هكذا تغيرت حياة غوتسه بعد هدفه في نهائي المونديال!
١٢ يونيو ٢٠١٥لا زال جمهور كرة القدم الألمانية والعالمية يتذكر الهدف القاتل الذي سجله ماريو غوتسه في شباك الأرجنتين والذي منح ألمانيا لقب كأس العالم في البرازيل عام 2014.بعد هذا الهدف ازدادت شعبية غوتسه وأصبح الفتى المدلل في تشكيلة المدير الفني للمنتخب الألماني يوآخيم لوف. لكن بالمقابل زاد الضغط أيضا على هذا اللاعب الذي ما زال يعتبر في رأي الكثيرين من المراقبين أمل الكرة الألمانية بالنظر إلى عمره الذي لم يتعدَ 23 عاما. والآن وبعد مرور عام تقريبا على مونديال البرازيل يطرح التساؤل نفسه حول ما إذا كان هدف الفوز في شباك الأرجنتين نعمة أم نقمة بالنسبة لغوتسه، الذي تراجع مستواه نسبيا في الآونة الأخيرة.
في حوار مع صحيفة "بيلد" الألمانية أكد غوتسه أن هدفه في نهائي مونديال البرازيل هو نعمة ولن يكون نقمة أبدا، "فكل لاعب يخوض نهائيات كأس العالم يرغب في تسجيل مثل هذا الهدف وإحراز اللقب" ، يقول غوتسه. ويضيف الدولي الألماني، الذي خاض لحد الآن 44 مباراة بقميص المانشافات: "تسجيل أهداف حاسمة مثل ذلك الهدف في نهائي بطولة كبيرة مثل كأس العالم لا تتاح سوى مرة في العمر؛ لذلك لم أفكر أبدا في يوم ما أن هدفي في شباك الأرجنتين نقمة. فإذا سألتني هل ترغب في تسجيل أهداف حاسمة مثل ذلك الهدف، فلن أتردد في الإجابة بنعم".
"أَظهِرْ للعالم أنك أفضل من ميسي!"، هذه الجملة قالها له المدرب يوآخيم لوف قبل إقحامه أمام الأرجنتين في نهائي مونديال البرازيل. ويقول غوتسه إنه لا بد من فهم السياق الحقيقي للجملة، ويوضح: "لوف أراد من خلال ذلك تحفيزي في تلك المواجهة المصيرية. لذلك لا ينبغي أن ننطلق من تلك الجملة لنجري مقارنة شاملة بيني وبين ليونيل ميسي".
لوف ينصح غوتسه بالبقاء في بايرن
وعلى عكس مونديال البرازيل، عاني غوتسه كثيرا هذا الموسم مع بايرن ميونيخ، خصوصا في الشطر الثاني من الدوري الألماني (البوندسليغا)، حيث ظل ملازما لدكة البدلاء في معظم المباريات. كما أن بيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ لم يعتمد عليه كأساسي في مباريات حاسمة، كتلك التي جمعت الفريق البافاري ببرشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ومرد ذلك إلى تراجع مستوى اللاعب وعجزه عن تقديم الإضافة المرجوة. فبعدما كان اللاعب الشاب يبهر المتتبعين بتقنياته العالية، وأهدافه الجميلة عندما كان في دورتموند، أصبح عرضة لبعض الانتقادات بسبب بعده عن مستواه الحقيقي، حيث لم يسجل سوى تسعة أهداف هذا الموسم. كما أن العبء على اللاعب أصبح أكبر بعد مونديال البرازيل، وهو ما يؤكده غوتسه في حواره مع صحيفة بيلد: "التوقعات بشكل عام كبيرة، خصوصا عندما تحقق الكثير من النجاحات؛ لكن الأهم بالنسبة لي هو أن أجد الطريق الصحيح بنفسي".
وفي ظل فقدان غوتسه لمكانه في التشكيلة الأساسية مع بايرن ميونيخ؛ انتشرت أنباء تفيد احتمال رجوعه لفريقه الأصلي، دورتموند. بيد أن هانز يوآخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند نفى ذلك واعتبر الأمر أنه "غير واقعي تماما". وقال فاتسكه لصحيفة "فيست دويتشه ألغماينه تسايتونغ" إن دورتموند لا يمكن تحمل نفقات إعادة غوتسه من بايرن ميونيخ بعد رحيله عن الفريق قبل عامين. وأوضح: "ألقوا نظرة على هيكل الرواتب في بايرن ميونيخ ودورتموند، نظرة واحدة فقط وستعرفون الإجابة".
من جهته نصح يوآخيم لوف، المدير الفني للمانشافت، غوتسه بالبقاء في بايرن وحذره من التفكير في الانتقال إلى فريق آخر. ففي حوار مع صحيفة "اكسبريس" الألمانية، نشر اليوم الجمعة (12 يونيو/ حزيران) قال لوف "ينبغي على ماريو البقاء في بايرن وعليه أن يحاول بشتى الوسائل استعادة مكانه كأساسي وسينجح في ذلك". وأضاف لوف " ماريو يحب العمل الذي يقوم به، ويمتلك موهبة كروية كما أنه لاعب متميز".
تبرع للأطفال بثمن حذاء المونديال
وعلى الصعيد الإنساني يُعرف عن ماريو غوتسه انخراطه في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين. فقد سبق له أن عرض في مزاد علني فردة حذائه اليسرى، التي سجل بها هدف الفوز في مونديال البرازيل. وبيعت فردة الحذاء بمليوني يورو فأعطاهما غوتسه لجمعية "قلب للأطفال" الخيرية، وقال عن هذه المبادرة: "مليونا يورو، مبلغ ضخم. الشيء الجيد هو أنه من أجل قضية جيدة وليس فقط ثمن حذاء".
يُذكر أن غوتسه عاد إلى التهديف مجددا بعد أن صام عنه منذ مارس/ أذار الماضي، حيث سجل هدف ألمانيا الوحيد في شباك أمريكا في المباراة الودية التي أقيمت في كولونيا وانتهت بهزيمة المانشافت بهدفين لهدف. كما توجد أمام غوتسه فرصة جيدة لتأكيد صحوته وتسجيل مزيد من الأهداف في مباراة ألمانيا أمام جبل طارق،التي ستجري غدا السبت (13 يونيو/ حزيران) ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2016.