مونديال السيدات ـ هل تسرق سمراوات السامبا حلم شقراوات ألمانيا؟
٢٥ يونيو ٢٠١١تنطلق الأحد فعاليات العرس الكروي للسيدات بحفل الافتتاح الذي سيقام على الإستاد الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين أمام أكثر من 74 ألف مشجع ينتظر أن يحتشدوا في مدرجات الأستاد وتتقدمهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الألماني كريستيان فولف بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم- فيفا، السويسري جوزيف بلاتر.
ويبدأ المنتخب الألماني مشوار الدفاع عن لقبه في البطولة بمواجهة مثيرة مع نظيره الكندي يعتبرها كثير من المراقبين الرياضيين مواجهة "السهل الممتنع" في ضوء تطور مستوى الفريق الكندي في السنوات الأخيرة، وبذلك لن تكون مهمة المنتخب الألماني سهلة، سيما وأنه يسعى للفوز بالبطولة للمرة الثالثة على التوالي، حيث كان قد أحرز لقب البطولتين السابقتين لكأس العالم للسيدات في عامي 2003 بالولايات المتحدة و2007 بالصين ويأمل هذه المرة في أن يتوج باللقب على أرضه ليكون الفريق الوحيد الذي يحرز اللقب ثلاث مرات بل والفريق الوحيد الذي يحتكر اللقب لثلاث بطولات متتالية.
الخبرة وحدها لا تكفي للفوز
ويتمتع المنتخب الألماني بالعديد من الإمكانيات والمقومات التي تجعله قادراً على الفوز بلقب هذه الدورة أيضاً. بل إنه يخوض البطولة وهو أقوى المرشحين مع وصيفه البرازيلي للمنافسة على اللقب. واكتسبت لاعبات المنتخب الألماني بقيادة النجمة المتألقة بريجيت برينتس خبرة هائلة من المشاركة في البطولات السابقة سواء على مستوى بطولات كأس العالم أو كأس أوروبا أو الدورات الأولمبية. كما يتمتع الفريق الألماني بالانسجام والتناسق والتفاهم بين جميع لاعباته نظرا لاحترافهن جميعا اللعب في الأندية الألمانية؛ بالإضافة إلى أن الفريق سيخوض فعاليات البطولة بقيادة المدربة المتألقة سيلفيا نايد التي تشرف على الفريق منذ عام 2005 وقادته من قبل للفوز بلقب المونديال عام 2007 بالصين. كما يتميز المنتخب الألماني بقوة خط دفاعه والسرعة واللياقة البدنية العالية والصلابة في التعامل مع منافسه.
وتعتمد المدربة نايد بشكل كبير على اللاعبة المخضرمة برينتس (33 عاما) التي تمتلك خبرة كبيرة حيث لعبت حتى الآن 212 مباراة دولية أحرزت خلالها 128 هدفاً، وكان لها دور بارز في فوز الفريق باللقب العالمي في البطولتين الماضيتين، وتأمل في الفوز بلقب البطولة الحالية والتي قد تكون الأخيرة لها مع الفريق حيث تحتفل بعيد ميلادها الرابع والثلاثين بعد أربعة أشهر. وإلى جانب الكابتن برينتس هناك نجمات أخرى أيضاً متألقات مثل لاعبتي خط الوسط فاتميرا بايرامي وميلاني بيرلنغر، وحارسة المرمى المتألقة نادين آنغرير، التي تتمتع بخبرة دولية كبيرة حيث أنها تلعب مع المنتخب الألماني منذ عام 1996 ودافعت عن شباكه في 98 مباراة حتى الآن.
ورغم أن مباراة الأحد أمام كندا تبدو محسومة لصالح المنتخب الألماني، إلا أن المدربة نايد ترى أن الاعتماد على فارق الخبرة لن يكون أمراً صائباً، إذ أنه لا توجد أي منافسة محسومة في هذه البطولة حسب رأيها، لأن العبرة بالجهد والعرق داخل الملعب وليس بالأسماء. لذلك تمثل مباراة الأحد، لقاء "السهل الممتنع" بالنسبة لحامل اللقب في مواجهة المنتخب الكندي الذي تأهل للمونديال النسائي بعدما توج بلقب بطولة كأس أمم اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي).
هذا وقد سبق للمنتخبين أن التقيا في 11 مباراة وانتهت جميعها بفوز المنتخب الألماني، مما يجعل الفريق الكندي بحاجة إلى البحث عن أول نتيجة إيجابية في مواجهة بطل العالم.
خطر حسناوات السامبا
وفي المباراة الثانية بالمجموعة الأولى، يلتقي المنتخب الفرنسي نظيره النيجيري في مواجهة صعبة لكل من الفريقين بمدينة زينسهايم، خاصة بعدما استعاد المنتخب النيجيري اللقب الأفريقي في العام الماضي وأصبح مرشحاً للمنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة إلى دور الثمانية للمونديال الألماني.
وتضم المجموعة الثانية فرق: اليابان ونيوزيلاندا والمكسيك وانكلترا، أما المجموعة الثالثة فتضم: الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وكولومبا والسويد، والمجموعة الرابعة التي تسمى مجموعة الموت فيتنافس فيها: البرازيل واستراليا والنرويج وغينيا.
ويعد الفريق البرازيلي من أقوى منافسي الفريق الألماني على لقب البطولة خاصة وأنه يضم النجمة العالمية مارتا (25 عاماً) التي تعد أفضل لاعبة كرة قدم في العالم وأخطر مهاجمات الفريق وتتمتع بخبرة كبيرة حيث شاركت مع نجمات السامبا في 69 مباراة سجلت فيها 76 هدفاً.
وإلى جانب المنتخب البرازيلي يعتبر فريق الولايات المتحدة أيضاً من المرشحين الكبار لإحراز لقب البطولة. أما منتخب كوريا الشمالية الذي يمثل قارة آسيا إلى جانب منتخبي اليابان واستراليا، فإنه يعتبر سر البطولة إذ لا تعرف الفرق الأخرى الكثير عنه، وبالتالي اختيار الطريقة والتكتيك المناسب للاستعداد له والتعامل معه.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا قد رصدت للبطولة ميزانية بلغت 51 مليون يورو، مقابل 530 مليون يورو هي ميزانية بطولة كأس العالم للرجال التي استضافتها ألمانيا عام 2006. وبيعت حتى الآن 700 ألف تذكرة من بين 900 ألف تذكرة هي إجمالي التذاكر التي طبعت لمباريات البطولة الـ 32 على مدار 3 أسابيع من الـ 26 حزيران/ يونيو الجاري وحتى الـ 17 من شهر تموز/ يوليو المقبل.
عارف جابو
مراجعة: عبده جميل المخلافي