أمنستي: التعذيب أصبح ظاهرة عالمية
١٣ مايو ٢٠١٤قالت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء (13مايو/ آيار 2014) إن أكثر من نصف البلدان التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب قبل 30 عاماً ما زالت تعذب مواطنيها. وقالت المنظمة في تقرير بعنوان "التعذيب في 2014- 30 عاماً من الوعود المنقوضة" انه بعد "ثلاثة عقود من الاتفاقية وأكثر من 65 عاما بعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإن التعذيب ليس فقط مستمراً، بل وآخذ في التزايد".
وقال سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، في لندن بينما كان يدشن حملة أطلقتها المنظمة ضد هذه الممارسات إن "الحكومات في جميع أنحاء العالم تتعامل بوجهين في مسألة التعذيب - تحظرها من الناحية القانونية، لكنها تسهلها من الناحية العملية". وقال شيتي "هذه أزمة تؤثر على الدكتاتوريات والديمقراطيات على حد سواء" ، مشيراً إلى أشكال مختلفة من التعذيب في جميع أنحاء العالم، بداية من احتجاز السجناء في الولايات المتحدة في حبس انفرادي مع عدم وجود ضوء وانتهاء بالرجم وبتر الأطراف في الشرق الأوسط".
التعذيب "أصبح أمراً روتينيا" و"طبيعياً"
وسجلت منظمة العفو خلال السنوات الخمس الماضية أحداثاً تمت إلى أعمال تعذيب في 1471 بلداً بينها 79 دولة هي من البلدان الـ155 الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في كانون الأول/ ديسمبر 1984. كما كشف تحقيق عالمي شمل 21 ألف شخص في 21 دولة عن انتشار مشاعر الخوف من التعذيب على صعيد واسع، إذ أكد 44 بالمائة من المستطلعين أنهم يخشون التعرض للتعذيب في حال توقيفهم.
ويكشف التحقيق الذي أجراه معهد "غلوب سكان" لاستطلاعات الرأي أن دعم التعذيب على درجات متفاوتة من الشعبية بحسب الدول حيث يصل التأييد له إلى 74 بالمائة في الصين والهند مقابل 12 بالمائة فقط في اليونان أو 15 بالمائة في الأرجنتين.
وذكر أمين عام المنظمة الحقوقية العالمية التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها، أن من استطلعت آراؤهم قالوا إن التعذيب "أصبح أمراً روتينياً". وأضاف أن "الحرب على الإرهاب" في الولايات المتحدة مسؤولة أيضاً عن جعل التعذيب "أمراً طبيعياً إلى حد كبير في إطار توقعات الأمن القومي".
التعذيب "متفش" في إفريقيا و"منهجي" في سوريا
وقالت المنظمة إن التعذيب في أفريقيا "متفش"، حيث قام 10 بالمائة فقط من 55 دولة في القارة بتبني تشريعات محلية تجرم التعذيب. وقال مدير قسم الأبحاث الإفريقية في المنظمة نتسانت بيلاي إنه "لا يزال يتعين على الحكومات الإفريقية الاعتراف بالمشكلة، ناهيك عن البدء في تصحيحها". وأكد أن الافتقار إلى قوانين وطنية قوية تحظر التعذيب في معظم البلدان الأفريقية يسمح للتعذيب بالبقاء والتزايد.
وأطلقت المنظمة الحقوقية غير الحكومية حملة جديدة لمدة سنتين تهدف إلى وقف التعذيب. وتركز منظمة العفو التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1977 لدورها في مكافحة التعذيب، حملتها الجديدة على خمس دول ترى أن هذه الممارسات منتشرة فيها بصورة خاصة وهي المكسيك، الفلبين، المغرب والصحراء الغربية، نيجيريا وأوزبكستان. غير أنها تؤكد أن التعذيب "جزء من الحياة" في مجمل آسيا وأنه يمارس "بشكل منهجي" في سوريا منذ اندلاع النزاع في هذا البلد.
ع.ج.م/ع.غ (أ ف ب، دب أ، رويترز)