واشنطن تحث الجيش المصري على "ضبط النفس" وألمانيا تدعو "لتحقيق مستقل"
٨ يوليو ٢٠١٣دعت وزارة الخارجية الأمريكية الجيش المصري اليوم الاثنين (8 يوليو/تموز) إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" في الرد على المحتجين بعد مقتل 51 شخصا على الأقل عندما أطلق الجنود الرصاص على محتجين من مؤيدي الرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش من منصبه. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين باسكي للصحفيين في مؤتمر صحفي "ندين بشدة أي عنف إضافة إلى أي تحريض على العنف." وأضافت "ندعو الجيش لممارسة أقصى درجات ضبط النفس في الرد على المحتجين كما نحث جميع المحتجين على التظاهر سلميا."
وقال البيت الأبيض اليوم الاثنين إن التغيير الفوري في برنامج المساعدات الامريكية لمصر لا يحقق افضل مصالح الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إن الحكومة الامريكية ستعطي الامر ما يحتاجه من وقت لتحدد ان كان ينبغي اعتبار اطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي انقلابا وهو ما سيحدد ان كانت المساعدات ستستمر. وقال كارني للصحفيين "لا نعتقد ان اتخاذ قرار متهور او التحديد الآن يحقق افضل مصالحنا."
دعوات من برلين وبروكسيل لتحقيق مستقل
ومن جهته أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن صدمته إزاء إطلاق نيران أمام دار الحرس الجمهوري فجر اليوم الاثنين والذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا. وطالب فيسترفيله بإجراء تحقيق مستقل في هذه الواقعة مشيرا إلى أن هناك "قلقا كبيرا" من إمكانية حدوث مزيد من التصعيد للعنف في مصر. ودعا فيسترفيله كل المسؤولين إلى التصرف بتعقل ونبذ كل أشكال العنف. وكان الادعاء العام المصري أعلن عن فتح باب التحقيق مع 200 من المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم في أعقاب هذه الأحداث التي أودت بحياة 42 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين.
وقد حذرت الحكومة الألمانية رعاياها من الرحلات السياحية النيلية في مصر في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر في الوقت الحالي. وأوصت الخارجية اليوم الاثنين المواطنين الألمان رسميا و"بشكل ملح" بتجنب القيام برحلات سياحية في مدينتي الأقصر وأسوان. كما حذرت الخارجية في آخر تحديث لدليلها السياحي الخاص بمصر رعاياها من القيام برحلات سياحية لأماكن على الحدود المصرية الإسرائيلية وشمال سيناء. واعتبر دليل الخارجية الألمانية المناطق السياحية المصرية على البحر الأحمر آمنة.
ومن جهته دعا الاتحاد الاوروبي الاثنين كل الاطراف في مصر إلى "تجنب الاستفزازات والتصعيد في اعمال العنف" في الوقت الذي اكدت مصادر طبية سقوط نحو خمسين قتيلا في القاهرة خلال تظاهرة مؤيدة للرئيس المخلوع محمد مرسي.
وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان "على كل من يدعي الشرعية التحرك بشكل مسؤول لما فيه خير البلد وتجنب اي استفزاز او تصعيد في اعمال العنف". واضافت اشتون في بيانها انها "تدعو كل الاطراف وبشكل خاص الرئاسة الموقتة والقائمين على السلطة الى مد اليد الى كل القوى السياسية والى التقدم سريعا نحو المصالحة".
سجال بين القاهرة وأنقرة
وقد ارتفعت حدة السجال بين القاهرة وأنقرة، وصرح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي اليوم الاثنين بأن وزير الخارجية محمد عمرو أجرى اتصالا مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو أعرب خلاله عن الاندهاش والاستغراب الشديدين تجاه مضمون تصريح منسوب لوزير تركي. وكانت وكالة أنباء "الأناضول" نسبت لوزير شئون الاتحاد الأوروبي بالحكومة التركية القول إنه يجب على مجلس الأمن اتخاذ إجراء مما يحدث في مصر بأسرع وقت ممكن.
وقال المتحدث الرسمي إن أوغلو عقب قائلا إنه لم يطلع على مثل هذا التصريح ، مشيرا إلى أنه إذا كان هذا التصريح قد صدر بالفعل فإنه " لا يعبر عن الموقف الرسمى للحكومة التركية التي لا تقبل تدخل مجلس الأمن أو جهات خارجية في الشأن المصري".
وكان أوغلو قد أدان في وقت سابق اليوم واقعة إطلاق الرصاص في القاهرة على المتظاهرين واصفا الأمر بـ "المذبحة" ، كما دعا إلى بدء عملية توافق.
ردود فعل في إيران وغزة
وفي طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إن المشهد السياسي المصرى "مازال غامضا" وإن التطورات "أخذت منعطفا خطيرا". وأضاف عراقجي في مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء نشرت اليوم الاثنين أن "مطالب الشعب المصري ليست جديدة بل أنها متكررة منذ انتصار ثورته وإسقاط حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك والأهم من ذلك على القيادة الجديدة في مصر أن تنصاع إلى مطالب الشعب المصري"، رافضا في الوقت ذاته تدخل الجيش في مجال السياسة ، ومعتبرا هذا الأمر بأنه يثير القلق. واعتبر عراقجي الدفع باتجاه انقسام المجتمع المصري وتعميق الخلافات وحالة الاستقطاب السائدة بين الشعب المصري "أمرا خطيرا للغاية".
وفي غزة، خيم الصمت على مسؤولي الحركة في قطاع غزة المتاخم لشبه جزيرة سيناء المضطربة بعد أن أعلن الجيش المصري عزل مرسي يوم الأربعاء الماضي. وتتابع حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بقلق وخوف الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي في شوارع المدن المصرية وتفكر في احتمالات تطور الأمر ومدى تأثيره على حكمها لقطاع غزة.
وتملك مصر الكثير من المفاتيح التي تؤثر على مناحي الحياة في غزة من التحكم في المنفذ الوحيد الى العالم الخارجي إلى جهود الوساطة لتحقيق الوحدة الفلسطينية والتوسط في هدنة بين حماس وإسرائيل. وقال هاني حبيب المحلل السياسي في غزة إن حماس تحملت الكثير من التقلبات السياسية من قبل ويمكنها إقامة علاقة مع من يحكم مصر أيا كان.
م. أ. م / م. س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)