مهدي جمعة - هل ينجح في قيادة تونس في ظل الصعوبات؟
١٥ ديسمبر ٢٠١٣المهندس مهدي جمعة، وزير الصناعة الحالي الذي كلف تشكيل حكومة كفاءات مستقلة في تونس، شخصية غير معروفة نسبيا لدى الجمهور، حيث بدأت خبرته السياسية في آذار/مارس 2013 بانضمامه إلى الحكومة الحالية. وكان حسين العباسي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل،قد أعلن مساء أمس السبت اختيار مهدي جمعة، البالغ من العمر 51 عاما، رئيسا لحكومة تكنوقراط مستقلة لتحل محل الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، فرع الإخوان المسلمين في تونس. ويفترض بالحكومة المرتقبة الجديدة أن تقود البلاد حتى إجراء انتخابات برلمانية عامة.
نبذة عن حياة جمعة
ولد المهندس مهدي جمعة في 21 من نيسان/ أبريل من عام 1962 في مدينة المهدية، الواقعة على الساحل الشرقي التونسي. وتابع جمعة تعليمه العالي في المدرسة الوطنية للمهندسين في العاصمة تونس التي حصل منها عام 1988 على شهادة "مهندس أول" وفي عام 1989 على شهادة الدراسات العليا في الميكانيك والتصميم، بحسب وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات) الرسمية. وقالت الوكالة إنه "متخصص في مجال التكوين على تطوير المؤهلات العلمية في الأعمال والتدريب في مخطط الأعمال والإستراتيجية والتسويق".
وقد شغل جمعة منذ 1990 مسؤوليات في مجال تخصصه بعدة شركات خاصة. وقد عمل مديرا في قسم هاتشينسون، وهو فرع من المجموعة الفرنسية العملاقة توتال، المرتبطة بالصناعات الفضائية. ومن أبرز حرفاء توتال شركات عملاقة على غرار ايرباص ويوركوبتر والمجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية. ولم يكن لمهدي جمعة أي نشاط سياسي عام قبل تعيينه وزيرا للصناعة في حكومة علي العريض. لكن، وعلى ما يبدو، تمكن جمعة بعمله أن يقنع مؤيده بأنه قادر أن يقود حكومة تكنوقراط باستقلالية وأهلية تامة، حسب رأي القيادي في حزب التحالف الديمقراطي محمود بارودي.
وما تميز به مهدي جمعة خلال فترة توليه منصب وزير الصناعة هو عدم مشاركته في المعارك السياسية التي خاضتها الطبقة السياسية وعلى كل المستويات، حيث لم يدل بأي تعليق أو تصريح سياسي، واكتفى بالحديث عن مجال اختصاصه في تصريحاته العلنية. كما لم ينشط جمعة سياسيا في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وفي أجواء الاضطراب الاجتماعي و السياسي في البلاد، سعى لدى الشركات وأصحاب القرار الأوروبيين للحصول على استثمارات جديدة من أجل المساعدة على إعادة بناء الاقتصاد التونسي، رغم بقاء نسبة البطالة التي كانت من أسباب انتفاضة 2011، مرتفعة. لكن قلة خبرته السياسية، خصوصا في مجال السياسية الأمنية، قد تجعل مهمته في قيادة الحكومة أكثر صعوبة، خصوصا في ظل الصراع السياسي والعسكري مع الجماعات الإسلامية المتطرفة.
ح ع ح/ش ع(أ.ف.ب/رويترز)