Wohin wir gesteuert der Jemen? IV mit Prof. Schulze
٢٤ يوليو ٢٠٠٩تسود أجواء من الهدوء الحذر المشوب بالتوتر محافظة أبين في جنوب اليمن بعد مواجهات وقعت يوم أمس الخميس (23 تموز/يوليو 2009) بين قوات الأمن ومشاركين في مهرجان خطابي، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وجرح العشرات. وقد وقعت المصادمات في أعقاب مسيرة شارك فيها الآلاف للمطالبة بالإفراج عن معتقلين ينتمون لما يعرف بــ"الحراك الجنوبي" الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وكان أحمد الميسري، محافظ أبين، قد أكد أن مسلحين مؤيدين للشيخ طارق الفضلي وهو واحد من كبار الانفصاليين اليمنيين قد أطلقوا قذائف صاروخية وصواريخ مضادة للمدرعات خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة المحيطة بموقع المسيرة، التي كانت شخصيات انفصالية جنوبية تخطب فيها. وأضاف أن المسلحين أرادوا استخدام القوة لإطلاق سراح نشطاء جنوبيين محتجزين في مركز شرطة زنجبار، مشيرا إلى أن انفصاليين أضرموا النار في مركبة تابعة للشرطة وأن ستة من ضباط الشرطة قتلوا جراء القذائف التي أطلقت عليهم.
تبادل الاتهامات
وقال مسئولون في الشرطة إن مسلحين كانوا بين الجمهور قد بدأوا إطلاق النار بشكل عشوائي صوب رجال الشرطة الذين ردوا عليهم. أما "الحراك الجنوبي" فقد تحدث عن "مجزرة" بحق مدنيين عزل وحمّل قوات الأمن اليمنية مسؤولية هذه الأحداث وذلك وفقا لما ورد في موقع "صدى عدن الإخباري". وفي غضون ذلك فرضت السلطات حظر تجول في المدينة في محاولة منها لاحتواء الموقف. يشار إلى أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة قد اجتاحت عدة مدن في المناطق الجنوبية من اليمن في الأشهر الأخيرة وأسفرت عن مقتل العشرات من المتظاهرين وقوات الأمن وسط مزاعم يطلقها الجنوبيون أن الحكومة المركزية تمارس سياسات تنطوي على تمييز ضدهم.
في هذه الأثناء، صرح مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية اليمنية بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد نقل إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية وتلقي العلاج نتيجة إصابته برضوض حدثت له في أثناء ممارسته رياضته المعتادة ولم يكشف المصدر اليمني عن مزيد من التفاصيل.
مخاوف من انفصال الجنوب
ومع اتساع موجة العنف وتفاقم حدة التوترات والمواجهات تزداد المخاوف من انفصال جنوب اليمن عن شماله . وفي هذا السياق يرى مدير معهد الدراسات الشرقية في جامعة لايبزج والخبير في الشؤون اليمنية، البروفيسور إيكهارد شولتس، بأن مخاوف الانفصال قائمة. وأضاف أن "هذه الحركة تبدو لي متنامية وأن هناك أكثر من حراك ليس فقط في الجنوب، بل أيضا في شمال اليمن وشرقه".
وأضاف الخبير الألماني في حديث مع دويتشه فيله أن ما يحدث حاليا هو امتداد حتمي للأخطاء التي ارتكبت منذ الوحدة اليمنية في عام 1990 وخاصة بعد حرب عام 1994، حيث أعلن قادة الجنوب الانفصال وشنوا قتالا ضد القوات الشمالية بقيادة الرئيس علي صالح، دامت عشرة أسابيع في حرب أهلية انتهت بهزيمتهم في العام ذاته.
الخروج من الأزمة؟
ويرى الخبير الألماني في الشؤون اليمنية أن "تعزيز الحكم المحلي وتوسيع الطابع الفيدرالي للحكم قد يكون من الخطوات التي تساعد في إنقاذ الموقف". واعتبر أن هناك جملة من التطورات الداخلية والخارجية التي أوصلت اليمن إلى هذه المرحلة من الصراعات الداخلية. وشدد البروفيسور شولتس على أنه من دون حل المشكلات الاقتصادية والتنموية، وخاصة التطورات الناجمة عن النمو السكاني، ومن دون حلول حكيمة تعالج مسألة توزيع السلطة والثروات بشكل لا يتناقض مع مصالح أبناء المناطق المختلفة قد يدخل اليمن إلى مراحل أصعب من المرحلة الحالية.
(هــــــ.ع/د.ب.ا/أ.ف.ب)
مراجعة: طارق أنكاي