موسكو تسعى إلى استعادة دورها الشرق أوسطي عبر بوابة حماس
٤ مارس ٢٠٠٦أبلغ وزير الخارجية الروسي حركة حماس بضرورة اعترافها بحق إسرائيل في الوجود والالتزام باتفاقات السلام الموقعة معها ونبذ العنف كأساس لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وأضاف إنه بوسع الفلسطينيين الاعتماد على تأييد روسيا في حال الامتثال لذلك. وجاءت تصريحات لافروف خلال الزيارة التي يقوم بها وفد الحركة برئاسة خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي إلى العاصمة الروسية لبحث مستقبل عملية السلام في ظل حكومة فلسطينية تتزعمها حماس. وتنظر الأخيرة إلى الزيارة على أنها فرصة لتعزيز موقفها على الساحة الدولية لاسيما وأن روسيا إحدى دول اللجنة الرباعية الدولية التي تتوسط لتحقيق السلام على اساس ما يسمى خارطة الطريق. كما أنها تأتي على ضوء رفض إسرائيل والولايات والمتحدة والاتحاد الأوروبي التعامل مع حماس قبل تحقيق شروط في مقدمتها الاعتراف بإسرائيل.
حلم موسكو
ويبدو ان حماس ليست الوحيدة الساعية لمكانة دولية، فموسكو تطمح بدورها إلى لعب دور سياسي اكبر في حل أزمة الشرق الأوسط ولتعزيز مكانتها في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، الامر الذي دفعها للقول ان من غير المجدي عزل حماس، في انتقاد صريح للمحاولات الأمريكية الرامية لذلك. ويرى المحلل السياسي انجو مانتويفل إن القيادة الروسية ترى في فوز حماس ضربة قوية لسياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط. ويأمل الرئيس بوتين من خلال ذلك بتعزيز دور بلاده مجددا في المنطقة كما كان عليه الحال أيام الاتحاد السوفيتي سابقا. غير أن مثل هذا الدور مرهون بمدى استجابتها للشروط التي حددتها موسكو وباقي أطراف اللجنة الرباعية التي تضم أيضا كل من واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
تصلب موقف حماس
تشير المواقف حتى الآن إلى صعوبة تحقيق الأهداف الروسية لاسيما وان حماس ترفض حتى الآن الاعتراف بإسرائيل. وهذا ما أكده أمس محمد نزال أحد أعضاء الوفد الذي يرافق مشعل. وعندما سئل الأخير بشان طلب روسيا الالتزام باتفاقات السلام المؤقتة ذكر بأن موقف حماس الواضح هو انها ستتعامل مع الاتفاقات القائمة وفقا لمصالح الشعب الفلسطيني. وحمل مشعل إسرائيل مسؤولية تجميد خطة خارطة الطريق. كما أتهم الإدارة الأمريكية بالتراجع عن منطق الخارطة لصالح خطة شارون لفك الارتباط من طرف واحد.
ردود أفعال متباينة
كانت للزيارة ردود فعل متباينة، فمن جهة خرجت مظاهرة صغيرة بالقرب من السفارة الفلسطينية في موسكو احتجاجاً على زيارة قياديي حماس. وقالت احدى المتظاهرات "انه مشهد بطله شخص يتبع سياسة الكيل بمكيالين اذ يدعو الى مطاردة الإرهابيين (الشيشان) حتى النهاية ويستقبل في الوقت عينه إرهابيين آخرين". في إشارة إلى سياسة الرئيس بوتين. من جهة أخرى انتقد المقاتلون الشيشان زيارة حماس قائلين ان زعمائها باركوا باجتماعهم مع كبار المسؤولين الروس "قتل شعب الشيشان". كما جاء على احد مواقع المقاتلين الاليكترونية ان حماس باعت مبادئها وأظهرت نفسها كحركة متعطشة للسلطة.
هذا وقد أثارت دعوة الكرملين غضب إسرائيلي، الامر الذي دفع احد الوزراء الإسرائيلين للقول ان الموقف الروسي يعد "طعنة في الظهر". ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت ايهود أولمرت صرح فيما بعد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد له انه ملتزم تماما بشروط المجتمع الدولي للتعامل مع حماس وهذا ما سيطرحه على وفد حماس عندما يصل. كما ترى الحكومة الإسرائيلية "إشارة مشجعة" في عدم لقاء بوتين بالوفد.
وعن الموقف الأمريكي صرح البيت الأبيض انه يرى "شيئا ايجابياً" في زيارة حماس، كما جاء على لسان مسؤول كبير في إدارة الرئيس جورج بوش في واشنطن، مضيفاً ان البيت الأبيض كان يفضل ان لا يلتقي أي من أعضاء اللجنة الرباعية بحماس قبل أن تفي الحركة بالشروط التي وضعتها اللجنة للعمل معها.
دويتشه فيله/وكالات