نجوم عرب وعالميون غادروا عالمنا سنة 2011
٣٠ ديسمبر ٢٠١١إذا كانت سنة 2011 هي سنة الحراك الثوري في عدد من الدول العربية، فإنها شكلت أيضا سنة رحيل عدد من نجوم الغناء والسينما في العالم العربي. منهم من تم الانتباه إلى رحيله ومنهم غادر في صمت وسط اهتمام إعلامي بالقضايا السياسية الكبرى التي تشغل المواطن العربي. ففي مصر تساقطت أيقونات الزمن الجميل الواحدة تلوى الأخرى. في شهر أغسطس/ آب الماضي فقدت السينما المصرية في نفس الشهر اثنين من وجوه سينما الأبيض والأسود هما الممثل كمال الشناوي دون جوان الشاشة الفضية والممثلة هند رستم رمز الإغراء والأنوثة في السينما المصرية. بعد ذلك بشهرين فقدت السينما المصرية الممثل عمر الحريري والذي كان يعتبر آخر فتيان الشاشة الفضية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
وبعد أقل من أسبوع على وفاة عمر الحريري، توفيت في صمت المطربة فايدة كامل والتي اشتهرت بأداء الأغاني الوطنية والأغاني العاطفية الخفيفة قبل أن تتجه للعمل السياسي. أما نجمة البرنامج الكوميدي "ساعة لقلبك" الفنانة خيرية أحمد فقد رحلت كذلك في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد معاناة مع المرض. غير أن الموت لم يتوقف عند نجوم الجيل القديم في مصر، فوسط صدمة الأوساط الفنية في مصر رحل المطرب الشاب عامر منيب عن سن الأربعين، بعد دخوله في غيبوبة لعدة أيام. كما فقد الغناء الشعبي في مصر المطرب حسن الأسمر إلى جانب مطرب آخر لمع في السنوات الأخيرة في السينما المصرية وهو الفنان طلعت زين.
رحيل نجوم من العالم العربي
أما في لبنان فشكل رحيل سعاد محمد أحد الأصوات العربية المهمة في القرن الماضي خبرا اهتمت به الأوساط الإعلامية والفنية. ورغم أن سعاد محمد كانت قد اختفت عن الساحة الغنائية منذ سنوات، إلا أن رحيلها كان فرصة لاستحضار أهم محطاتها الفنية، خاصة وأن الراحلة اعتبرها الكثيرون الوريثة الشرعية لأم كلثوم. وغير بعيد عن الساحة الغنائية اللبنانية فقد توفي الملحن وليد غلمية مؤلف سيمفونيات موسيقية وملحن أغاني شهيرة. أما سوريا فلها نصيب أيضا من الرحيل. ففي فبراير/ شباط الماضي توفي المخرج السوري الشهير عمر أميرلاي صاحب أفلام تسجيلية عالمية مهمة. و لعل مشاهدي المسلسل السوري الشهير "باب الحارة" سيفتقدون الممثل السوري حسن دكاك الذي وافته المنية أيضا هذه السنة في شهر يوليو/ تموز.
أما في المغرب الكبير فقد فقدت تونس واحدا من أشهر ممثليها الكوميديين وهو الممثل الشاب سفيان الشعري الذي توفي في شهر أغسطس/ آب الماضي إثر تعرضه لأزمة قلبية. أما المغرب ففقد العديد من رواده في مجال الموسيقى والدراما، كعازف القانون والملحن صالح الشرقي والذي اشتهر بكونه الملحن المغربي الوحيد الذي غنت أم كلثوم من ألحانه أغنية دينية خلال زيارتها للمغرب. كما توفي أب الفنانين المغاربة عبد النبي الجراري مكتشف أغلب الأصوات المغربية المعاصرة كنعيمة سميح وسميرة سعيد...إلى جانب رحيل رائدة من رواد المسرح و التلفزيون في المغرب هي حبيبة المذكوري. وفي موريتانيا توفيت نجمة الغناء الشعبي الموريتاني ديمي منت آبا، التي خلف رحيلها فراغا في الساحة الغنائية الموريتانية.
ايمي واينهاوس، المغنية الحافية وكيلوباترا هوليود
لا نعرف إذا كان الأمر يتعلق بأسطورة أو لا، نجوم الغناء العالمي جيمي هندريكس، كورت كوبيين، جانيس جوبلين، وآخرون توفوا في سن السابعة والعشرين. لكن من المؤكد أن نجمة الغناء العالمية ايمي واينهاوس توفيت أيضا في سريرها يوم 23 يوليو/ تموز في سن السابعة والعشرين. قد تكون الوفاة في سن صغيرة عاملا أيضا في ازدياد شعبية الفنان. وهذا ما لمسناه عندما توفي الممثل الأمريكي جيمس دين في سن صغيرة أيضا في حادثة سير. لكن بلا شك سيترك رحيل ايمي واينهاوس فراغا في الساحة الغنائية العالمية نظرا لما كان يتمتع به صوتها من مميزات خاصة.
كما كان من المحزن أيضا لكثيرين توديع المغنية ذات القدمين الحافيتين سيزاريا ايفورا من جمهورية الرأس الأخضر. سيزاريا بدأت شهرتها في سن متأخرة أي في الرابعة والأربعين من العمر، بعد أن كانت تغني فقط في بعض الملاهي والحانات، لتنطلق بعدها شهرتها العالمية بعد أغنيتها " صوداد" التي لفتت إليها انتباه منتج موسيقي برتغالي. منذ منتصف الثمانينات صارت ايفورا علامة من علامات موسيقى البلوز حتى اعتزالها الغناء في سبتمبر/تشرين الأول لأسباب صحية. توفيت سيزاريا ايفورا عن سن تناهز السبعين. أما في المجال السينمائي فإن رحيل كيلوباترا السينما الهوليودية إليزابيث تايلور في 23 من مارس/ آذار الماضي، شكل خسارة كبيرة لمحبيها باعتبارها أسطورة من أساطير الفن السابع. وإذا كان الموت غيب كل هذه الأسماء الفنية العالمية والعربية، فإن مقولة الفنان لا يموت قد تبدو صحيحة، طالما أن الأعمال الفنية تبقى حاضرة لا تموت.
ريم نجمي/ ماتياس كلاوس
مراجعة: أحمد حسو