منح للطلبة السوريين من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي
٢ نوفمبر ٢٠١٤ثلاث سنوات من الاقتتال أدت إلى هروب أكثر من 9 ملايين سوري إلى خارج البلد، من بينهم أعداد كبيرة من العلماء وطلبة على درجة عالية من الكفاءة. تريد وزارة الخارجية الألمانية و الهيئة الألمانية للتبادل العلمي دعم هؤلاء اللاجئين من خلال برنامج منحة جديد عنوانه "قيادات من أجل سوريا"
التعاون مع سوريا في المجال العلمي ليس بجديد
التعاون بين الهيئة الألمانية للتبادل العلمي وسوريا كان موجودا قبل الأحداث. يقول كريستيان هولزهورستر مسؤول الهيئة الألمانية للتبادل العلمي في برنامج التعاون بين ألمانيا ودول شمال أفريقيا "كان يأتي سنويا إلى ألمانيا ما بين 60 و 80 من الطلبة السوريين ، وكانت الحكومة السورية تدفع 80 % من تكاليف دراستهم."
أحمد نصر (تم تغيير الاسم) أتى إلى ألمانيا في عام 2011 عن طريق منحة دراسية، وهو يقوم بتحضير رسالة الدكتوراة في مجال تقنيات الصيدلة. حياته كانت تدور حول العلم، ولكنه منذ اندلاع الحرب في سوريا والأحداث السياسية هناك تشتت انتباهه. "الزملاء السوريون في ألمانيا لديهم توجهات وآراء سياسية مختلفة، مما يؤدي في أحوال كثيرة إلى نزاعات. عندما يكون الحديث محوره العلم نتفق جميعاً."
التعليم بدلا عن الأسلحة
منذ قيام الثورات في العالم العربي المعروفة بثورات "الربيع العربي" قامت الهيئة الألمانية للتبادل العلمي بتكثيف التعاون مع الجامعات، لتعزيز المسار الديمقراطي في تلك الدول. وهذا الدعم استمر أيضاً بالنسبة للأكاديميين السوريين بالرغم من الحرب الدائرة. ولذلك استطاع نحو 1150 طالب سوري السفر إلى ألمانيا للدراسة. من بينهم أتى عاصم أنقر (تم تغيير الاسم) الذي يعد رسالة الدكتوراة في الكيمياء. أنقر يرى أن برامج المنحة لها أيضا فائدة سياسية.
يقول أنقر"ألمانيا تساعدنا في التعليم والدراسة، دول أخرى ترسل أسلحة، وهذا لا يساعد أحداً، فالأسلحة لا تقدم حلولاً."
التعاون مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قد توقف الآن، وقد تم إغلاق مكتب الهيئة الألمانية للتبادل العلمي في دمشق عام 2011. "المعونة التي كان الطلبة يحصلون عليها انقطعت فجأة، ولكن وزارة الخارجية الألمانية قامت بتغطية مصاريف الطلبة. يتم الآن دعم 60 من الطلبة السوريين"، الحديث لكريستيان هولزهورستر المسؤول عن برنامج التعاون العلمي بين ألمانيا ودول شمال أفريقيا.
برنامج "قيادات من أجل سوريا"
برنامج "قيادات من أجل سوريا" يعطي الفرصة لـ 100 من الطلبة السوريين فرصة الدراسة في ألمانيا، ولهذا الهدف وفرت الحكومة الألمانية 7،8 مليون يورو. وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير يريد أن يعطي رؤية مختلفة لجيل من السوريين الذين عاصروا الحرب. يقول شتاينماير"هؤلاء السوريين والسوريات سيكون دورهم بارزاً في إعادة بناء هذا البلد ومستقبله، عندما ينتهي هذا الصراع البشع."
وبخلاف البرنامج الجديد تنوي الهيئة الألمانية للتبادل العلمي مضاعفة عدد المنح التي تعطيها الهيئة للطلبة السوريين.
أنقر يريد أن يساعد أبناء بلده. يقول أنقر"ولكني أساعدهم الآن من موقعي هنا، أستطيع أن أقوم بهذا العمل هنا أحسن من أن أكون في سوريا"، فهو يقوم بالإشراف على طلبة درجة الماجستير في سوريا ويرسل إليهم مقالات علمية أو يقوم بشرح التقنيات الحديثة. وحين يفد طلبة جدد بموجب برنامج المنحة الجديد يسعى أنقر أن يقدم لهم يد المساعدة، لتعلم اللغة والتأقلم على العادات في ألمانيا. أما بالنسبة لمستقبله فهو لا يظن أنه بإمكانه ان يكون في سوريا، فهو يقول "لقد تظاهرنا في الشوارع حينها ضد الفساد ومن أجل الحرية، ولكن اختلطت الأمور الآن بعديد من الدوافع الدينية في سوريا ليس فقط تنظيم "الدولة الإسلامية" ولكن مجموعات كثيرة مشابهة."
توزيع برنامج المنحة يبدأ الآن
أحمد نصر أيضاً لا يظن أن مستقبله في وطنه سوريا. "لقد بات عندي شعور أني لا أستطيع تغيير أي شيء، هذا يصيبني بخيبة أمل ولذلك أفضل التركيز في مجال دراستي."
ولكن برنامج المنحة الجديد "قيادات من أجل سوريا" يريد أن يعطي الطلبة بعداً أوسع ويقدم لهم دورات على شبكة الإنترنت في "الحكم الرشيد" و "المجتمع المدني" بالإضافة إلى "الإدارة المستديمة للمشاريع."
يقول مسئول الهيئة هولز هورستر "نتصور أن توظيف هذه المجالات سيشكل أرضية هامة تمكّن الطلبة من تقديم مساهمة بناءة في إعادة بناء سوريا."
عند فرز طلبات المتقدمين للدراسة لا تزال الكفاءة هي الشرط الحاسم للحصول على المنحة، لأن الهيئة الألمانية للتبادل العلمي ليست جمعية خيرية. ولكن يؤخذ في الاعتبار أن كثيرا من الطلبة تأثروا بأحداث الحرب ولم يستطيعوا الانتظام في دراستهم.
في حديثها عن البرنامج الجديد تقول مديرة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي مارغريت فينترمانتل "نحن نقدم الدعم للشباب الذين اضطروا للتوقف عن الدراسة أو عدم بدأها بسبب الحرب. التعليم يوفر لهم آفاق أوسع للمستقبل." .
التسجيل للبرنامج الجديد يبدأ من 31 أكتوبر، وهو موجه بالأخص لطلبة الماجستير ولكن وتوجد أيضا أماكن لطلبة الدكتوراه وطلبة الجامعات الجدد.