ميركل وقادة أوروبيون يحثون على وقف فوري للهجمات ضد المتظاهرين
٣ فبراير ٢٠١١حثت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل الحكومة المصرية على وقف الهجمات فورا ضد المتظاهرين السلميين في القاهرة. وقالت المستشارة اليوم الخميس (03 فبراير/ شباط 2011) في مدريد عقب مشاورات حكوميبة المانية اسبانية " أن المسؤولين عن التجاوزات التي ارتكبت اليوم وعلى ما يبدو اليوم يجب تقديمهم سريعا وبصرامة للمحاسبة ". وأضافت المستشارة أنه بعدما رفع ملايين المصريين صوتهم، لا يحق لأحد أن يعتقد أن " استمرارا لهذا الوضع في مصر قائم، بل يجب فرض بداية جديدة". وطالبت ميركل ب "تغيير حقيقي" والا "فان هؤلاء الناس لا يمكن ارضاؤهم".
وبعد تصاعد العنف في مصر أعرب رؤساء دول وحكومات أوروبية، وكذلك مسؤولون آخرون وقادة أحزاب، عن قلقهم الشديد مما حصل أمس في ميدان التحرير في القاهرة ووقوع عدة قتلى ومئات الجرحى. وكان مؤيدون للرئيس حسني مبارك هاجموا المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس حسني مبارك على الفور حيث وقعت اشتباكات عنيفة دون أن تتدخل قوى الجيش الموجودة للتفريق بين الطرفين.
بيان أوروبي مشترك يطالب بوقف العنف وبدء عملية انتقال السلطة
وأصدرت المستشارة أنغيلا ميركل اليوم الخميس مع رؤساء دول وحكومات فرنسا وبريطانيا وأيطاليا وإسبانيا بيانا مشتركا دانوا فيه بشدة تصعيد العنف في مصر، وعكسوا فيه بوضوح قلقهم المتزايد من التطورات الحاصلة في البلد.
وطالب البيان الموقَّع من ميركل، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيسي الحكومة الإيطالية والإسبانية سيلفيو برلسكوني وخوسيه تساباتيرو، السلطات المصرية بضرورة حماية المتظاهرين من جانب القوى الأمنية. وقالوا في بيانهم إنهم ينددون بكل من يمارس العنف ومن يشجع عليه لأنه سيؤدي إلى تعميق الأزمة السياسية في البلد. وأضافوا أن "انتقالا سريعا ومنظما لحكومة تستند إلى قاعدة عريضة هو وحده الذي سيمكّن مصر من التغلب على التحديات". وأردف الرؤساء بصورة جازمة أن العملية الانتقالية هذه "يجب أن تبدأ الآن". وفي حديثها مع قناة " سكاي نيوز" قالت مندوبة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاثرين اشتون إنها طالبت المسؤولين المصريين بحماية الشعب من قبل الجيش.
إلى ذلك طالب وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيلّه نظيره المصري أحمد أبو الغيط خلال اتصال هاتفي "بضرورة وضع حد نهائي لأي عنف في البلد ضد المتظاهرين والبدء باسرع وقت ممكن بحوار مع ممثلي المعارضة للاتفاق على مرحلة انتقالية على طريق إرساء علاقات ديمقراطية حقيقية". واعتبر وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني ديرك نيبل الذي يزور حاليا العراق أن الانتفاضات الجارية "يمكن أن تكون فرصة للدول المعنية أو خطرا عليها" مشيرا إلى أن المرء لن يتحقق من ذلك إلا لاحقا. ورأى على خلفية ما يحدث في مصر أن خطر الاخوان المسلمين ضئيل نسبيا في مصر على عكس ما يعتقده كثيرون، اضافة إلى وجود خلافات بينهم. وقال إن شعبية هؤلاء تراوح بين 15 و20 في المائة فيما غالبية المصريين تريد حكما عصريا.
الاشتراكيون والخضر واليسار يتهمون برلين بالتقاعس
ودعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الحكومة إلى تبني موقف أقوى إزاء القيادة المصرية مشيرا إلى أن ما يقوله وزير الخارجية فيسترفيلّه عن الاستفزازات الموجهة ضد المتظاهرين في ميدان التحرير "غير كافية على الإطلاق" ومجرد "عبارات فارغة". وقال المتحدث باسم الحزب للشؤون الخارجية رولف موتسينيخ إن على برلين أن توضح للحكومة المصرية "دون لبس بأن تحولا سلميا في البلاد شرط لاستمرار التعاون المشترك". وطالب موتسينيخ أيضا باستدعاء السفير المصري في برلين إلى وزارة الخارجية الألمانية لإبلاغه الموقف.
كما اتهم رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر يورغن تريتين حكومته بالتقاعس عن دعم المتظاهرين وعدم استدعاء السفير المصري لابلاغه بأن الحكومة الألمانية ستتوقف عن دعم نظام مبارك في حال استمرار عمليات العنف ضد معارضيه داعيا أيضا إلى وقف تصدير السلاح إلى الجيش المصري. وطالب الاتحاد الأوروبي بتجميد كل المساعدات المخصصة لمصر.
وبدوره اتهم نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار يان فان أكن برلين بدعم الأنظمة الديكتاتورية في تونس ومصر ودول أخرى على مدى سنوات وإرسال أسلحة إليهم. وطلبت كتلة حزب اليسار من اللجنة الخارجية في البرلمان عقد جلسة خاصة له الاثنين المقبل لبحث الأوضاع في مصر.
(إ.د/د ب أ، رويترز، د أ ب د )
مراجعة: سيد منعم