هل تشارك فرونتكس بصد وترحيل المهاجرين خارج الاتحاد الأوروبي؟
٨ يناير ٢٠٢١السوري علي الابراهيم (22 عاما) الذي هرب 2018 من الحرب في بلدة منبج، بالقرب من حلب والتي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من "داعش". يقول إنهم أرادوا إجباره على المشاركة في القتال، لكنه رفض وهرب إلى تركيا.
حين وصل إلى مدينة أنطاكيا، المدينة الأولى وراء الحدود السورية، حيث سجلت السلطات التركية بياناته الشخصية وأعادته بدون ذكر الأسباب إلى سوريا، يقول علي متحدثا بلغة انجليزية جيدة. وإعادته إلى سوريا تعني أنه ممنوع من الدخول إلى تركيا بصورة شرعية لمدة خمسة أعوام. وبالرغم من ذلك قرر علي المحاولة الثانية، لكن هذه المرة في اتجاه اليونان، ووصل إلى الساحل التركي من بحر إيجه، وانتقل بقارب مطاطي إلى جزيرة ليروس اليونانية حيث قدم طلبا للجوء تم رفضه لكون تركيا بلدا ثالثا آمنا. لكن علي الابراهيم لا يمكن له العودة إلى تركيا ولا إلى سوريا، فقرر التوجه إلى البانيا، وقال بأنه انتقل في سبتمبر/ أيلول 2020 مع خمسة آخرين على متن حافلة إلى بلدة يوانينا في شمال اليونان ومن تم انطلقوا إلى الحدود الألبانية. وفي ألبانيا اعترضهم موظفو وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتيكس" وسلموهم للسلطات المحلية في الموقع الحدودي كاكافيا. وجوابا على السؤال كيف عرف بأنهم موظفو فرونتيكس، قال "تعرفت عليهم من خلال شاراتهم على ذراعهم"، حيث أن موظفي فرونتيكس يضعون شارة ذراع زرقاء مع العلم الأوروبي.
التهريب إلى النمسا مقابل 5 آلاف يورو!
يقول علي الابراهيم إنه طلب مع المهاجرين الآخرين من السلطات الألبانية الحصول على اللجوء، لكن قيل لهم بأنه بسبب جائحة كورونا لا يمكن قبول طلبات لجوء جديدة. ثم تم إرسالهم مجددا إلى اليونان ـ دون إبلاغ السلطات اليونانية بذلك. وأثناء المحاولة الثانية للعبور إلى ألبانيا كان للسوري حظ أكبر. فعبر العاصمة الألبانية تيرانا وكوسوفو نجح في الوصول إلى صربيا كما يقول في حديث مع دويتشه فيله DW في معسكر للاجئين بمدينة سومبور بالقرب من الحدود الهنغارية. ومن هناك يعتزم مواصلة الطريق إلى النمسا. لكن المهربين يطلبون أموالا طائلة: 5000 يورو لكل شخص لتهريبهم إلى النمسا!
الاعتقال عوض اللجوء
الانجليزية، هوبه باركير، تعرف هذا النوع من القصص، وهي تنسق مشروع Wave Thessaloniki في مدينة سالونيكي اليونانية، حيث يقدم المشروع للمهاجرين على طريق البلقان الطعام والرعاية الصحية والمشورة القانونية. وكانت سالونيكي منذ مدة ملجأ آمنا، كما تقول باركير لـ DW، إلا أنه في نهاية عام 2019 تولت السلطة حكومة محافظة. وفي يناير 2020 دخل قانون حيز التنفيذ تم بموجبه تشديد التعامل مع المهاجرين: "فعوض منح طالبي اللجوء أوراقا ثبوتية، يمكن حبسهم حتى 18 شهرا دون التحقق من حالتهم" تقول باركير، وضيف بأنه "يمكن تمديد الحبس 18 شهرا آخر".
فرونتكس تشارك في صد المهاجرين وردهم!
وليس فقط على الحدود تحصل إجراءات الترحيل غير القانونية، بل حتى في الداخل. وخوفا من ذلك يحاول المهاجرون في طريقهم نحو أوروبا الغربية تفادي السلطات اليونانية. وحتى على الحدود مع مقدونيا الشمالية وألبانيا يلاحظ مساعدو اللاجئين حصول إجراءات الترحيل عبر الحدود. وتزداد الدلائل على مشاركة موظفي فرونتيكس في ذلك. وتقول باركير: "لدينا تقارير عن شهود عيان يقولون فيها إن الموظفين يتكلمون مثلا الألمانية ويحملون شارة ذراع زرقاء مع العلم الأوروبي".
فرونتيكس تنفي الاتهامات
ونظرا للوضع غير الواضح على الحدود اليونانية فإنه من الصعب البرهنة على حصول إجراءات ترحيل عبر الحدود بمشاركة موظفي فرونتكس. "نحن نعلم بأن فرونتيكس ناشطة في ألبانيا"، تقول باركير. وردا على سؤال من DW قال متحدث باسم وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتيكس": " تحققت فرونتيكس من بعض الاتهامات ولم تجد أدلة ذات مصداقية تدعم تلك الاتهامات". كما أن فرونتيكس مصممة على الالتزام بأعلى المستويات في مراقبة الحدود في إطار تدخلاتها، علما أن موظفي فرونتيكس ملتزمون بميثاق سلوك يتضمن فقرة تخص تفادي عمليات الترحيل غير القانونية والالتزام بحقوق الإنسان.
حماية الحدود من الخارج
ولماذا تحمي وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتيكس" حدودا خارجية للاتحاد الأوروبي من الجانب الألباني، أي من بلد غير عضو في الاتحاد؟ المتحدث باسم فرونتيكس يقول DW بأن الهدف يتمثل في "دعم حماية الحدود والتصدي للهجرة غير القانونية ومواجهة الجريمة عبر الحدود بما يشمل تهريب البشر والإرهاب إضافة إلى مخاطر وتهديدات ممكنة على الأمن" بالإضافة إلى أن "التعاون مع بلدان غرب البلقان لها أولوية من قبل فرونتيكس التي تدعم الحفاظ على المستويات الأوروبية والمعاملة الجيدة في إدارة الحدود والأمن".
الطريق نحو الغرب
الكثير من المهاجرين ينتقلون من سالونيكي إلى كاستوريا، المدينة الجميلة الصغيرة التي تبعد بـ 30 كلم عن ألبانيا. "من هناك تأخذنا الشرطة بالحافلة وتقودنا إلى الحدود الألبانية"، يقول المغربي زكريا في مركز العناية في سالونيكي. وتروج مثل هذه الشائعات كثيرا بين المهاجرين، وفي الغالب ليست حقيقة. وبالرغم من ذلك يجلس الرجال في فترة ما بعد الظهر في الحافلة باتجاه الحدود الألبانية وبينهم صالح روزه المنحدر أيضا من المغرب. وهو موجود منذ سنة في اليونان، وكان بدون مأوى في سالونيكي ويقول "اليونان بلد جيد، لكن لا يمكن لي العيش هنا"، ويضيف صالح بأنه يريد الانتقال عبر ألبانيا وكوسوفو وصربيا وهنغاريا إلى أوروبا الغربية.
سفيري فلوريان/ م.أ.م