ميركل في القاهرة: "إننا بحاجة إلى خطة شاملة لإحلال السلام في الشرق الأوسط "
٤ فبراير ٢٠٠٧في مصر، أولى محطات جولتها الشرق أوسطية، أكدت ميركل على أن تلك الخطة الشاملة تحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف، فبالرغم من أن اللجنة الرباعية للشرق الأوسط يمكن أن تتدخل في النزاع بشكل فعال، إلا أن المشاكل لن تُحَل عن بُعد، لذلك فإن المساعدة من جانب دول الجوار العربية ضرورية أيضاً. وذلك فضلاً عن حديثها عن الوضع في لبنان والأزمة النووية مع إيران.
مصر: وسيط في نزاع الشرق الأوسط
يبذل الرئيس المصري مبارك منذ سنوات جهوداً مكثفة من أجل الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين. وعقب لقائه بميركل ذكر مبارك شرطين يجب تحقيقهما حالياً من أجل الاقتراب من حل النزاع: "يجب بداية إخلاء سبيل الجندي الإسرائيلي المعتقل في قطاع غزة. كما يجب أن يقوم الرئيس الفلسطيني عباس بحل الصراع الفلسطيني الداخلي بين حركة حماس وحزب فتح."
في هذا الصدد حَيَّت ميركل جهود الرئيس مبارك في الوساطة بين فتح وحماس، كما عبرت فور وصولها عن تقديرها للمساعي المصرية منذ سنوات من أجل تحقيق السلام في المنطقة. فضلاً عن ذلك قامت المستشارة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول، حيث يرقد أيضاً الرئيس المصري السابق أنور السادات، الذي عقد عام 1979 أول اتفاق سلام مع إسرائيل بموجب معاهدة كامب ديفيد. والجدير بالذكر أن الرئيس السادات قد حاز مشاركة مع نظيره الإسرائيلي مناحم بيجن على جائزة نوبيل عام 1978 نظراً لجهوده من أجل إحلال السلام وأن جماعة إسلاموية مصرية قد قامت باغتياله عام 1980.
لقاء اللجنة الرباعية للشرق الأوسط "إشارة إيجابية"
بدأت زيارة المستشارة الألمانية في مصر يوماً بعد لقاء اللجنة الرباعية للشرق الأوسط في واشنطن، وهو اللقاء الأول منذ ما يزيد على أربعة أعوام. كما أعلنت الرئاسة الدورية الألمانية للاتحاد الأوروبي أن إعادة إحياء اللجنة الرباعية للشرق الأوسط هو أحد أهدافها. وأكدت المجموعة الرباعية للشرق الأوسط يوم الجمعة 2 فبراير/شباط 2007 على دعمها لعملية تؤدي في النهاية إلى وجود دولتين مستقلتين: إسرائيل وفلسطين. على أن يكون أساس حل النزاع هو خطة السلام، التي وضعت بالفعل عام 2002، والمعروفة باسم خارطة الطريق.
كما أعلنت ميركل عن أن اللقاء القادم للجنة الرباعية للشرق الأوسط سيكون في برلين. وتتكون اللجنة الرباعية للشرق الأوسط من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وقد شارك وزير الخارجية الألمانية فرانك ـ فالتر شتاينماير في لقاء المجموعة في واشنطن ممثلاً عن الرئاسة للدورية الألمانية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
مصر شريك اقتصادي هام
وبالرغم من أن المستشارة الألمانية جاءت إلى مصر في مهمة تتعلق بالدرجة الأولى بالسياسة الخارجية، إلا إنها قد استغلت الفرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ولإعطائها دفعة إلى الأمام. ويزور المنطقة في الوقت ذاته ميشائيل جلوز، وزير الاقتصاد الألماني، بمرافقة وفد اقتصادي كبير، وتتزامن زيارة المستشارة في مصر مع زيارة الوفد الاقتصادي. وترغب الحكومة الاتحادية كما يرغب الاقتصاد الألماني مجتمعين في إرسال إشارة واضحة مفادها أن ألمانيا شريك اقتصادي جيد وجدير بالثقة.
فضلاً عن ذلك أعلنت ميركل عن رغبتها في إعطاء دفعة جديدة لما يسمى بمشروع مبارك كول، وهي المبادرة التي يتم بموجبها تطبيق النظام الثنائي الألماني للتعليم المهني في مصر
الجدير بالذكر أن الاقتصاد المصري يسجل منذ 2004 معدلات نمو قوية، حيث تتراوح معدلات النمو السنوية ما بين 5 و 7 بالمائة. وتمثل السياحة والبترول والغاز الطبيعي أهم قطاعات الاقتصاد المصري. كما بدأ ذلك البلد المطل أيضاً على البحر الأحمر باستخراج الطاقة المتجددة كبديل حقيقي للطاقة الحفرية، مما يجعله محل اهتمام للمستثمرين الألمان.
المصدر: المركز الإعلامي الألماني بالقاهرة / إعداد: علاء الدين سرحان (دويتشه فيله)