هل احتراف الحكام بشكل كامل يحل مشاكل التحكيم؟
٣٠ أغسطس ٢٠١٠نظرا إلى ما لفت الأنظار على مستوى العالم من أخطاء تحكيمية وقعت خلال نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها جنوب أفريقيا صيف عام 2010 ، جعل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم/ الفيفا، جوزيف بلاتر، موضوع حكام المباريات الهامة في كرة القدم على رأس جدول أعمال الفيفا في الأشهر القادمة. وبعد المناقشات حول وضع رقيقة مغناطيسية في كرة القدم للتأكد من الأهداف، أو استخدام صور الفيديو في التأكد منها، أو تعيين حكم لكل مرمى، يرى بلاتر أن هناك منطلقا لحل جديد لهذه المشكلة.
الاحتراف الكامل كحل لمشاكل التحكيم
ويقول حول ذلك "يجب أن نفعل شيئا من أجل الحكام الممتازين، إذ لا يمكن استخدام حكام غير محترفين للتحكيم في مباريات البطولات". ولهذا يعتزم رئيس الفيفا تطبيق نظام جديد للتحكيم في مباريات نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم. ويقضي هذا النظام بألا يتولى إدارة أي مباراة من هذه المباريات إلا حكام محترفون ومتفرغون للتحكيم في مباريات كرة القدم. ومن هنا يعتزم بلاتر أن يقدم إلى اللجنة التنفيذية للفيفا تقريرا مفصلا حول موضوع الحكام، وذلك في اجتماعها يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في زيورخ.
وقال بلاتر بأنه يهدف بذلك على كل حال إلى إتاحة الفرصة لمزيد من الشباب للمشاركة في تحكيم مباريات كرة القدم. إذ إن الفيفا قررت ألا يزيد عمر الحكم عن خمسة وأربعين عاما. غير أن جمعية الحكام الألمان تتشكك في مدى إيجابية هذا النظام. وحول ذلك وفي حديث إلى وكالة الأنباء الألمانية اليوم الاثنين (30 أغسطس/ آب 2010) قال رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الألماني لكرة القدم هيربيرت فانديل "هذا النظام لن يؤدي إلى أن يتولى الحكام إدارة المباريات بدون أخطاء".
التحكيم كمهنة أساسية
وأضاف فانديل أنه يتم في ألمانيا بشكل ممتاز تطبيق نموذج الحكام غير المتفرغين. وتابع فانديل يقول "لا أرى في تطبيق نظام الحكام المحترفين المتفرغين لمهنة التحكيم أي تأثير إيجابي"، موضحا أن المهنة الأساسية للحكم تعتبر من العوامل المؤثرة في شخصيته كحكم يتعين عليه أن يكون محايدا. هذا ويتقاضى حكم أي مباراة من مباريات البونديسليغا ثلاثة آلاف وستمائة يورو مقابل إدارته لهذه المباراة، كما تقاضى كل حكم شارك في مونديال جنوب أفريقيا تسعة وثلاثين ألفا ومائتي يورو مقابل إدارته لكل المبارايات التي تقرر أن يديرها.
ورغم ذلك فلا أحد من حكام كرة القدم في ألمانيا يعتمد بشكل أساسي على مهنة التحكيم في كرة القدم. وحول ذلك قال فانديل ردا على نظام بلاتر" يتعين توفير تأمين اجتماعي لهؤلاء الحكام"، موضحا أنه من أجل ذلك يطالب بجعل مهنة التحكيم في كرة القدم وظيفة أساسية. ويذكر أنه لم يكن من بين الثلاثين حكما الذين أداروا مباريات نهائيات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا إلا حكمان اثنان فقط يتخذان من التحكيم مهنة أساسية لهما، وهما الياباني يويشي نيشيمورا، والإنكليزي هاوارد ويب.
ومع ذلك فإن هذا الأخير،الذي كان يعمل شرطيا في السابق، أدار بشكل سيئ المباراة النهائية في مونديال 2010 ، والتي جرت بين المنتخب الهولندي ونظيره الإسباني، الذي فاز بهدف نظيف. هذا وعمل هيربيرت فانديل عازفا على البيانو قبل أن يصبح حكما لدى الفيفا. كما أن الحكم الألماني فولفغانغ شتارك، الذي كان الحكم الألماني الوحيد الذي شارك في مونديال 2010 ، يعمل موظفا في أحد البنوك، إلى جانب عمله حكما لمباريات كرة القدم.
(م. ح / د. ب. أ)
مراجعة طارق أنكاي