واشنطن تخطط لهجمات تستمر ثلاثة أيام ضد سوريا وتتحسب "لكل طارئ"
٨ سبتمبر ٢٠١٣أفادت صحيفة لوس انجليس تايمز الأحد (الثامن من سبتمبر/ أيلول 2013) أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر ثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم أن المخططين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى.
وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل "عدة أهداف إضافية" مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالي 50 هدفا. وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف إضافي لإلحاق ضرر بقوات الرئيس السوري بشار الأسد المشتتة. ويدرس مخططو البنتاغون حاليا استخدام طائرات سلاح الجو، وكذلك خمس مدمرات أمريكية تقوم بدوريات في شرق البحر الأبيض المتوسط لإطلاق صواريخ كروز من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة.
الإدارة الأمريكية تخطط لكل طارئ
وفي نفس السياق، قال دينيس ماكدونو رئيس موظفي البيت الأبيض الأحد إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما تخطط "لكل طارئ" في حال ظهور أي تبعات للضربات العسكرية الأمريكية المحتملة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. إلا أن ماكدونو رفض الإفصاح عما إذا كان اوباما سيشن الضربات العسكرية في حال رفض الكونغرس منحه الضوء الأخضر لذلك، كما رفض كشف مزيد من التفاصيل.
وقال ماكدونو لشبكة سي ان ان "المخاطر متعددة. أولها خطر الانجرار إلى الحرب الأهلية الدائرة في الشرق الأوسط". وأضاف ماكدونو "علينا أن نكون حذرين للغاية وأن تكون الضربات محددة جدا ومحدودة للغاية حتى لا ننجر إلى وسط ما يجري. وبالطبع هناك أيضا خطر وجود رد فعل أو عمل انتقامي ضد أصدقائنا". وتابع "نحن بالتأكيد نخطط لكل طارئ بهذا الخصوص وسنكون مستعدين له".
تعزيزات عسكرية تركية على الحدود السورية
وفي خضم الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، نقلت وسائل إعلام تركية الأحد أن الجيش التركي نشر مزيدا من بطاريات الصواريخ المضادة للطيران على الحدود مع سوريا، في الوقت الذي تتزايد الاستعدادات الأمريكية بشكل خاص لشن ضربة عسكرية على سوريا. ونقلت شبكة "ان تي في" أن بطارية صواريخ ارض جو من نوع ستينغر نصبت خلال الأيام القليلة الماضية على قمة جبل شوف قرب مدينة يايلاداغي في محافظة هاتاي على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع سوريا وعلى مقربة من البحر المتوسط.
علاوة على ذلك، شرعت القوات المسلحة التركية في إنشاء قاعدة عسكرية جديدة على قمة جبل "كيل" المتاخم لمدينة اللاذقية الساحلية السورية. ويجري تجميع المعدات العسكرية، التي كانت تحملها شاحنات لمدة يومين من منطقة "يايلي داغي" في محافظة هاتاي، جنوبي البلاد، على قمة الجبل. وتقع القاعدة بالقرب من المكان الذي تم فيه إسقاط طائرة تركية من جانب قوات النظام السوري في عام 2012، حسبما ذكرت صحيفة "حريات" التركية اليومية على موقعها الإلكتروني الأحد. وقد عزز الجيش من وجوده العسكري على طول حدود البلاد الجنوبية مع سورية في الأيام الأخيرة تحسبا لتوجيه ضربات لنظام دمشق.
ومن جهتها، نشرت إسرائيل نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي قرب القدس الأحد. ولم تعلق متحدثة باسم الجيش على نشر تلك البطارية واكتفت بالقول أنه "تم نشر أنظمة دفاعية طبقا لتقييمات للوضع". وقال مسؤول إسرائيلي الأحد إن الولايات المتحدة ستبلغ إسرائيل بأي هجوم على سوريا قبل ساعات من تنفيذه. وبينما تنأى إسرائيل بنفسها عن الأزمة السورية رسميا إلا أنها تخشى تعرضها لردود انتقامية من سوريا في حال شنت واشنطن ضربات لمعاقبة دمشق على مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية.
روسيا تجلي مواطنيها من سوريا
ووسط تزايد التوقعات بشن هجوم عسكري أمريكي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، هبطت طائرة روسية في مدينة اللاذقية السورية الأحد لإجلاء الرعايا الروس من البلد الذي يشهد نزاعا متصاعدا، بحسب ما أفادت الحكومة الروسية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الطوارئ الروسية ايرينا روسيوس في بيان إن الطائرة ستنقل المواطنين الروس ورعايا الجمهوريات السوفيتية السابقة "الذين أعربوا عن رغبتهم في مغادرة منطقة النزاع".
ولم يتضح عدد من سيتم إجلاؤهم على تلك الطائرة، إلا أن وكالات الأنباء الروسية قالت إن الراغبين في المغادرة يتجمعون حاليا في مطار اللاذقية. وكانت روسيا أجلت مئات من رعاياها في رحلات مماثلة منذ بدء النزاع في سوريا. وقامت أيضا بإجلاء 116 مواطنا من روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في رحلتين جويتين في أواخر آب/ أغسطس.
ع.ش/ م.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)