عائلات سجناء بالشرق الأوسط تطالب واشنطن بالضغط لصالحهم
٧ أكتوبر ٢٠٢٢على الرغم من شعورهم بالخيبة، يعتزم أهالي النشطاء المسجونين أو المفرج عنهم حديثاً في الشرق الأوسط مواصلة الضغط لتحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان، وقد حثوا الولايات المتحدة هذا الأسبوع على استخدام نفوذها لاسيما في مصر والمملكة العربية السعودية.
وأجرت العائلات محادثات بهذا الصدد في واشنطن مع ممثلين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس، برعاية المنظمة غير الحكومية "فريدوم إينشياتيف".
انتقادات حادة لبادين
ويأتي ذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من الزيارة التي قام بها الرئيس جو بايدن إلى جدة، حيث التقى كلاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي جرّت عليه الكثير من الانتقادات، وخدشت صورته.
فقبل أن يتم انتخابه رئيساً كان بايدن قد التزم أن يلعب دور المبشر بالديموقراطية وأن يعامل العربية السعودية كدولة "منبوذة"، بسبب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في كانون الأول/ ديسمبر 2018 داخل قنصلية المملكة في إسطنبول. لكن مصافحته الودية بقبضة اليد مع الأمير بن سلمان في جدة في تموز/يوليو، أذهلت المتابعين.
"مواساة دون إجراءات ملموسة"
أيضاً، كانت سناء سيف، شقيقة المعتقل الأشهر في مصر علاء عبد الفتاح، تعي جيداً أن الواقعية السياسية تسود عادة فوق أية اعتبارات أخرى، لكنها تشعر مع ذلك "بالإحباط" من سلوك بايدن، بينما يخوض شقيقها إضراباً عن الطعام منذ أكثر من ستة أشهر.
وتقول سناء لوكالة فرانس برس إن المسؤولين الأمريكيين الذين التقتهم في واشنطن أظهروا "الكثير من المواساة"، لكن من دون "أية إجراءات ملموسة تترجم" عمليا هذه المشاعر.
وتقول سناء إنها واثقة من أن ممارسة واشنطن لضغوط على الحكومة المصرية سيكون له تأثير عليها، وأيضاً ضغوط السلطات البريطانية لحملها على أن تتحرك أكثر، على اعتبار أن شقيقها حصل هذا العام على جنسية هذا البلد من داخل زنزانته.
وعلاء عبد الفتاح محكوم بالسجن خمسة أعوام بسبب "نشر أخبار زائفة".
قمة المناخ و"تحسين الصورة"
بدوره يدعو الفلسطيني رامي شعث الولايات المتحدة إلى أن تلقي بثقلها لكي لا تتحول الدورة 27 لقمة المناخ العالمية، المرتقبة بمصر في تشرين الثاني/نوفمبر، إلى مناسبة "لتبييض" صورة النظام المصري. وقد قضى شعت أكثر من 900 يوم سجينا في ذلك البلد.
ويقول شعث لوكالة فرانس برس إن "مستوى القمع صار مدمراً" في مصر، حيث يوجد أكثر من 60 ألف معتقل رأي بحسب منظمات غير حكومية.
وفي الوقت نفسه يعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "مصدراً رئيسياً للدعم والموارد والأسلحة".
وتتلقى مصر مساعدة عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة تقدر بأكثر من مليار دولار سنوياً.
ويعتقد شعت أن لدى عبد الفتاح السيسي "حساسية إزاء ضغوط الأمريكيين والأوروبيين، بل وحتى إزاء انتقاداتهم البسيطة، لذلك أدعوهم إلى التعبير عن انتقادات أكثر حدة".
"توقفوا عن عن تشجيع ديكتاتور"
من جهتها أعربت لينا الهذلول، شقيقة الناشطة السعودية المدافعة عن حقوق المرأة لجين الهذلول، للمسؤولين الأمريكيين عن قناعتها بأن "الحل الوحيد يكمن في التوقف عن تشجيع ديكتاتور"، في إشارة إلى ولي العهد السعودي. وقد أفرج عن شقيقتها في 2021 لكنها ما تزال ممنوعة من مغادرة البلاد.
وحثت من التقتهم قائلة: "لديكم وسائل لممارسة ضغوط". وقالت لينا لوكالة فرانس برس إنه قبل زيارة بايدن إلى جدة "كانت رسالتنا للإدارة الأمريكية جلية: إذا أردتم زيارة بلداننا دون وضع شروط واضحة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، فإن الأوضاع سوف تصبح أكثر سوءاً وسيزيد الذين يضطهدوننا جرأة".
وتابعت: "وعدونا بأن الأمور لن تسير على هذا الشكل"، لكن الوضع في السعودية "أسوأ من ذي قبل"، حيث "يشعر الجميع بالخوف" و"يسجن الناس بسبب تغريدات على تويتر".
"ندعم دائما حقوق الإنسان حول العالم"
في أيلول/ سبتمبر كان جو بايدن أكد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن "الولايات المتحدة سوف تدعم دائما حقوق الإنسان (...) عبر العالم"، وأن "المستقبل للبلدان التي تحرر كافة طاقات سكانها".
لكن مصافحته ولي العهد السعودي التي يفترض أن تدشن انطلاقة جديدة في العلاقات الدبلوماسية مع الرياض، أظهرت محدوديتها في مجالات أخرى، بحيث أعلن تحالف "أوبك+" الأربعاء، بقيادة السعودية، خفض إنتاجه من النفط.
وعلق الرئيس السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيت روث قائلاً: "بايدن باع مبادئه حول حقوق الإنسان مقابل وعد من ولي عهد السعودية برفع إنتاج النفط". وسأل بايدن "هل كان الأمر يستحق هذا الثمن؟"
ع.ح./ص.ش. (أ ف ب)