موسكو وواشنطن مع تحقيق موضوعي وأوباما قلق بشأن مزاعم الكيماوي
٢٣ أغسطس ٢٠١٣أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية الجمعة (23 أغسطس/ آب 2013) أن المعلومات الواردة بشأن هجوم محتمل شنته قوات النظام السوري بواسطة أسلحة كيماوية في ريف دمشق تشير إلى "حدث هام". وقال أوباما في المقابلة،التي بثتها شبكة سي إن إن (CNN) الجمعة، "إن ما شهدناه يشير بوضوح إلى أن هذا حدث هام يثير قلقا شديدا، وأننا على تواصل مع الأسرة الدولية برمتها" بهذا الصدد.
وتابع الرئيس الأمريكي، الذي كان قد هدد النظام السوري في وقت سابق بأن استخدام الأسلحة الكيماوية يعتبر خطا أحمر، قائلا: "نقوم الآن بجمع معلومات عن هذا الحدث المحدد، لكنني أستطيع أن أقول إنه خلافا لبعض الأدلة التي نحاول جمعها وقادت محققي الأمم المتحدة إلى سوريا، رأينا مؤشرات واضحة على أنه حدث مهم يثير قلقا كبيرا". ومضى يقول "فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع حل ما يعد مشكلة طائفية معقدة داخل سوريا يكون أمرا مبالغا فيه في بعض الأحيان".
اتفاق روسي أمريكي حول تحقيق موضوعي
في غضون ذلك، دعا وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري اليوم النظام السوري إلى التعاون مع خبراء الأمم المتحدة بشأن المعلومات التي وردت حول هجوم بأسلحة كيماوية في ريف دمشق، وطلبا من المعارضة تأمين ممر "آمن" لخبراء المنظمة الدولية إلى الموقع. وقالت الخارجية الروسية في بيان الجمعة إن لافروف أكد لنظيره الأميركي في اتصال هاتفي أن "روسيا دعت الحكومة السورية إلى التعاون مع خبراء الأمم المتحدة في الأسلحة الكيماوية".
وأضاف البيان أن لافروف وكيري عبرا عن "اهتمام مشترك بتحقيق موضوعي لبعثة خبراء الأمم المتحدة الموجودة حاليا في البلاد، في إمكانية وقوع هجوم بسلاح كيماوي في ضاحية دمشق". وأكدت الوزارة في بيانها أن موسكو - الحليف الدولي الرئيسي للأسد في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين - حثت الحكومة السورية على السماح لفريق خبراء تابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات حول هجوم بأسلحة كيماوية.
ويشار إلى أن موسكو وواشنطن عادة ما تتخذان مواقف متعارضة من الصراع في سوريا، وأنها من المرات النادرة أن تتفق العاصمتان على شأن سوري، كاتفاقهما على ضرورة إجراء تحقيق مستقل في ما اتهمت به المعارضة النظام السوري باستخدام غازات سامة في الغوطة الشرقية، ما أسفر حسب قولها عن مقتل أكثر من 1300 شخص.
الإبراهيمي: الاتهامات حول الهجوم الكيماوي دليل أن محادثات السلام ملحة
في غضون ذلك، قالت متحدثة باسم مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إنه يعتقد أن "اتهامات المعارضة السورية للنظام بشن هجوم كيماوي يجب أن تسرع مسألة الإعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف"، وأنه "لا يوجد حل عسكري". وأضاف أن "النزاع في سوريا يشكل حاليا أكبر تهديد للسلام في العالم."
وقالت المتحدثة إن الإبراهيمي كثف اتصالاته مع كبار المسؤولين الروس والأمريكيين المقرر أن يجتمعوا في لاهاي الأربعاء المقبل وربما يجتمع بالطرفين بعد ذلك في جنيف. وذكر مسؤول في الأمم المتحدة أنه يأمل في أن يتمكن الأمين العام بان كي مون من الإعلان عن موعد اجتماع جنيف خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 22 سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويشار إلى أن ناشطين سوريين ذكروا أنهم جهزوا عينات من أنسجة بشرية لضحايا ما قالوا إنه هجوم كيماوي في الغوطة الشرقية 0ريف دمشق). وأضافوا بأنهم يحاولون توصيل هذه العينات إلى فريق مفتشين تابع للأمم المتحدة ينزل في فندق بالعاصمة دمشق على بعد بضعة كيلومترات من موقع الهجوم.
أ.ح/ ش.ع (أ ف ب، رويترز)