1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهمة القوات الألمانية في أفغانستان صعبة وأحياناً قاتلة

بعد الحادث الذي وقع السبت الماضي في أفغانستان وأدى إلى مقتل جنديين ألمانيين وجرح ثالث، أجرى موقع دويتشه فيله مقابلة مع المتحدث باسم القوات الألمانية في مدينة قندس وسأله عن المخاطر التي تواجه القوات الألمانية هناك.

https://p.dw.com/p/6qUs
قوات حفظ السلام الألمانية في أفغانستانصورة من: AP

قُتل جنديان ألمانيان من قوة حفظ السلام التي يقودها حلف الأطلسي في أفغانستان السبت الماضي في انفجار شاحنة ذخيرة. يا ترى ما هي درجة الخطورة التي تتعرض لها القوات الألمانية في أفغانستان؟

هنا في أفغانستان يوجد كم هائل من الأسلحة والذخيرة والتي كانت مدفونة تحت الأرض أو مخزنة بشكل غير مناسب لفترات طويلة من الزمن، ما يعني بالطبع وجود نوع من الخطورة والمجازفة. كل جندي ألماني يتوجه إلى أفغانستان يدرك هذا تماماً. إذ يتم تدريب وإعداد كل جندي بالطريقة المناسبة للقيام بالمهام هناك، سواء في كيفية التعامل مع الألغام المزروعة أو التصرف في الحالات والمواقف الحساسة والحرجة. ونحن نحاول هنا في أفغانستان تجنب مثل هذه المخاطر قدر الامكان.

لقد وقع الحادث أثناء عملية جمع الذخيرة، كيف تجري في العادة مثل هذه العملية؟

يتم جمع الأسلحة ووضعها على الأرض من أجل تسجيلها وتقييدها ومن ثم تعبأ في ناقلات ليتم شحنها إلى مناطق بعيدة وتدميرها هناك. ويتم التخلص من كل شيء لا يستطيع الجيش الأفغاني لاستفادة منه. أما الحادث الذي قتل فيه الجنديين الألمانيين فوقع خلال عملية جمع أسلحة "بيرم كول" وهو أحد قادة التحالف الشمالي السابق الذي يريد الآن المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وكل شخص يرغب بالمشاركة في العملية السياسية في أفغانستان عليه التخلي عن سلاحه.

لكن من يخبر القوات الألمانية عن مكان الأسلحة والذخيرة؟

الأفغان هم الذين يعلموننا بمكان وجود الأسلحة والذخائر. وكما قلت فإن أي شخص يرغب بالالتحاق بالعملية السياسية في أفغانستان، يجب عليه التخلي عن سلاحه. وإذا ثبت فيما بعد أنه ما يزال يملك أي نوع من الأسلحة، يتم شطب اسمه من اللوائح لانتخابية. جنرالات الحرب متحمسون للمشاركة في العملية السياسية ونحن نرى في ذلك فرصة كبيرة لأفغانستان على طريق تحقيق الاستقرار.

هل يعني هذا أنه يتم التخلي عن الأسلحة بشكل طوعي؟

هذا صحيح، فليس هناك من يستطيع إجبار المليشيات على تسليم أسلحتها.

ما هو نوع الأسلحة التي تقومون بنزعها والتخلص منها؟

يدور الحديث هنا في الغالب عن الأسلحة ذات العيار الخفيف: بنادق رشاشة مثل (كلاشنيكوف) و قاذفات صورايخ يدوية ومدافع خفيفة المضادة للطائرات، وهي كلها أسلحة تم استخدامها إما في الحرب الأهلية الأفغانية أو في حرب المجاهدين ضد القوات الروسية.

هل تحدث مثل هذه الحوادث الخطرة بشكل متكرر؟

يكمن الخطر في حقيقة أن معظم هذه الذخائر غير مخزنة ومحفوظة بشكل سليم، ولهذا تكون بالطبع خطيرة. لكن رجالنا على درجة عالية من التدريب تؤهلهم للتنبؤ والكشف عن مثل هذه الأخطار وبالتالي تجنب المغامرة في صدها.

إلى أي مدى تساهم عملية نزع أسلحة المليشيات العسكرية في أفغانستان وهي إحدى مهامكم الرئيسة في تأمين السلام هناك؟

هناك كميات هائلة من السلاح في أفغانستان. ولكني أقول دائماً أن كل قطعة سلاح يتم تسليمها تشكل خطوة وإن كانت صغيرة في طريق تحقيق الأمان والسلام في أفغانستان. كما أن كل سلاح لا يقع في الأيدي الخطأ، ويذهب إلى الحكومة الأفغانية يساعد ويساهم في استقرار البلد وإعادة إعماره.

ما هي نظرة الشعب الأفغاني لمهمة القوات الألمانية في بلدهم؟

إيجابية، فالناس هنا في أفغانستان لم يعودوا يريدون الأسلحة أو جنرالات الحرب، وإنما يريدون العيش في هدوء وسلام ويرغبون في الاستقرار والمشاركة في الحياة السياسية بسلم، هذا ما يصوت له الأفغان الآن.

ما هي الأجواء التي تخيم بين صفوف الجنود الألمان هناك عقب وقوع الحادث؟

يقيم في المخيم هنا 300 شخص، نحن نرى بعضنا البعض أثناء الطعام وأثناء أوقات الفراغ. إنه شيء محزن ومؤلم جداً بالنسبة لنا عندما نفقد أحد زملائنا. لقد كنت أعرف الجنديين اللذان قتلا معرفة جيدة، وأشعر أني فقدت أشخاصاً عزيزين جداً على قلبي.

ما هي الإجراءات التي ستتخذها القوات الألمانية جراء الحادث؟

نحن نعلم أن هناك دائماً نوع من المجازفة والخطر في مهمتنا، وهذا شيء يجب علينا تقبله. ونحن كجنود نعرف هذا جيداً وقد تم تدريبنا وإعدادنا بشكل جيد لهذا الغرض، وكما قال وزير الدفاع شتروك فإن مثل هذه المهمات لا تخلو أبداً من مثل هذه الحوادث القاتلة.

ما هي المصاعب التي تواجه القوات الألمانية هناك؟

الطقس الحار والذي تبلغ درجة حرارته في هذا الوقت من السنة إلى حوالي 50 درجة مئوية. كما تعتبر الطرق الغير معبدة والبنية التحتية السيئة أحد أكبر الصعوبات التي تواجهنا.

وما هي أكبر التحديات التي تواجهكم؟

التحدي من وجهة نظري هو تحقيق هدفنا الذي جئنا من أجله والذي يتمثل في مساندة ودعم الحكومة الأفغانية على تحقيق الاستقرار والأمان. وأننا أعتقد أننا على الطريق الصحيح فيما يتعلق بذلك.
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد