وادي الراين: قبلة السياح وملهم الادباء
٦ فبراير ٢٠٠٥لا يعد وادي الراين الممتد بين منطقتي كوبلنز ورودس هايم أحد أجمل المناطق الطبيعية في ألمانيا فقط، بل وفي العالم كذلك. يتميز الوادي بمناظره الخلابة وقلاعه المطلة على نهر الراين إضافة لكروم العنب التي تجذب السياح منذ قرون عديدة. وقد اكتشف الأدباء والشعراء والرسامون روعة الوادي قبل عدة قرون. وفي القرن التاسع عشر تحوّل إلى رمز للجمال والثقافة، وهذا ما تشهد عليه الأغاني والرسوم والأعمال الأدبية والشعرية التي أنجزها فريدريش هولدرلين وكليمنس برنتانو وغيرهم من الشعراء والأدباء والفنانين الألمان البارزين.
قصور و قلاع عريقة يعود تاريخ بناء الكثير منها إلى القرنين الثالث و الرابع عشر الميلادي، ويتسنى للزائر اكتشاف العشرات منها إلى جانب الأطلال المتناثرة على طول الوادي. وفي الوقت الذي تعود فيه ملكية العديد منها إلى أشخاص عاديين، تم تحويل عدد آخر إلى متاحف يؤمها الزوار. ويتخذ اتحاد القلاع الألمانية من قصر هونن، وهو احد القصور القديمة التي بقيت على حالها حتى اليوم مقراً له. ويتم استغلال العديد من القصور و القلاع و الكنائس الأخرى لتقديم العروض الموسيقية.
تتمثل رومانسية وادي الراين في صخرة ارتفاعها 132 متراً وتقع على الشاطيء الأيمن للنهر بين "سان جوار" و"أوبرفيسل" وتعرف باسم "لورالاي". وترمز الصخرة إلى أسطورة تدور حول فتاة جميلة وساحرة اسمها لورالاي خلدها الشاعر برنتانو حوالي عام 1800. وتقول الأسطورة أن الساحرة كانت تضلل الرجال والبحارة الذين يعبرون النهر وتقودهم إلى الهلاك. ونظراً لعدم سعادتها بهذه اللعنة السحرية عمدت الى الانتحار بإلقاء نفسها من قمة الصخرة في مياه النهر. ويعتبر الموقع أحد المعالم الهامة التي تدخل ضمن برنامج الزيارات الرسمية، كما يزوره نصف مليون سائح سنوياً.
وانطلاقاً من أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في منطقة الراين قامت اليونسكو بإدراج الوادي في قائمة التراث الثقافي العالمي. وعلى ضوء ذلك يأمل المعنيون في زيادة الاهتمام بالوادي وصيانة معالمه. كما يأملون بتكثيف الجهود الرامية لمكافحة
التلوث الذي لحق به بفعل الأضرار التي نتجت عن الصناعة خلال العقود الماضية.