مواجهة ألمانية خالصة في حراسة المرمى بموقعة كامب نو
٥ مايو ٢٠١٥تتجه أنظار عشاق كرة القدم في مختلف أنحاء العالم يوم الأربعاء (السادس من يونيو/ حزيران 2015) إلى ملعب كامب نو الذي يحتضن المباراة المرتقبة ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين العملاقين برشلونة وبايرن ميونيخ.
وتتميز هذه المباراة بالكثير من المواجهات الثنائية، حيث سيجد مدرب بايرين ميونيخ بيب غوارديولا نفسه في مواجهة رفاق الأمس، كما سيكون للمباراة طعما خاصا بالنسبة للاعب ريال مدريد سابقا تشابي ألونسو وهو يواجه الغريم برشلونة.
لكن هناك مواجهة ثنائية أخرى ربما غابت عن الكثيرين ويتعلق الأمر بحراسة المرمى. فمباراة برشلونة وميونيخ ستشهد حضور حارسي مرمى ألمانيين هما مانويل نوير حارس عرين الفريق البافاري، ومارك أندريه تير شتيغن حارس مرمى برشلونة. وسيخوض كلاهما هذه المباراة بحماس كبير لبلوغ الأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها.
فمن جهة سيسعى مانويل نوير إلى تأكيد أنه أفضل حارس مرمى في العالم وسيحاول الوقوف سدا منيعا أمام ميسي ورفاقه من أجل العودة بنتيجة إيجابية من الكامب نو، وبالتالي تقوية حظوظ الفريق البافاري في التأهل للمباراة النهائية التي ستجري في العاصمة الألمانية برلين.
أما الحارس الشاب تير شتيغن والذي لم يتعدى عمره 23 عاما، فسيجد نفسه أمام مواجهة تاريخية حينما يقارع بقميص برشلونة خصما كبيرا من حجم بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وقال تير شتيغن في حوار مع موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA "كل لاعب وكل مدرب وكل مشجع يتمنى بلوغ فريقه هذا الدور والظفر باللقب".
التأكيد على أحقيته بخلافة نوير
كما سيحاول حارس مونشنغلادباخ سابقا إثبات أحقيته بالثقة التي يمنحها له مدرب برشلونة لويس اينريكه، حيث يشركه في جميع مباريات دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا. وسبق لإنريكه أن أثني مرارا على مارك تير شتيغن وقال عنه " مارك بالرغم من أنه لا يزال صغيرا في السن لكنه حارس متكامل وهو الحارس المثالي لبرشلونة". وتتناسب مهارات تير شتيغن مع أسلوب لعب برشلونة نظرا لقدرة هذا الحارس على اللعب بالرجل ومساعدة رفاقه في بناء الهجمات، وهو ما تتطلبه الكرة السريعة التي ينهجها فريق برشلونة.
تير شتيغن سيحاول أيضا استغلال مواجهته الثنائية مع نوير في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للتأكيد على أنه يملك أيضا مهارات عالية ومؤهلات تسمح له بأن يكون مؤتمنا على حراسة عرين المنتخب الألماني.
وقد خاض تير شتيغن حتى الآن 7 مباريات مع منتخب تحت 21 سنة و4 مباريات مع المنتخب الأول. وبحكم اقتراب موعد بطولة أمم أوروبا للشباب والتي ستحتضنها التشيك يطمح تير شتيغن إلى تقديم مستوى كبير أمام بايرن ميونيخ لإقناع مدرب المنتخب الألماني للشباب هورست روبيش بالاعتماد عليه كحارس أول في البطولة الأوروبية، خصوصا في ظل المنافسة القوية بينه وبين حارس ليفركوزن بيرنت لينو.
علاوة على ذلك، إذا نجح تير شتيغن في الفوز بدوري أبطال أوروبا مع برشلونة ووقع على مشاركة جيدة في بطولة أمم أوروبا تحت21 سنة، فإن باب المنتخب الألماني الأول ستفتح بمصرعيها أمام هذا الحارس الشاب الذي قد يصبح خليفة نوير في المانشافت على المدى المتوسط. وقد لمح إلى ذلك أيضا مدرب الحراس في المانشافت أندرياس كوبكه في حوار مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" عندما قال "من بين الحراس الجيدين الذين نتوفر عليهم، يبقى تير شتيغن الأقرب إلى فلسفتنا الكروية". بطبيعة الحال بعد نويير، يضيف كوبكه.
تير شتيغن متفوق بالأرقام على نوير
وعلى صعيد المقارنة الثنائية بين تير شتيغن ومانويل نويير في مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم فإن الأفضلية تصب نسبيا لصالح حارس برشلونة.
ففي عشر مباريات في مسابقة الأبطال، تلقت شباك تير شتيغن سبعة أهداف فقط مقابل 8 لنوير. أما بخصوص التدخلات الحاسمة التي قام بها الحارسان حتى الآن في المسابقة، فالكفة فيها تميل لصالح تير شتيغن الذي تصدى لمحاولات خطيرة 21 مرة مقابل 18 مرة لنوير. ولئن حافظ حارس برشلونة على شباكه نظيفة من الأهداف في خمس مباريات، فقد تمكن حارس بايرن من إقائها نظيفة في ست مباريات.
وقد علق مدرب المنتخب الألماني للشباب هورست روبيش على مستوى تير شتيغن في برشلونة قائلا "أنا سعيد بتطور مستوى تير شتيغين في برشلونة" وأضاف "مثل هؤلاء الحراس الشباب يحتاجون غالبا لبعض الوقت حتى يتأقلموا مع الأجواء في الخارج، لكن كما يبدو لي فإن تير شتيغين حالة مختلفة".
وما ينقص تير شتيغن حاليا في الفريق الكاتالاني هو دخوله كأساسي أيضا في مسابقة الليغا، لذلك فقد يكون التألق في مباراة بايرن والفوز على نوير مفتاحا لضمان المشاركة الرسمية في الدوري الأسباني أيضا، كما ضمنها في مسابقة أبطال أوروبا ومباريات "كأس الملك".
هشام الدريوش