واشنطن تدعو التونسيين إلى مواصلة الحوار والاتحاد التونسي للشغل إلى إضراب عام
٧ فبراير ٢٠١٣دعت الخارجية الأمريكية اليوم الخميس (07 فبراير/ شباط 2013) التونسيين إلى مواصلة الحوار لتجاوز الأزمة السياسية الحالية، منددة مجددا باغتيال المعارض العلماني البارز شكري بلعيد. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، للصحافيين: "نحن ندين قتل شكري بلعيد، لكننا لا زلنا نأمل أن تتمكن تونس من تجسيد الطموحات التي كافح من أجلها شعبها" وذلك بعد أن عبرت الأربعاء عن "تشجيع" واشنطن "للمسار العام لتونس" البلد الذي يمر ب "عملية انتقالية" باتجاه الديمقراطية.
وقالت الخارجية الأمريكية "نحن نشيد بالإجراءات التي اتخذها التونسيون للإبقاء على الحوار حول مستقبلهم السياسي (..) ونشجع المواطنين التونسيين وقادتهم السياسيين على الاستمرار في العمل معا للتوصل إلى توافق يتيح الانتهاء سريعا من الدستور". وأضافت نولاند أن الولايات المتحدة لا تنوي حاليا تغيير تدابيرها الأمنية الخاصة بسفارتها ورعاياها في تونس.
الرئاسة لا علم لها بحكومة مصغرة والنهضة ترفضها أساسا
من جهتها، قالت الرئاسة التونسية مساء اليوم الخميس (07 فبراير/ شباط 2013) إنها لا تملك أي معلومات بشأن حكومة تكنوقراط مصغرة لا تضم شخصيات حزبية، كان رئيس الوزراء حمادي الجبالي قد أعلن يوم أمس الأربعاء عن عزمه تشكيلها. وجاء ذلك عقب اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص خارج منزله يوم أمس الأربعاء على يد مجهول.
وقال عدنان منصر، الناطق باسم الرئاسة التونسية، إن الرئيس "لم يتلق استقالة رئيس الوزراء ولا تفاصيل حكومة تكنوقراط مصغرة أعلن الأخير عن تشكيلها". وأضاف منصر "أن رئاسة الجمهورية تؤكد أن أي تغيير في السلطة يجب أن يتم في إطار الشرعية التي يمثلها المجلس الوطني التأسيسي الذي هو مصدر السلطة الأصلية" في البلاد منذ انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2011.
وكان حزب النهضة سارع بدوره في وقت سابق ليوم الخميس إلى رفض اقتراح الجبالي الذي يشغل أيضا منصب أمين عام الحزب. وقال عبد الحميد الجلاصي، نائب رئيس حركة النهضة، إن "رئيس الوزراء لم يأخذ رأي النهضة... ونحن غير موافقين على حكومة كفاءات مصغرة." وأضاف "نحن نعتقد أن تونس بحاجة إلى حكومة سياسية الآن (...) سنواصل مناقشات مع أحزاب حول مستقبل الحكومة المقبلة". في المقابل لم يدل الجبالي بأي تصريحات بشأن الحكومة أو بشأن نزاع محتمل داخل حزبه.
تواصل الاحتجاجات في عدد من المدن التونسية
ميدانيا، تواصلت الاحتجاجات في عدد كبير من المناطق التونسية غضبا على اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي كان يعد من أبرز الوجوه العلمانية المعارضة للحكومة التونسية الحاكمة التي تسيطر عليها حركة النهضة الإسلامية.
ولليوم الثاني على التوالي نظمت مظاهرات احتجاجية في العاصمة تونس وفي عدد من المدن التونسية كسليانة في الشمال الغربي وقفصة ومدنين وقبلي في الجنوب. ورُفعت فيها شعارات تنادي برحيل الحكومة التي جاءت إلى السلطة في انتخابات ديمقراطية قبل 16 شهرا.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم بأن مئات المحتجين هاجموا مركزا للشرطة بالعاصمة تونس وأتلفوا محتوياته وألقوها في الشارع، لكنهم أخلوا المكان قبل أن تسيطر الشرطة من جديد على الوضع.
في المقابل، قام محتجون باقتحام مقر حركة النهضة الإسلامية في مدينة قفصة، بعدما حمّلوا الحركة مسؤولية الاغتيال. وعند اشتداد المواجهات استعملت شرطة قفصة الغاز المسيل للدموع في محاولة منها لتفريق حشود المتظاهرين الذي خرجوا في جنازة رمزية للقتيل دعت إليها منظمات مدنية وأحزاب يسارية في المدينة.
وينتظر تشييع جثمان شكري بلعيد يوم غد الجمعة والذي يتزامن مع إضراب عام كانت دعت إليه الأحزاب المعارضة في تونس وأقره اليوم الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد.
و.ب/ ش.ع (أ.ف.ب؛ د.ب.أ)