مئات الآلاف يتظاهرون في القاهرة ومطالب برحيل مبارك أولا
١ فبراير ٢٠١١فيما يتدفق آلاف المصريين إلى ميدان التحرير، أكبر ميادين مصر في العاصمة القاهرة، من أجل المشاركة في المسيرة المليونية التي تنظم اليوم الثلاثاء (1فبراير/شباط)، ضرب الجيش المصري طوقاً أمنياً على الميدان، وأقام نقاط تفتيش للتأكد من أن المظاهرات تسير بسلام ودون احتكاكات، على حد قول الجيش.وكان الجيش قد تعهد بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين مؤكدا احترامه للمطالب الشعبية" المشروعة".
وشهدت مدن مصرية أخرى مظاهرات حاشدة ومنها الاسكندرية والسويس ودمياط، وأفادت مصادر محلية في مدينة المنصورة بأن نحو مائة ألف محتج تظاهروا اليوم الثلاثاء في المدينة احتجاجا على بقاء الرئيس المصري حسني مبارك، وذكر شهود عيان لرويترز أن المتظاهرين في شارع حسني مبارك بالمنصورة رفعوا لافتات كتب عليها"شدي حيلك يا بلد الحرية بتتولد" وأخرى "30 سنة من الظلم والاستبداد".
ومن جهتها دعت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم السلطات المصرية"بإلحاح للتأكد من ان الشرطة والقوى الأمنية الأخرى تحرص على تجنب استخدام القوة"، داعية السلطات الى "الاصغاء إلى مطالب الشعب المصري في شأن الاصلاحات الاساسية لتحسين حقوق الانسان والديموقراطية". وكشف بيلاي أن 300 شخص قتلوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في مصر وأوضحت أن هذه الأرقام تستند إلى"تقارير مؤكدة" وأعربت عن "قلقها العميق لتزايد عدد القتلى".
وفي برلين حذرت الحكومة الألمانية رعاياها من السفر لمصر في الوقت الراهن، وقال مسؤولون في الحكومة الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية إن هذا التحذير ينسحب أيضا على الأماكن السياحية البعيدة عن التوترات الحالية في مصر مثل المدن السياحية على البحر الأحمر.
المعارضة : رحيل مبارك أولا
ومن جهته حذر المعارض المصري ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي، في حوار مع صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم، الرئيس مبارك من أنه "من الأفضل أن يرحل إذا أراد حقاً النجاة"، معتبراً أنه "عندما يسحب نظام الشرطة بشكل كامل من شوارع القاهرة، وعندما يتبين أن من ينهب ينتمي إلى الشرطة في محاولة الادعاء بأنه من دون مبارك سيغرق البلد في الفوضى، فهذا عمل إجرامي". وكانت عناصر الأمن المصري قد مساء الجمعة الماضية فجأة من شوارع القاهرة، لكن السلطات أعلنت مساء الأحد إعادة نشرها، وهو ما حصل فعلاً صباح الاثنين.
وأكد البرادعي أنه لا يطمح إلى الرئاسة، موضحاً أنه "إذا حصل إجماع من الجميع حول ما يجب أن أفعله من أجلهم (...) فسأنجزه".
ومن جهتها أعلنت جماعة الإخوان المسلمين اليوم ان ائتلافا من هيئات المعارضة أبلغ الحكومة المصرية بأنه سيبدأ محادثات بشأن التحول إلى الديمقراطية بمجرد تنحي الرئيس مبارك.وقال محمد البلتاجي العضو السابق في البرلمان المصري وعضو جماعة الاخوان ان الطلب الأول هو رحيل مبارك وبعد ذلك يمكن بدء الحوار مع الجيش بشأن تفاصيل انتقال سلمي للسلطة.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع المظاهرات الاحتجاجية في مصر قبل أسبوع، خرج حوالي ألفي شخص تأييداً للرئيس المصري حسني مبارك، ورددوا هتافات "نعم لمبارك ..لا للتظاهر لا للتخريب". وبالمقابل خرج أكثر من عشرة آلاف شخص في مسيرة مضادة لهذه المسيرة، طالبوا برحيل مبارك.
أردوغان لمبارك: كلنا بشر وكلنا فانون
وفي أحدث ردود فعل على تطورات الأوضاع في مصر، حثّ رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الرئيس مبارك على الإصغاء لصوت شعبه، قائلاً في كلمة له اليوم أمام البرلمان التركي إن اللعبة الديمقراطية تقتضي احترام إرادة الشعب ومطالبه وعدم تجاهله.
وأضاف أردوغان، في إشارة إلى الأحداث الساخنة في مصر: "يكفي هذا الظلم، الديمقراطية في تركيا جاءت بعد معاناة وهي مستمرة، الديمقراطية تأتي مرة واحدة ولكن بناء على طلب الشعب وقوته ومطالبه".ووجه رئيس الوزراء التركي كلامه إلى مبارك بالقول: "أوصيه توصية قوية وأقول له:نحن بشر، نحن فانون، لن نبقى على وجه الأرض".
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي إن الانتفاضة في مصر ستساعد على إقامة "شرق أوسط إسلامي"، مضيفاً أنه "نظراً لما أعرفه عن شعب مصر الثوري العظيم، إنه يقوم حالياً بصنع التاريخ".
وأكد صالحي أن انتفاضة مصر "تدل على حاجة إلى تغيير في المنطقة ونهاية الأنظمة التي لا تتمتع بشعبية"، معبراً عن أسفه "للتدخل المباشر (...)لبعض المسؤولين الأميركيين"، في إشارة إلى وصول السفير الأمريكي السابق في مصر من أجل التشاور مع الحكومة المصرية.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعرب عن قلق ومخاوف إسرائيل من قيام "نظام متشدد في مصر على غرار ما حدث في إيران".
سليمان و"سي آي إيه"
وفي تطور آخر، أشارت تقارير دبلوماسية أميركية إلى أن اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية الذي عينه مبارك نائباً أول له، شارك في تنظيم عمليات الاستجواب العنيفة للمشتبه بضلوعهم في الإرهاب، في إطار برنامج سري لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) نددت به مجموعات
حقوق الإنسان.ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات الأميركية قولهم إن سليمان كان شريكاً موضع ثقة، وراغباً في ملاحقة الناشطين الإسلاميين دون تردد واستهداف المجموعات المتطرفة في بلاده، بعدما نفذوا سلسلة هجمات ضد أجانب.وأضف المسؤولون أن سليمان خضع لتدريب في ثمانينات القرن الماضي في معهد جون كينيدي الحربي الخاص، ومركز فورت براغ في ولاية كارولاينا الشمالية.
وتشير المعلومات الواردة في تقرير للكونغرس الأمريكي، أوردته وكالة فرانس برس، إلى أن اللواء عمر سليمان ساهم، أثناء توليه إدارة المخابرات المصرية، في البرنامج المثير للجدل الذي أطلق في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وكان الأمريكيون يعمدون بموجبه إلى نقل أشخاص يشتبه في ضلوعهم بالإرهاب إلى مصر ودول أخرى بدون إخضاعهم لأي ملاحقة قانونية، حيث كانوا يخضعون لعمليات استجواب قاسية جداً.
(ي.أ/ د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي