أخطاء الحكام قد تعرضهم لمزاحمة التكنولوجيا
٢٨ يونيو ٢٠١٠كانت صدمة المشجعين الانجليز كبيرة وهم يستقبلون قرار حكم المباراة القاضي بعدم احتساب الهدف الذي سجله مهاجم الفريق الانجليزي فرانك لامبارد في مرمى المنتخب الألماني في المباراة التي جمعتهم يوم الأحد الماضي في مباريات ثمن نهائي كأس العالم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، فعلى الرغم من أن الكرة تجاوزت خط المرمى بحوالي نصف متر قبل ارتدادها إلى خارج الشباك، إلا أن الحكم لم ينتبه إلى الهدف الذي اعترف به تيو تسفانتسيجر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، حيث قال في مقابلة مع محطة تلفزيونية ألمانية إنه شاهد الكرة من مقعده بالملعب وقد اجتازت خط المرمى، مضيفاً أنه يجب أن نلتزم بالقواعد الموجودة.
حالة مماثلة
هذا الحادث أعاد إلى الأذهان الهدف المثير للجدل الذي سجله جيوف هورست في كأس العالم 1966، والتي جمعت الفريقين الألماني والانجليزي وانتهت بفوز انجلترا على ألمانيا ووكانت المرة الوحيدة التي ترفع فيها في تاريخها الكأس العالمية. وكان هورست قد سدد كرة قفزت بين العارضة والأرض ومنحت التقدم للمنتخب الإنجليزي 3/2 قبل أن ينهي المباراة لصالحه بنتيجة 4/2 نتيجة هدف آخر من هورست هو الثالث له في هذه المباراة التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل 2/2 .
وكانت هذه المباراة في نهائي مونديال 1966 هي الأشهر في 27 مواجهة سابقة بين الفريقين ، وقد احتدم جدل واسع حول هدف هورست بدعوى أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى. لكن جدلا من نوع آخر بدأ اشتعل بعد مباراة الأحد الماضي عنوانه إدخال التكنولوجيا إلى مجال التحكيم بعد تواتر أخطاء الحكام التي تقضي على آمال فرق وتنعش حظوظ فرق أخرى، فالعالم ما زال يتذكر اللمسة الشهيرة للمهاجم الفرنسي تيري هنري والتي تأهلت بموجبها فرنسا إلى نهائيات جنوب افريقيا لتقضي بذلك على آمال الجماهير الايرلندية في التأهل.
وبعد ساعتين من مباراة ألمانيا ونجلترا، كانت مبارة الأرجنتين والمكسيك مسرحا لخلاف مماثل عندما افتتح المنتخب الأرجنتيني التسجيل في مرمى المكسيك من تسلل فاضح لمهاجم مانشستر سيتي كارلوس تيفيز الذي تلقى الكرة من ليونيل ميسي وهو متقدم على مدافعين مكسيكيين بحوالي متر واحد، من دون أن يراه حكم المباراة الإيطالي روبرتو روزيتي أو مساعده.
دعوات لاعتماد التكنولوجيا
الضجة التي خلفها هدف لامبارد وصلت أصداءها إلى صالونات الساسة، فقد استقطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعض الوقت بعيدا عن السياسة للتعليق على الأمر الذي بات يشغل جميع العقول في إنجلترا وهو أن كرة القدم يجب أن تستعين بنظام إعادة اللقطات المصورة. وقال كاميرون خلال قمة زعماء العالم في تورنتو: "أعتقد أن استخدام التكنولوجيا في الرياضة سيكون مفيدا ربما يجب علينا التفكير في هذا الأمر خاصة مع كرة القدم".
دعوة كامرون سبقتها دعوات كثيرة من أجل إعادة النظر في طريقة التحكيم، فقد سبق وانتقد رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني نظام التحكيم المتبع حاليا واصفًا إياه بالميت، وهذا ما شجعه على اعتماد خمسة حكام في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل . أما مطالب اللجوء إلى الفيديو فما تزال مسألة غير واردة في جدول أولويات الفيفا، فقد صرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر مرارا أن استخدام التكنولوجيا في كرة القدم التي تعتبر اللعبة الشعبية الأولى في العالم سيؤثر على "العامل الإنساني" في اللعبة، لأنه سيتوقف اللعب حينها من اجل تحديد ما إذا كان هناك خطأ ما أو هدف لم يحتسب.
الفيفا تعترف
وقال جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا، إنه اعترف بأخطاء الحكام، و قال بصراحة مدهشة "كانت هناك قرارات لم تكن جيدة". ولكنه قال أيضا إنه ليس هناك أي وقت للإصلاح السريع خلال فعاليات البطولة الحالية. فيما لمح إلى إمكانية إجراء تعديلات في الفترة المقبلة استعدادا للمونديال القادم عام 2014 في البرازيل ولكنه استبعد في نفس الوقت إمكانية اللجوء إلى الإعادة التلفزيونية أو استخدام الكرة الذكية. وأشار فالكه إلى إمكانية اللجوء فقط إلى تعيين حكمين إضافيين كحاملي راية يقف كل منهما بالقرب من المرمى . وكانت تجربة هذه الفكرة قد بدأت خلال الموسم الماضي في بطولة الدوري الأوروبي.
وما زال الفيفا حريصا على تنفيذ سياسة الاستعانة بالحكام من مختلف القارات في إدارة مباريات كأس العالم علما بأن بعض الأخطاء تصدر أيضا من بعض حكام أوروبا مثل الحكم الأسباني ألبرتو أونديانو الذي أدار مباراة ألمانيا وصربيا في المونديال الحالي وأشهر العديد من البطاقات الصفراء.
الكاتب: يونس آيت ياسين
مراجعة: منى صالح