نتانياهو يبدأ مفاوضات تشكيل حكومة "ستكون غير مسبوقة"
٤ نوفمبر ٢٠٢٢بدأ زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو اليوم الجمعة (الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022) مفاوضات مع حلفائه المتدينين واليمين المتطرف لتشكيل حكومة يرجّح بأن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية الإسرائيلية الأكثر انتشاراً، صوراً لنتانياهو مع إيتمار بن غفير، الشخصية اليمينية المتطرفة التي يبدو أنها ستصبح لاعباً رئيسياً في الحكومة الجديدة، وتساءلت "إلى أين يتجهون؟".
وفاز نتانياهو بأغلبية مقاعد الكنيست وأظهرت النتائج حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعداً، و18 مقعدا للحزبين المتدينين المتشددين "يهودوت هتوراه" لليهود الاشكناز الغربين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين (سفراديم)، و14 مقعدًا لتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية".
وبذلك تكون الكتلة اليمينية برئاسة نتانياهو حصلت على 64 مقعداً، أي أغلبية مستقرة في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً، لتسدل الستار بالتالي على حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي.
"حكومة غير مسبوقة"
وكتبت سيما كادمون، وهي محللة وكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة "ستكون حكومة غير مسبوقة". وأضافت: "معظم الحقائب الوزارية المهمة ستكون في أيدي المتعصبين.. الجميع يعلم أنه إذا تم تنفيذ جزء بسيط مما وعدت به الاحزاب في حال كانوا جزءا من الحكومة الجديدة، فسيكون هذا بلد مختلف بنظام حكم مختلف".
أما بالنسبة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد، زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي فتشير النتائج إلى حصوله على 24 مقعداً لحزبه و51 لكتلته مع حلفائه.
وسيبدأ نتانياهو بتوزيع الحقائب الوزارية على شركائه في التحالف وهذا يعني منح حقائب مهمة لأعضاء تكتل "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، الأمر الذي يعتبر سابقة. وقد أصدر نتانياهو بالفعل تعليمات إلى ياريف ليفين عضو اللكيود الاكثر تشدداً وحليفه المقرّب لبدء محادثات مع "الصهيونية الدينية" بشأن الحقائب الوزارية.
من جهته، طالب الزعيم اليميني إيتمار بن غفير الذي لطالما دعا إلى ضم إسرائيل لكامل الضفة الغربية، بتولي حقيبة الأمن العام، وهو منصب سيجعله مسؤولاً عن الشرطة.
"الصهيونية الدينية" تحث عن دور
وقال بن غفير ليلة الانتخابات "حان الوقت لنعود أسياد بلادنا" وصرح بتسلئيل سموتريتش من "الصهيونية الدينية" علناً أنه يريد أن يصبح وزيراً للدفاع.
أما حزب شاس اليهودي الشرقي المتشدد برئاسة ارييه درعي الذي فاز بـ11 مقعدًا فيتوقع بأن يلعب دوراً محورياً في مفاوضات الائتلاف. وتتركّز أنظار درعي على وزارتي الداخلية أو المالية.
وقال شلومو فيشر من "معهد سياسة الشعب اليهودي" في القدس لوكالة فرانس برس إن نتانياهو يدرك أن دفع شخصيات يمينية إلى مناصب رئيسية قد "يضر" بعلاقاته في الخارج. وقال إن "نتانياهو لا يريد أن يقود بن غفير ودرعي الدفة، فهو حريص للغاية ولا يريد أن يفقد شرعيته الدولية (...) أعتقد أنه يمكن أن يحاول توسيع تحالفه لتقليل نفوذهم".
وذكرت إذاعة إسرائيل باللغة العربية بحسب مصادرها الجمعة أن "نتانياهو لا يرغب في المخاطرة بمنح مَن وصفتهم بممثلي اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير، حقائب سيادية. ولذلك يسعى لإقناع خصميه يائير لبيد وبيني غانتس بالانضمام إلى حكومة برئاسته ليتجنب عزلة دولية".
تحالف مع القائمة العربية؟
وبحسب الاذاعة فإن "نتانياهو لا يستبعد إمكانية التوجه إلى رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، ليكون عنصر موازنة أمام المتطرفِين اليمينيين".
وبينما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التكهن بشأن تشكيل الحكومة، قال إن واشنطن تأمل "أن يواصل جميع مسؤولي الحكومة الإسرائيلية مشاركة قيم المجتمع الديمقراطي المنفتح، بما في ذلك التسامح والاحترام للجميع في المجتمع المدني، وخاصة الأقليات".
كما دعت المملكة المتحدة "جميع الأطراف الإسرائيلية إلى الامتناع عن اللغة التحريضية وإبداء التسامح والاحترام للأقليات" وذلك في بيان صدر بعد ساعات قليلة من رفضها لمقترحات رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس بشأن نقل سفارة المملكة المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)