واشنطن ترحب بموافقة الفلسطينيين على استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل
٨ مايو ٢٠١٠رحبت الولايات المتحدة اليوم السبت (8 مايو/ أيار) بقرار منظمة التحرير الفلسطينية بالموافقة على المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل بوصفها خطوة مهمة في عملية السلام. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي.جيه. كرولي هذه الخطوة بأنها "خطوة مهمة ومحل ترحيب"، وذلك نقلا عن وكالة رويترز.
وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اجتمعت اليوم في رام الله بالضفة الغربية قد وافقت على المحادثات غير المباشرة التي ستجرى بين الفلسطينيين وإسرائيل والتي قد يعلن عن بدئها في وقت لاحق اليوم. وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع للجنة التنفيذية واللجنة المركزية لحركة فتح في رام الله، إن أغلبية الحاضرين صوتت لصالح إجراء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، مؤكداً أن الرئيس عباس سيطلع المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل على الرد الفلسطيني مساء اليوم.
آمال بإطلاق عملية السلام
وتوقع عبد ربه أن يعلن في وقت لاحق اليوم عن انطلاق تلك المفاوضات خلال لقاء عباس وميتشل، مؤكداً أن هذا القرار "استجابة للمصالح الفلسطينية ومن أجل إعطاء فرصة لعملية السلام التي ترعاها الإدارة الأمريكية من خلال دورها الأساسي الذي تدعمه اللجنة الرباعية الدولية والدول العربية والمجتمع الدولي بأسره".
وبدورهم نفى المسؤولون الإسرائيليون تكهنات أشارت إلى موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعرض لضغوط أمريكية شديدة وغير مألوفة على أي تجميد للبناء في القدس الشرقية. وقال القادة الإسرائيليون إنه بإمكان الفلسطينيين أن يطرحوا أي موضوع رئيسي في المحادثات غير المباشرة، لكن أي أمر منها لن يحل إلا من خلال مفاوضات مباشرة. وقالت إسرائيل إنها ترغب في أن تمضي المحادثات غير المباشرة بسرعة لتصل إلى المرحلة المباشرة، وذلك نقلا عن وكالة رويترز. في حين تؤكد السلطة الفلسطينية تلقيها ضمانات أمريكية متعلقة بتجميد النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية والاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن كمرجعية لعملية السلام، كما قال ياسر عبد ربه.
هذا ويقوم ميتشل بزيارة للمنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي بهدف التمهيد لإحياء عملية السلام عن طريق إعادة إطلاق المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وذلك في ظل خلافات حول قضايا أساسية مثل ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة، ووضع مدينة القدس، والاستيطان في الضفة الغربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
حماس وفصائل أخرى ترفض
ومن جهة أخرى استنكرت حركة حماس قرار منظمة التحرير الفلسطينية واعتبرت أنه "لا يمثل الشعب الفلسطيني"، إذ قال الناطق باسم الحركة في قطاع غزة فوزي برهوم لوكالة فرانس برس إن "اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فاقدة الشرعية ولا تمثل الشعب الفلسطيني بإقرارها العودة للمفاوضات مع الاحتلال". واتهم برهوم المنظمة وحركة فتح بالرضوخ للضغوطات الأمريكية والإسرائيلية والقبول بالعودة إلى طاولة المفاوضات مقابل استحقاقات مالية، بحسب رأيه. وبالإضافة إلى حركة حماس تعارض فصائل فلسطينية تنتمي لمنظمة التحرير استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.
هذا وكانت منظمة التحرير قد وافقت في شهر مارس/آذار الماضي على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة أمريكية، إلا أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن توسيع عدد من مستوطناتها في القدس الشرقية أدى إلى تعطيل إجراء هذه المفاوضات. وتسعى الإدارة الأمريكية منذ نحو عام لتحريك عملية السلام في المنطقة والمتعثرة منذ ديسمبر/ كانون الأول من عام 2008.
(ي.أ/ أ ف ب/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: هشام العدم