مهرجان دبي الدولي الثامن يحتفي بالسينما الألمانية
٨ ديسمبر ٢٠١١لو حاولنا هذه الأيام تنظيم لقاء مع ممثلي قطاع الفيلم الألماني لفشلنا في ذلك، لأن ممثلي السينما الألمانية موجودون كلهم تقريبا الآن في الخليج. فقد توجه مخرجون ومنتجون وممثلون وممولون وممثلون لشتى المؤسسات الثقافية بالعشرات إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة بمهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن. ولا عجب في توجه هذا الجمع الغفير من صناع السينما الألمانية إلى دبي، فألمانيا هي هذه السنة ضيف المهرجان.
ألمانيا تسرق أضواء المهرجان
يتضمن برنامج المهرجان أفلاما سينمائية ألمانية حديثة، وأفلاما كلاسيكية عن تاريخ الفيلم الألماني، إلى جانب أفلام للأطفال. المخرجون يعرضون أعمالهم في إطار حلقات مناقشة. وقد مُنح المخرج السينمائي فيرنر هيرتسوغ جائزة التكريم لمهرجان هذا العام. ويرأس المخرج فولكر شلوندورف لجنة التحكيم الدولية. وتضم اللجنة أيضا المخرجة الألمانية إميلي عاطف.
وبهذه المناسبة ينظم العديد من ورشات العمل، التي يتم في إطارها مناقشة إمكانيات التعاون على صعيد إنتاج الفيلم السينمائي بين صناع الفيلم العربي والألماني، ودراسة إمكانيات الإنتاج المشترك على صعيد الأفلام الوثائقية وأفلام الرسوم المتحركة. ويقول رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة: "إننا فخورون أن نتمكن من تعزيز التعاون مع صناعة الفيلم الألمانية بشكل أكبر وتوسيع نطاق التزامها في العالم العربي". وفي السنوات الماضية كانت دول أوروبية أخرى ذات مكانة مرموقة في صناعة السينما مثل فرنسا وإيطاليا ضيفة المهرجان.
وكان المهرجان قد انطلق في عام 2004 تحت شعار "جسر بين الثقافات ولقاء بين العقول"، وتم توسيعه كل سنة بإضافة أجزاء جديدة إلى برنامجه، وبحيث أصبح هذا المهرجان في هذه الأثناء جزءا لا يتجزأ من أبرز الأحداث الثقافية المتنوعة والرفيعة في المنطقة.
مشاريع مشتركة
في هذا الإطار ما يزال يتعين على دبي مواجهة المنافسة المتنامية على مقربة مباشرة منها، فلتوه انتهى مهرجان أبو ظبي الخامس للفيلم، الذي يقام كل سنة، ويهتم بعرض إنجازات السينما العربية. وهناك مهرجان ضخم آخر يقام في الدوحة في تشرين أول/ أكتوبر. ويسعى مهرجان دبي بشكل خاص لتعزيز التعاون مع دول عربية ذات مكانة مرموقة في صناعة الفيلم.
أما هذه السنة فقد اختيرت ألمانيا لتكون ضيفة المؤتمر، وكما تقول القائمة بأعمال المهرجان شيفاني باندايا "تدعم منظمات ألمانية ومنتجون ومستثمرون والقناتان التلفزيونيتان الأولى والثانية ARD و ZDF منتجي الأفلام في المنطقة العربية منذ وقت طويل". وتكمل سوزانة شبورار من معهد غوته، الذي قام بوضع برنامج المشاركة الألمانية بالتعاون مع مؤسسات أخرى في قطاع الفيلم الألماني" لقد وفر التعاون مع المهرجان الفرصة لعرض الفيلم الألماني في دولة الإمارات العربية بكل نواحي تنوعه وجودته".
ويهدف الحضور المكثف لصناع السينما الألمانية إلى أمرين؛ أولا تعريف الجمهور هناك على الفيلم الألماني عن كثب، فهو لا يرى هذه الأفلام عادة. وهكذا يتمكن الزوار مثلا من خلال هذه الأفلام من التعرف على المشاكل التي يعاني البعض منها في ألمانيا، من ذلك مثلا معاناة الكثيرين من أبناء ألمانيا الشرقية سابقا قبل حدوث الانعطاف وإعادة الوحدة، والصعوبات التي تواجهها الأم التي تربي أطفالها بمفردها، والنشاطات التحريضية التي تمارسها عصابات اليمين المتطرف في الشرق الألماني، بالإضافة إلى أفلام تحاكي أذواق الجمهور الشاب.
تبادل ثقافي عربي ألماني
أما الهدف الثاني من الظهور المكثف لممثلي السينما الألمانية في الخليج فيتمثل في إيقاظ اهتمام صناع الفيلم الألمان بالمنطقة، فكما تقول سوزانة سبورار "نريد تشجيعهم على اكتساب نظرة أعمق إلى ثقافة ما تزال مجهولة إلى حد كبير في أوروبا". وبما أن قطاع السينما في الإمارات تطور في السنوات الماضية بشكل كبير بات من السهل الآن تعزيز التبادل وتطوير مشاريع مشتركة وتنمية التفاهم المتبادل.
لكن على الرغم من أن ألمانيا هي ضيف مهرجان دبي الدولي الثامن للفيلم، فإن الافتتاح كان من نصيب هوليود، وبالفيلم الجديد لتوم كروز "المهمة المستحيلة 4" تحديدا. وهو الفيلم الذي تم تصوير حوالي 30 دقيقة من مشاهده الأساسية في دبي، لهذا كان من البديهي أن يحضر بطل الفيلم توم كروز شخصيا حفل الافتتاح وأن يسرق الأضواء في اليوم الأول للمهرجان.
يوخن كورتن/ منى صالح
مراجعة: أحمد حسو