحد، أنه تم إلقاء القبض على نحو ألف شخص خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ يومين بسبب رفع سعر الوقود. وأضافت أنه جرى الاعتداء على العشرات من المصارف والمتاجر ونهبها.
خامنئي يؤيد رفع سعر البنزين
وبدوره، أيّد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي اليوم الأحد رفع سعر البنزين منحياً باللوم في "أعمال التخريب" على معارضي الجمهورية الإسلامية وأعدائها الأجانب. وقال الزعيم الأعلى الإيراني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي: "هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك... ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا". وقال خامنئي، قبل ساعات من قول وسائل الإعلام إنه تمت استعادة الهدوء في البلاد، "الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائما أعمال التخريب والإخلال بالأمن ويواصلون فعل ذلك".
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن بعض نواب البرلمان، الذين كانوا يعتزمون مناقشة السبل المقترحة لإجبار الحكومة على التراجع عن قرارها، سحبوا اقتراحهم بعد خطاب خامنئي اليوم الأحد.
من جانبه، اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأحد أن الدولة "يجب ألا تسمح بانفلات الأمن" في مواجهة "أعمال الشغب" التي تشهدها مدن إيرانية عدة منذ مساء الجمعة احتجاجاً على رفع أسعار الوقود. وقال روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء، حسب بيان رئاسي، إن التعبير عن الاستياء حق، لكن التعبير عن الرأي شيء وأعمال الشغب شيء آخر، مضيفاً "يجب ألا نسمح بانفلات الأمن في المجتمع"، حسب تعبير البيان الرسمي.
"إجراءات صارمة في مواجهة الاحتجاجات"
يذكر أنه قتل شخصان على الأقل، هما شرطي ورجل مدني خلال تظاهرات عنيفة ضد رفع أسعار الوقود الذي أعلنته الحكومة يوم الجمعة الماضي، من جانبها، ذكرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في موقعها الإلكتروني اليوم الأحد أنه تم تسجيل 27 قتيلاً خلال الاحتجاجات.
في غضون ذلك، قالت وزارة الاستخبارات في إيران إنها ستتخذ إجراءات قوية بحق المتظاهرين، الذين شاركوا في عمليات التخريب. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (ارنا) عن الوزارة القول في بيان إنها "لن تدخر جهداً" في جهودها لضمان الأمن القومي للبلاد. وأصدر المدعي العام تحذيراً مماثلاً للمتظاهرين أمس السبت، وفقاً لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) وقال المدعي العام الأول محمد جعفر منتصري: "بالتأكيد، يتم توجيه مثيري الشغب، من الخارج، وأنشطتهم تعتبر غير مشروعة وإجرامية (...) ومن هنا فسوف نتخذ إجراءات مناسبة ضدهم". وأضاف منتصري أنه يتعين على المواطنين أن ينأوا بأنفسهم عن مثيري الشغب هؤلاء حتى لا يتعرضوا للعقوبة.
ح.ع.ح/خ.س(د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)