"موسكو ترغب في أن تعترف واشنطن بها مجددا كقوة دولية عظمى"
٦ يوليو ٢٠٠٩يبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الاثنين ( 6 يوليو/تموز) زيارته الأولى لروسيا منذ وصوله إلى البيت الأبيض، ويسعى من خلال هذه الزيارة، إلى "ترميم" العلاقات الأميركية الروسية التي تضررت بشدة في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وينوي البلدان فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية أو إعادتها إلى "النقطة الصفر" بحسب التعبير المستخدم في الإدارة الأميركية. ومن المتوقع أن يكرس اوباما جهوده في زيارته هذه لتحقيق هذا الهدف. وكان الزعيمان الأمريكي باراك أوباما والروسي دميتري ميدفيديف قد أعربا عن أملهما في تجاوز علاقات الماضي المتوترة.
لكن بعض المراقبين لا يعتقدون بعودة سهلة للدفء إلى العلاقات في هذا السياق قال كليفورد جادي، خبير الشئون الروسية في واشنطن، إن أن روسيا لا ترغب في بداية حقيقية لعهد جديد مع الولايات المتحدة بقدر رغبتها في الاعتراف بها مجددا كقوة دولية عظمى. وذكر جادي في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية نشرتها اليوم على موقعها الإلكتروني، أن موسكو تؤمن بأن توتر علاقاتها مع واشنطن ليس متعلقا بالشخص الذي يجلس على كرسي البيت الأبيض بمثل ما هو متعلق بردود الفعل الأمريكية السلبية تجاه مساعي موسكو في أن تصبح مرة أخرى قوة دولية عظمى.
"الطريق مازال طويلا" أمام اتفاقية بديلة لـ"ستار"
وتشكل المحادثات حول نزع السلاح النووي المحور الرئيسي للقمة الروسية الأميركية، والفرصة الأفضل لتجديد العلاقات بين البلدين بشكل سريع وملموس، وذلك رغم العراقيل التي يمكن أن تعترضها. غير أن جاري سامور مستشار الرئيس أوباما لشئون أسلحة الدمار الشامل أكد أن "الطريق ما زال طويلا" أمام التوصل لاتفاقية بديلة عن معاهدة "ستار" المتعلقة بالأسلحة الإستراتيجية والتي ستنتهي في كانون أول/ديسمبر المقبل.
وفي هذه الأثناء نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله اليوم الاثنين أن البلدين اتفقا على نص إطار عام لاتفاق بشأن خفض الأسلحة النووية من المتوقع أن يعلنه الرئيسان الأمريكي والروسي مساء اليوم، وهو ما أكده مسؤول أمريكي، وفقا لرويترز.
الخلاف حول الدرع الصاروخي في أوروبا يخيم على العلاقات بين البلدين
ومن ضمن القضايا الرئيسية التي من المنتظر أن يناقشها الرئيسان الأمريكي والروسي، عزم واشنطن نشر نظام دفاعي مضاد للصواريخ في التشيك وبولندا، وهو موضوع خلاف رئيسي يخيم على العلاقات بين البلدين. في هذا السياق حاول مستشار الرئيس أوباما لشئون أسلحة الدمار الشامل التقليل من أهمية هذا الخلاف بالقول إنه لن تؤثر على مجرى مباحثات أوباما في روسيا، مشيرا إلى أن حكومة بلاده الجديدة أوضحت أنها ستعيد النظر في نصب الدرع الصاروخية في وسط أوروبا، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده تسعى للتوصل لرؤية مشتركة بهذا الشأن مع روسيا. في هذا السياق قال المحلل العسكري الروسي الكسندر غولتز "لا يمكنني أن أتخيل الأميركيين وهم يخضعون للشرط الروسي الأهم، أي التخلي عن الدرع الصاروخية"، مشيرا إلى في الوقت نفسه إلى "من مصلحة الروس أن تستغرق المفاوضات أطول وقت ممكن، لان هذه المفاوضات تعيد لموسكو موقعها كقوة عالمية".
وكان الرئيس الروسي قد أستبق زيارة نظيره الأمريكي إلى موسكو، معلنا أمس الأحد أن بلاده لن تتسامح إزاء نظام مضاد للصواريخ " موجه أساسا ضد روسيا". وسخر الرئيس الروسي من الحجج التي توردها واشنطن بأن الدرع الصاروخي موجها أساس ضد الخطر الإيراني والكروي الشمالي، حيث قال إن بولندا وتشيكيا اللتين تعتزم الولايات المتحدة نصب أجزاء من درعها الصاروخية على أرضيهما "تقعان في قسم من العالم، وإيران في القسم الآخر"، معتبرا أن "هذه الحجج تم اختراعها لتبرير قرار الإدارة الأميركية السابقة".
( ع.ج.م/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
تحرير: هيثم عبد العظيم