منتدى المدونين في تونس يناقش"أخلاقيات الشبكات الاجتماعية"
٢٩ نوفمبر ٢٠١١بدأت في تونس وعلى مدى ثلاثة أيام أعمال منتدى الشباب الإعلامي لبحث قضايا تتعلق على وجه الخصوص بـ"أخلاقيات شبكات التواصل الاجتماعي" والمخاطر والقمع الذي يتعرض له المدونون، وطرق تمويل المدونات. المنتدى من تنظيم أكاديميّة دويتشه فيله بشراكة مع راديو "كلمة ورابطة "نواة". ومن بين الفعاليات المشاركة في المنتدى الصحفي الألماني من أصل مصري عبد العظيم الظفراوي، الذي قدّم خلال اليوم الأول عرضا حول خصوصيات التدوين وشبكات التواصل الاجتماعي في ألمانيا بالمقارنة مع الدول العربية، التي لعبت فيها لعب فيها الانترنت ولا يزال دور الذراع الإعلامي للثورات ضد الأنظمة الديكتاتورية. ويعمل الظفراوي (46 عاما) محللا في قسم الشرق الأوسط وإفريقيا بالمؤسسة الألمانية للسياسة والأمن “SWP“ وقد شارك في إخراج شريط وثائقي حول الثورة المصرية بعنوان "التحرير 2011" حصد عدة جوائز منها جائزة اليونسكو في مهرجان البندقية بإيطاليا.
تواضع "الانترنت السياسي" في ألمانيا
أشار الظفراوي في مداخلته إلى ضعف "الانترنت السياسي" في ألمانيا معتبرا أن أغلب المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي لا تهتم بالسياسية بل تعنى بمجالات أخرى كالفنون والآداب على عكس الدول العربية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة صعودا لافتا للانترنت السياسي. وكمؤشر على ذلك فإن أي سياسي ألماني لم يوظف لحد الآن "الإعلام الجديد" بشكل ناجح للقيام بحملة دعائية انتخابية مثلما هو الشأن في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا على حد قول الظفراوي، الذي أضاف أن غالبية الألمان (الكهول) يستعملون الانترنت لقراءة المواقع الإلكترونية للجرائد والمجلات في حين يستعمل الشباب الانترنت في مجالات تتعلق بالترفيه الشخصي وحاجيات الاستهلاك.
حزب القراصنة ومتطرفو "أونلاين"
وتطرّق الظفراوي إلى تجربة حزب "القراصنة" الألماني في توظيف الانترنت في السياسة. وقال إن الحزب الذي يدافع عن الاستعمال الحر لشبكة الانترنت استطاع (بفضل اعتماده على الانترنت) الحصول على نسبة بحوالي 9 % من الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في برلين. وذكر كيف كشف عدد من مستعملي الانترنت أن 75 بالمائة من دكتوراه الحقوق التي أعدها وزير الدفاع الألماني السابق اليميني كارل تيودودر تسو غوتنبرغ، كانت منتحلة ما دفع الأخير إلى الاستقالة من منصبه.
ولفت الظفراوي إلى توجّه "متطرفين يمينيين" و"متطرفين إسلاميين" ألمان إلى استعمال الانترنت في ظاهرة قال إنها تثير قلق عديد المراقبين في ألمانيا. ولفت إلى أن "المتطرفين" الألمان كانوا أول مستعملي الانترنت في السياسية في ألمانيا، وأنهم يكثّفون من استعمال الشبكة للدعاية لتوجهاتهم مذكرا بأن "تنظيم القاعدة" كان أول تنظيم يستعمل الانترنت السياسي في العالم من خلال بث أشرطة وخطب من خلال وسيلة الإعلام الجديدة. واستحضر في هذا السياق قصة مغني الراب الألماني الذي اعتنق الإسلام، وأصبح ينشر عبر اليوتيوب أناشيد دينية إسلامية باللغة الألمانية.
انحراف عن أهداف الثورات العربية
تطرّق المشاركون في المنتدى إلى ما اعتبروه "انحراف" عدد من مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي عن الأهداف التي قامت من أجلها الثورات العربية والمتمثلة في المطالبة بالحريات والكرامة وتوفير الشغل ومكافحة الفساد. الناشطة الحقوقية التونسية سهام بن سدرين قالت إن "أعداء الحرية" دخلوا على الخط وأصبحوا يستعملون "الفضاء التدويني" لنشر المعلومات الزائفة ما أضّر بمصداقية الإعلام البديل مؤكدة ضرورة التوعية بهذه القضايا.
وعبر المدون سامي بن غربية، (أحد مؤسسي الموقع الالكتروني التونسي "نواة") عن القلق من تحول شبكة الفايسبوك في تونس بعد ثورة 14 يناير/كانون ثان 2011 إلى منبر للدعاية الحزبية و"الصراعات السياسوية" مشيرا بالخصوص إلى "الحرب" الالكترونية الدائرة حاليا بين المحافظين (الإسلاميين) والعلمانيين التونسيين. أما المدوّن التونسي فراس الكافي (18 عاما) فقد عبّر عن خشيته من أن تضرّ صفحات "تكفير أصحاب الرأي المختلف" التي تستهدف العلمانيين (ويقف وراءها متشددون دينيون) بالشباب التونسي الذي قال إنه يتقبّل أحيانا بعض المضامين "المتطرّفة" كـ"مسلّمات" بسبب نقص ثقافته السياسية على حد تعبيره.
منير السويسي / تونس
مراجعة: حسن زنيند