نظام الأسد يواصل قمعه وأنقرة تفقد ثقتها فيه
٢٨ أغسطس ٢٠١١نقلت وكالة انباء الاناضول عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله الأحد إن تركيا فقدت ثقتها في النظام السوري مع استمرار حملته الدامية ضد المحتجين. وقال غول في مقابلة مع وكالة الأناضول بمناسبة مرور أربع سنوات على توليه المنصب "في الواقع وصل الوضع (في سوريا) إلى حد انه لم يعد أي شيء يكفي إذ جاء بعد فوات الأوان" مشيرا الى وعود الرئيس السوري بشار الأسد بوقف الحملة والتي لم تتحقق.
وكان غول قد ناشد في وقت سابق من الشهر الحالي الرئيس السوري بشار الأسد ألا يترك الإصلاحات إلى أن يفوت أوانها. وتابع غول قائلاً: "لم يعد في عالم اليوم مكان للحكم المستبد وحكم الحزب الأوحد والأنظمة المغلقة، إذ أن تلك الأنظمة إما ستسقط بالقوة أو سيأخذ حكام الدول زمام المبادرة بأنفسهم". وأضاف "لابد أن يعرف الجميع أننا نقف إلى جانب الشعب السوري.. الأمر الأساسي هو الشعب". وكانت أنقرة، التي انتعشت علاقاتها مع دمشق في السنوات الأخيرة، قد كررت الدعوة للأسد للبدء بإصلاحات دون أن تصل إلى حد مطالبته بالرحيل.
تحفظ سوري
من جهة أخرى، صرح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي انه "على استعداد لزيارة سوريا اليوم قبل الغد"، تنفيذا للمهمة العاجلة التي كلفه وزراء الخارجية العرب بها ولكنه مازال ينتظر "رد الحكومة السورية" على طلب الزيارة الذي تقدم به.
هذا وتحفظت سوريا رسميا الأحد في مذكرة أرسلتها إلى الأمانة العامة للجامعة العربية ووزعتها على السفارات العربية في القاهرة على بيان الجامعة العربية الذي اعتبرته "كأن لم يصدر"، بعد أن دعا إلى "وقف إراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان". وقال مصدر دبلوماسي ان مندوبية سوريا لدى الجامعة العربية قالت في المذكرة إنها "سجلت رسميا تحفظها المطلق" على البيان الصادر ليل السبت/الاحد عن الجامعة العربية و"تعتبره كأن لم يصدر خصوصا انه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع".
قتيل وجرحى
ميدانياً نقلت وكالة فرانس برس عن ناشط حقوقي قوله إن شخصين قتلا وجُرح 9 آخرون عندما اقتحمت قوات من الجيش السوري والأمن مدينة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن انه "قُتل مواطنان وأُصيب تسعة بجراح خلال اقتحام قوات عسكرية وأمنية لمدينة خان شيخون قبل قليل". وتقول الأمم المتحدة إن 2200 شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها الأسد لكبح الاحتجاجات المندلعة منذ خمسة شهور ضد حكمه.
وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في آذار/ مارس، مما يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض.
منع من السفر
وفي تطور آخر، قال معارض سوري بارز إن مسؤولي الحدود منعوه هو واثنان آخران من المعارضين البارزين في البلاد من مغادرة سوريا اليوم الأحد عند محاولتهم عبور الحدود إلى لبنان. وأضاف فايز سارة أنهم كانوا يعتزمون السفر إلى بيروت للمشاركة في مناقشة تلفزيونية عن الانتفاضة السورية ولكن منعوا على الجانب السوري من الحدود وطلب منهم العودة. وتابع لرويترز إنهم وصلوا عند الحدود وتقدم منهم شرطي كان مهذبا للغاية ولكنه طلب منهم عدم السفر. واستطرد أن ذلك كان أمرا مفاجئا إذ أن معارضين آخرين توجهوا إلى لبنان.
وأبلغه مسؤولو الحدود هو والمعارضين الآخرين وهما ميشيل كيلو ولؤي حسين أن التعليمات بمنعهم من مغادرة البلاد صدرت اليوم. وكان كيلو وهو كاتب أمضى ثلاثة أعوام في السجن في سوريا كسجين سياسي دعا إلى نظام ديمقراطي بدلا من حكم الرئيس بشار الأسد. واعتقل حسين وسارة خلال الانتفاضة.
مرسوم خاص بقانون الإعلام
من جانب آخر أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الأحد مرسوماً خاصاً بقانون الإعلام ضمن البرنامج الإصلاحي الذي أعلن عنه لتهدئة موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا والمتضمن بشكل خاص منع حبس الصحفي وحرية حصوله على المعلومة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الرئيس السوري "اصدر المرسوم التشريعي الخاص بقانون الإعلام" دون المزيد من التفاصيل.
وذكر رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد لوكالة فرانس برس أن هذا القانون "هو مطلب قديم لاتحاد الصحفيين للوصول إلى قانون أكثر عصرية يعطي الفرصة للإعلام السوري والصحفي السوري ليأخذ دوراً اشمل باتجاه تقديم الحقيقة والتعامل مع المعلومة بما يخدم المجتمع". وأشار مراد إلى "فقرة هامة" في القانون تتعلق "بمنع حبس الصحفي عبر مادة خاصة".
(ع.غ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين