1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"نيتسح يهودا" - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية؟

٣٠ أبريل ٢٠٢٤

يدرس البيت الأبيض فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي وسط اتهامات لها بارتكاب انتهاكات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. فماذا وراء هذه الكتيبة؟ وهل ستعاقبها واشنطن بالفعل أم تتراجع عن ذلك؟

https://p.dw.com/p/4fI6O
جنود من الحريديم (اليهود الأصوليين المتشددين) خلال مراسم أداء اليمين لانضمامهم إلى كتيبة "نيتسح يهودا"(26.05.2013)
جنود من الحريديم (اليهود الأصوليين المتشددين) خلال مراسم أداء اليمين لانضمامهم إلى كتيبة "نيتسح يهودا"صورة من: Jim Hollander/dpa/picture alliance

بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يعتزم الإعلان عن عقوبات ضد كتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي، كشفت مصادر إسرائيلية وأمريكية أن واشنطن تقوم بمراجعة القضية.

ووحدة "نيتسح يهودا" (معناها: يهودا للأبد) متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإنه يجري التحقيق مع خمس وحدات عسكرية إسرائيلية من قبل واشنطن على خلفية ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن العقوبات موجهة فقط ضد "نيتسح يهودا".

وتنص العقوبات المزمع فرضها على نقطتين: أولًا، لا يجوز تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى "نيتسح يهودا". ومن ناحية أخرى، ينبغي تقييد مشاركة الكتيبة الإسرائيلية في الدورات التدريبية التي تمولها الولايات المتحدة. وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية بالفعل أنها ستعارض العقوبات.

من يقف وراء "نيتسح يهودا"؟
تأسست كتيبة "نيتسح يهودا" في نهاية التسعينيات كوحدة دينية خاصة لتمكين المنتمين إلى تيار الحريديم، الأصولي المتشدد، من الخدمة في الجيش. ويتم منحهم، على سبيل المثال، وقتًا للصلاة أو التعليم الديني، كما يكون الطعام "كوشر" (حلالًا حسب الأحكام اليهودية)، ويتم تقييد اتصالهم بالمجندات. والكتيبة جزء من "لواء كفير" للمشاة. وبحسب معلومات الكتيبة نفسها، يبلغ عدد أفرادها نحو 1000 جندي. ووجودها في الجيش أمر مثير للجدل داخل المجتمع الأصولي المتشدد (الأولترا أرثوذكسي)، الذي يرفض إلى حد كبير الخدمة العسكرية الإجبارية.
العديد من الجنود متطوعون، فالحريديم معفيون حتى الآن من الخدمة العسكرية، إذ لا يمكن تجنيد أي شخص التحق بمدرسة دينية، أي مدرسة دينية، حتى سن معينة. لكن العديد من السياسيين يطالبون بتغيير هذه القاعدة. وفي عام 1998، اعتبرت المحكمة العليا في إسرائيل هذه الممارسة تمييزية. ومنذ أن بدأت إسرائيل الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة في خريف 2023، تطوع الآلاف من الحريديم للخدمة في الجيش. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

تجمع للمستوطنين المتطرفين؟
ويشكل إسرائيليون أصليون متشددون وكذلك قوميون متدينون جزءًا من تلك الوحدة العسكرية. ومن بينهم مستوطنون متطرفون من الضفة الغربية المحتلة مقربون من حزبي الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي) وبتسلئيل سموتريش (وزير المالية). وبمرور الوقت، انضم المزيد من أنصار منظمة "شبان التلال" العنيفة المتطرفة إلى الكتيبة، وفقًا لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على المنظمة قبل نحو أسبوعين بسبب هجماتها على الفلسطينيين.

جنود كتيبة "نيتسح يهودا" (19.05.2014)
تأسست "نيتسح يهودا" كوحدة دينية خاصة لتمكين اليهود الأصوليين المتشددين "الحريديم" من الخدمة في الجيشصورة من: Menahem Kanaha/AFP/Getty Images

وكانت كتيبة "نيتسح يهودا" تتمركز في الأصل في الضفة الغربية المحتلة. وفي نهاية عام 2022، تم نقلها إلى شمال إسرائيل. وتشارك "نيتسح يهودا" الآن أيضًا في الحرب ضد حماس غزة.

