واشنطن تستعد لـ"معاقبة" نظام الأسد وموسكو تحذر من أي هجوم
٢٨ أغسطس ٢٠١٣قالت الخارجية الروسية في بيان اليوم الأربعاء (28 أغسطس/آب) إن وزير الخارجية سيرغيلافروف أبلغ مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مكالمة هاتفية أمس الثلاثاء أن أي "محاولات اتخاذ حل عسكري لن يؤدي إلا إلى المزيد من زعزعة استقرار الوضع في (سوريا) والمنطقة". وجاء في البيان أن لافروف شدد في مكالمة على أنه "لا بديل لحل سياسي-دبلوماسي في سوريا". وأضاف البيان أن الإبراهيمي ولافروف اتفقا على أنه "في هذه الأوقات الحرجة على كل الأطراف - بما يشمل الأطراف الخارجية - العمل بأكبر قدر من المسؤولية وعدم تكرار أخطاء الماضي".
يأتي ذلك فيما أكدت الولايات المتحدة مجددا أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم بأسلحة كيماوية على مدنيين الأسبوع الماضي وأنه يتعين محاسبتها على هذا العمل "الشنيع"، وفقا لتعبير نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة له الثلاثاء أمام جمعية لقدامى المحاربين في هيوستون. لكن رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، مايك روجر، قال إنه توجد أدلة "مقنعة إن لم تكن قاطعة" على أن الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن الهجوم.
وفي سياق متصل، كشفت مجلة "فورين بوليسي" الثلاثاء أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تنصتت على مسؤول في وزارة الدفاع السورية يجري "مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيميائي" وهو "مصاب بالذعر" بعد هجوم الأسبوع الماضي. وقالت المجلة "الأربعاء الماضي وفي الساعات التي تلت الهجوم الكيميائي الرهيب في شرق دمشق، أجرى مسؤول في وزارة الدفاع مكالمات هاتفية وهو مصاب بالذعر مع رئيس وحدة الأسلحة الكيميائية وطلب منه تفسيرات حول الضربة بغاز الأعصاب التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص". وأضافت المجلة في بيان "أن هذه الاتصالات تنصتت عليها أجهزة الاستخبارات الأمريكية"، مشيرة إلى "أنها السبب الرئيسي الذي يجعل المسؤولين الأمريكيين يؤكدون على أن هذه الهجمات يقف وراءها نظام بشار الأسد ولهذا السبب أيضا يستعد الجيش الأمريكي لشن هجوم ضد هذا النظام في الأيام المقبلة". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه سيتم نشر نسخة رفعت عنها السرية لتحقيق الاستخبارات الأمريكية في الهجوم هذا الأسبوع.
وكُشفت هذه المعلومات فيما تعد القوات الأمريكية لضربة عسكرية ضد سوريا رغم أن الحلفاء الغربيين أكدوا أن الهدف ليس الإطاحة بالنظام الحالي وإنما معاقبة نظام الأسد لأنه استخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين. وأكد كارني أن أي تحرك أمريكي سيكون للدفاع عن مبدأ أنه يجب عدم استخدام أسلحة كيميائية، مشيرا إلى أن الهدف "ليس الإطاحة بالأسد" رغم الدعوات الأمريكية السابقة لرحيل الرئيس السوري. وقال كارني "أريد أن أوضح أن الخيارات التي ندرسها لا تتعلق بتغيير النظام".
وحسب البيت الأبيض، فقد تشاور الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هاتفيا مجددا الثلاثاء وتحدثا بشأن ردود الفعل المحتملة على الاستخدام "العشوائي" للأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى أنهما سينسقان مواقفهما بهذا الشأن بشكل وثيق خلال الأيام المقبلة.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة البريطانية أن كاميرون و أوباما اللذين "اتفقا على أن كل المعلومات المتوافرة تؤكد وقوع هجوم كيميائي (...) ولفتا إلى أن حتى الرئيس الإيراني (حسن روحاني) والنظام السوري أقرا بذلك". وتابع البيان أن المسؤولين "اتفقا على أنه ليس هناك أي شك حول مسؤولية نظام الأسد".
ع.ج.م/ش.ع (أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)