هوليود تشهد صعود نجم مخرجين ألمان موهوبين
١٠ نوفمبر ٢٠٠٧تشهد السينما الأمريكية حاليا صعودا لنجم مخرجين وممثلين ألمان موهوبين حققوا نجاحات كبيرة في السوق الألمانية، ثم استقطبتهم هوليود إليها. وتجسد هذا الصعود بشكل جلي في آخر الأفلام الهوليودية-الألمانية وهو فيلم "الغزو" (Invasion) الذي أنتجه الألماني رولاند إميريش وأخرجه ألماني آخر هو أوليفر هيرشبيغيل، الذي أبدع بدوره في فيلم "السقوط" (Der Untergang)، الذي لقي إقبالا جماهيريا كبيرا في عام 2005 نظرا لعرضه المميز للأيام الأخيرة للحقبة النازية.
وفي فيلم "الغزو" تلعب الممثلة الاسترالية نيكول كيدمان والبريطاني دانيل كريج أدواراً رئيسية، وتدور أحداثه حول وباء ينتشر في الولايات المتحدة بواسطة فيروس خطير ومدمر يكافحه عدد من الأبطال. هذا الفيلم بقي في الإطار الهوليودي المعهود، الذي يقسم العالم إلى أخيار وأشرار، ويضع الأمريكيين بالطبع في جانب الأخيار المكافحين لأجل الحرية وذلك رغم إخراجه الألماني.
المنتجون الأمريكيون يريدون مزيدا من الإثارة و"الوطنية"
ورغم أن هيرشبيغيل أخرج فيلم "الغزو" بالأسلوب الأمريكي التقليدي، إلا أن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة لمنتجيه الأمريكيين، الذين استعانوا بمخرجين آخرين لوضع اللمسات الأخيرة على الفيلم وتزويده بمزيد من لقطات الإثارة القومية.
هذا الشيء نفسه حدث مع المخرج الألماني من أصل تركي مينان يابو، الذي يشهد فيلمه الجديد "الحدس" (Premonition) انتشارا في الولايات المتحدة. فبعد أن نجح في ألمانيا بفلمه "صمت" (Lautlos) اهتم به المنتجون في هوليود وعرضوا عليه إخراج مجموعة من الأفلام. ورغم أن أفلام المخرج يابو في ألمانيا لم تكن ذات طابع "هوليودي"، إلا أن فلمه الأخير "حدس" لا يخرج عن الإطار الهوليودي قيد أنملة بحسب ما يقول الناقدون السينمائيون.
مخرج ألماني واحد يشذ عن القاعدة الهوليودية
أما المخرج الألماني الوحيد، الذي شذ عن قاعدة هوليود بعدما تم استقطابه إلى الولايات المتحدة فهو ماركو كرويتسبيرغر. ففي فيلمه الجديد "تجارة" (Trade) حاول كرويتسبيرغر أن يطور أسلوبه الخاص ضمن الإطار الهوليودي. وحصل هذا الفيلم، الذي تدور أحداثه حول تجارة البشر بين أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة على جائزة ولاية هسين الألمانية للأفلام.
ويقول الناقد الألماني رينيه فيدر عن هذا الفيلم: "إنه يصور عالما قذرا وغير إنساني لا يريد الكثير من الناس أن يدركوا وجوده"، وفي نفس الوقت فإن الفيلم "مثير وأخاذ وذا أسلوب أخراجي مميز وتمثيل محترف".