منظمة ألمانية مثال يحتذى به لإنقاذ الشباب من براثن التطرف
٢٩ مايو ٢٠١٤
يصف دانييل كولر من يطلبون المساعدة من المنظمة الألمانية لمكافحة التطرف "حياة" التي يعمل فيها بالقول: "لدينا أسر ألمانية مسيحية تقليدية من ولاية بافاريا لم يسبق أن كانت لها أي علاقة مع الإسلام. كما أن لدينا أسراً عربية وتركية وإفريقية. لدينا أناس من مختلف الأصول والعرقيات". هذه المنظمة تعتبر مركزاً مهماً لتقديم المشورة لأسر ضحايا التطرف الإسلامي، خاصة وأن القاسم المشترك بين الأسر هو خوفهم من أن يقع أطفالها أو أحد أفرادها ضحية لأفكار الإسلاميين المتشددين، وبالتالي تبني أفكارهم المتعصبة والانغلاق على بيئتهم المألوفة.
وتعمل بعض الحركات السلفية في ألمانيا على استقطاب الشباب وجذبهم للتطرف. في هذا الصدد تقول دانييلا بيسويو، الباحثة في مجال التطرف: "سوريا مثلاً هي عامل جذب للكثير من الشباب المتحمسين للجهاد"، إذ ذهب حوالي 320 من السلفيين في ألمانيا سنة 2013 للمشاركة في الحرب الأهلية بسوريا، حسب تقديرات مكتب حماية الدستور الألماني. أما منظمة "حياة" لمكافحة التطرف، فتقدر عددهم بحوالي 500، معظمهم من الشباب.
وتوضح بيسويو أنه "على غرار التطرف اليميني أو اليساري، يتعلق الأمر عند هؤلاء الشباب بفكرة محاربة الظلم. وفي هذه الحالة بالذات، يتعلق الأمر بالظلم الممارس على المسلمين من قبل الغرب، الذي يستشعره بعض الشباب". وتضيف الباحثة الألمانية أن هذا الشعور عند بعض الشباب هو ما يجعلهم عرضة لشعارات المتطرفين الإسلاميين وتبني أفكارهم وأيديولوجياتهم. وتؤكد دانييلا بيسويو على أن "المتطرفين ينحدرون من جميع المستويات الاجتماعية والتعليمية، من المهاجرين والألمان أيضاً". ولهذا، فهي ترى بأن مشكلة التطرف لا تقتصر على المسلمين فقط.
وترى منظمة "حياة" المستقلة في نفسها بديلاً عن المنظمات الحكومية، التي يتخوف بعض الأسر من اللجوء إليها خشية وقوع أبنائهم في مشاكل قانونية.
لذلك تثق أسر الضحايا أكثر بهذه المنظمة غير الحكومية وتتواصل معها بشكل أفضل وتبوح لها بمعلومات أكثر، وهو ما قد يساهم في الوصول إلى هؤلاء الشباب وإخراجهم من دائرة التطرف والعنف. لهذا الغرض، تستقبل المنظمة الألمانية مكالمات من الأسر وتحاول مساعدتها على التعامل مع مشكلة انزلاق أبنائها في براثن التطرف، عبر تقديم نصائح عملية لكيفية تعاملها مع أبنائها. و يقول دانييل كولر بأن المنظمة أصبحت تستقبل أيضاً مكالمات من دول أخرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا. كل هذه المعطيات تجعل من هذه المنظمة نموذجاً مثالياً يمكن الاقتداء به في باقي الدول التي تعاني من نفس المشاكل.