ما هي بالضبط التهم الموجهة إلى الكتيبة؟
ترتبط الكتيبة بالتطرف اليميني والعنف ضد الفلسطينيين، وفقًا لـ"تايمز أوف إسرائيل". وبحسب موقع "أكسيوس"، أصبحت الكتيبة في مرمى أنظار الحكومة الأمريكية في بداية عام 2022 بعد وقوع حوادث عنف ضد مدنيين فلسطينيين في الضفة.

وتذكر تقارير أن أفراد الكتيبة قاموا بتكميم فم رجل مسن (80 عامًا)، اسمه عمر أسعد، وتقييده لساعات. وتوفي الرجل الأمريكي الفلسطيني بعد ساعات قليلة بسبب نوبة قلبية مرتبطة بالتوتر، الذي من المفترض أنه ناجم عن هذا الحادث، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست ووسائل إعلام أخرى.

وفي ذلك الوقت، أدان الجيش الإسرائيلي العمل ووصفه بأنه "فشل أخلاقي"، مشيرًا إلى أن ذلك كان "قرارًا سيئًا" من المسؤولين. وتم عزل ضابطين من منصبيهما وتوبيخ ثالث. ومع ذلك، لم تكن هناك محاكمة جنائية.

وجذبت القضية وقتها اهتمامًا خاصًا بسبب جنسية الرجل المزدوجة وكبر سنه، ولأن وزارة الخارجية الأمريكية طلبت إجراء تحقيق. ومع ذلك، يشير المدافعون عن حقوق الإنسان إلى حالات أخرى من سوء معاملة الفلسطينيين وتعذيبهم.

كيف ردت إسرائيل على سعي أمريكا لمعاقبة الكتيبة؟
الحكومة الإسرائيلية ردت بغضب على التقارير المتعلقة بالعقوبات. وكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على منصة إكس: "لا ينبغي فرض أي عقوبات على الجيش الإسرائيلي!"، مضيفًا أن حكومته ستستخدم كل الوسائل لمواجهة هذه الإجراءات. وكتب كذلك: "في الوقت الذي يحارب فيه جنودنا وحوش الإرهاب، فإن النية بفرض عقوبات على وحدة في الجيش هي قمة العبثية وانحدار في القيم". وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس لديه علم بأي عقوبات ضد أي من وحداته، مضيفًا: "إذا تم اتخاذ قرار بهذا الشأن، فستتم مراجعته".

لكن مصادر أمريكية مطلعة كشفت أن وزارة الخارجية علقت فرض العقوبات على "نيتسح يهودا"، مبينة أن واشنطن تقوم بمراجعة القضية في ضوء معلومات جديدة قدمتها إسرائيل في الأيام الأخيرة، وفق ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري.

عقوبات أمريكية أخرى على إسرائيل؟
وبكل الأحوال، إذا عاقبت واشنطن "نيتسح يهودا" بالفعل، فستكون تلك أول عقوبات أمريكية ضد الجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، فقد سبق أن فرضت واشنطن بالفعل عقوبات على أطراف إسرائيلية. فقد فرضت مؤخرًا إجراءات عقابية ضد مستوطنين متطرفين وكذلك ضد زعيم منظمة "لهافا" بن تسيون غوبشتاين، الذي يعتبر من المقربين لوزير الأمن القومي اليميني المتطرف بن غفير. وأضافت الولايات المتحدة أيضًا إلى قائمة عقوباتها منظمتين، تقدمان الدعم المالي للمستوطنين المتطرفين الذين تم فرض عقوبات عليهم بالفعل. وماعدا تجميد الأصول في الولايات المتحدة، يُحظر على مواطني الولايات المتحدة أو الأشخاص المقيمين في الولايات المتحدة التعامل مع المنظمات والأفراد الخاضعين للعقوبات.

م.ع.ح

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (07.02.2024)
إسرائيل تسعى إلى إقناع أمريكا بالتراجع عن سعيها لفرض عقوبات على "نيتسح يهودا"صورة من: GPO/Anadolu/picture alliance
شتيفاني هوبنر كاتبة ومحررة في قضايا السياسة والمجتمع