"من سيخلف الرئيس؟"-موضوع يشغل مدوني مصر
٢٤ يوليو ٢٠١٠أصبحت إمكانية الكتابة على صفحات الانترنت عبر المدونات أو مواقع التواصل الاجتماعي متنفساً للكثير من الناس للتعبير عن آرائهم السياسية والثقافية والاجتماعية. صفحات الفيس بوك والتويتر وغيرها الكثير تعتبر ملاذاً للتعبير عما يجول في خاطرهم . وما أن يقع حدث اجتماعي كان أو سياسي إلا ويسارع المستخدمون إلى نشر خواطرهم وآرائهم والتفاعل مع تعليقات الآخرين بين متفق في الرأي ومخالف له.
" ما هو نظام الحكم الأمثل؟"
بعد حوالي ثلاثين عاما من رئاسة حسني مبارك لمصر يبحث أحد كاتبي المدونات "بلال فضل"، كاتب وسيناريست ساخر، عن تسمية أخرى للنظام الجمهوري في مصر.فيطرح ساخراً اقتراح تسمية مصر بالـ"جماهيرية" أو في أفضل الأحوال بالـ"ملكية"، إلا أنه يتحفظ قليلاً على مصطلح "الملكية". إذ يرى أن الحاكم فيها وإن كان حاكما صورياً، فهو يورث الحكم بعد وفاته إلى أحد أفراد أسرته. غير أن أمر مصر مختلف إلى حد ما بحسب بلال، حيث أن من يحكم البلاد "ليست أُسرة الرئيسِ فقط بل أُسرٌ مختلفةٌ وأفرادٌ من أقربائهم ممن يستبدون بمقدرات الشعب المصري "، ليثني أخيرا في مدونته على ثورة 23 يوليو/تموز 1952 التي غيرت نظام الحكم في مصر من ملكي إلى جمهوري. ويختتم بلال فضل مدونته بالقول "تلك الثورة التي أطلقها جمال نتمنى أن لا يقضي عليها جمال"، مشيراً إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر وأخيراً إلى نجل الرئيس الحالي جمال مبارك. فيما يخالفه الرأي عمر الدوادي، أحد المعلقين على ما كتبه فضل في موقع الفيس بوك بالقول" نتمنى أن نعود إلى النظام الملكي.فعلى الأقل يحافظ صاحبُ الُملكِ دوماً على ملكهِ ويطوره".
" الدستور بشروط"
أما البعض الآخر فإنه يتمنى"من الله" أن يكون الدستور أساس الحكم في مصر، وليس الرئيس مثل المستخدم "شحاته"في إحدى المدونات في صحيفة "جبهة إنقاذ مصر"الإلكترونية . والذي يضع شروطاً خاصة تحد من سلطة رئيس الجمهورية. إذ يقول شحاته مدَوِناً بعضاً من شروطه :" أن تكون فترة الرئاسة أربع سنوات ولا يجوز أن يبقى الرئيس دون نائب وأن لا يكون النائب أحداً من أقاربه حتى الدرجة الثالثة. ويستمر شحاته في سرد شروطه على الموقع والتي تشمل طبيعة صناديق الاقتراع واستخدام أجهزة الكومبيوتر في الانتخابات إلى أن يصل إلى الدعوة إلى مشاركة الأمم المتحدة في الإشراف على الانتخابات.
" أنا لم اختارك"
وكالعادة فإن الفيس بوك يعد ساحة للتعبير لا منافس لها. فقد أنشأ أحد مستخدمي الموقع صفحة تحت مسمى " أنا ماخترتكتشِ " –(أنا لم اختارك). ويُعرِّفُ مُنشئ هذه الصفحة بأهداف صفحته كاتباً " هذه صفحة للمصريين الذين لم ينتخبوا الرئيس مبارك ولم يختاروه في يوم من الأيام".وفي هذه الصفحة يعلق "ابن رابي"، أحد المستخدمين تحت اسم مستعار، بأنه لن ينتخب الرئيس مبارك يوماً ما،غير أنه يبدو حذراً اذ يقول:" إن الرئيس مبارك لا يمكن أن يكون السبب الوحيد لكل ما يحدث في مصر. لماذا يكون كلامنا موجهاً عليه فقط ؟ فهو واحد من كثيرين يحكمون البلاد وإن كان هو الأكبر فيهم ". أما الآخر الذي أطلق على نفسه لقب" سيف الإسلام المصري" فهو يهاجم من جهته الأحزاب المصرية المعارضة بالقول " إذا كانت الحكومة تتاجر بقوت الناس، فالأحزاب بمشاعرهم".
" خفة الظل رغم المأساة"
كالعادة فإن خفة الظل لا تترك البعض حتى في وقت الجد، إذ تقترح "نعيمة" على نفس صفحة"أنا مخترتكشِ" على الفيس بوك بأن يتم انتخابها بدلاً من الرئيس مبارك وتتعهد "نعيمة" إذا تم انتخابها بأن توفر للمصريين كل ما يحتاجونه وتقول " سوف ترون الشمس جميلة في السماء وأجمل الوجوه من على شاشات التلفزيون".وتستمر نعيمة في حملتها الانتخابية التي تعِد من خلالها بالكثير وتقول:" لا روتين بعد اليوم .وسأقضي على الأمن المصري من خلال إعادة تأهيله وأضع بدلاً منه شرطيةً جميلةً على كل مفترق مروري".
ويبدو أن خفة الظل تمتزج مع الرغبة في التغيير من خلال ما يكتبه المصريون على صفحات المدونات لمناقشة "من سيخلف الرئيس مبارك؟".
عباس الخشالي
مراجعة:هبة الله إسماعيل