ممثل مفوضية اللاجئين يمتدح سياسة اللجوء الألمانية
١٢ أكتوبر ٢٠١٤DW: هل فاجأتك الأخبار الأخيرة التي تحدثت عن سوء معاملة اللاجئين في بعض مراكز اللجوء في ألمانيا؟
هانس تين فيلد:هذه الأخبار كانت طبعا مزعجة ويتمنى المرء أن لا تتكرر مرة أخرى. لكن ردة الفعل السريعة من قبل السلطات الألمانية جعلتني أشعر بالأمل بأن هذه الأحداث لن تتكرر في المستقبل. رغم ذلك يجب القول، إنه من المؤسف أن تحدث هذه الإساءات.
هل يمكن اعتبار حالات الإساءة هذه أمرا استثنائيا، أم أنها تشكل رأس الهرم فقط؟
أجزم بأن هذه الحالات كانت استثنائية، وهي لاتعني أن مثل ذلك يكمن في رأس الهرم أوفي قاعدته. أعتقد أن نهج السياسات والمطالب المرتبطة بها يجب أن تقوم على فكرة استقبال اللاجئين أو طالبي اللجوء ودعم احتياجاتهم. لذلك أعتقد حقا أن حالات الإساءة التي وقعت كانت حالات فردية، وان السلطات الألمانية المختصة اتخذت من جانبها إجراءات لمعالجة موضوع الإساءات وضمان عدم تكرارها. وأعتقد بأن تلك الإجراءات الجديدة ستدخل حيز التطبيق.
ذكرت أخبار بأن الإساءات التي وقعت كانت داخل مراكز لجوء تديرها شركات خاصة. حسب خبرتك الدولية، هل تعتقد أن مراكز اللجوء الحكومية تعامل اللاجئين بصورة أفضل من تلك التي تديرها شركات خاصة؟
الفكرة الأساسية هو الانطلاق من قواعد العمل ومن سلوك الموظفين داخل مراكز اللجوء بشكل واضح للجميع. وعند ذلك لا يكون هناك اختلاف بشأن من يعمل أو يدير مركز اللجوء. مبادئ العمل يجب أن تكون واضحة وأن تتضمن التعامل السليم.
ما يحدث من صراعات في الشرق الأوسط يؤثر أيضا على ألمانيا، كما هو الشأن بالنسبة للدول الأوروبية أيضا، مثلاً من خلال الموجات الكبيرة من اللاجئين، وهي الآن الأكبر منذ 20 عاما. هل تعتقد أن ألمانيا مستعدة ومهيأة لهذه التطورات؟
من الواضح أن السلطات الألمانية المختصة تواجه تحديات كبيرة، بالنظر إلى العدد الهائل من اللاجئين الجدد. ولكن لدي ثقة بأنه يمكن للسلطات الألمانية النجاح في ذلك. وما أشاهده وأسمعه وأقرأه بشكل مستمر يشير إلى أن السلطات الألمانية، وفي كثير من المدن والمقاطعات الألمانية، تواجه تحديا كبيرا بسبب عدد اللاجئين الكبير، ولكن رغم ذلك فإن السلطات الألمانية متأكدة من إمكانية نجاحها في مهمتها. ومن خلال تجارب السنين الماضية هناك ما يشير إلى نجاح السلطات الألمانية المختصة في مواجهة أعداد هائلة من اللاجئين. فعندما تفككت يوغوسلافيا السابقة وقدم الكثير من مواطنيها إلى ألمانيا في بدايات تسعينات القرن الماضي تجاوبت السلطات والمجتمع الألماني بشكل مناسب وإيجابي مع ذلك التطور.
تستقبل ألمانيا أكبر عدد من اللاجئين في أوروبا، ويدور النقاش حاليا عما إذا كانت ألمانيا ودول أخرى مستعدة لاستقبال لاجئين جدد. وهناك من يقول بأن ألمانيا أوفت بالتزاماتها تجاه اللاجئين واستقبلت الكثير منهم،حيث تقع المسؤولية الآن على عاتق الدول الأوربية الأخرى وعليها استقبال لاجئين جدد. كيف ترى ذلك؟
رفع مستوى حجم التضامن داخل أوروبا يشكل مطلبا ضروريا. من أصل 28 دولة في الاتحاد الأوروبي هناك 10 دول فقط يتوافد طالبو اللجوء عليها. لقد لعبت ألمانيا دورا رائعا وإيجابيا في أوروبا عندما قررت استقبال 20 ألف لاجئ سوري إضافي، بالإضافة إلى تسهيل عملية التوطين فيها. إن أوروبا تستقبل في المعدل خمسة آلاف لاجئ رسميا كل عام. وسنعمل على رفع هذا العدد إلى مستوى 20 ألف شخص كل عام حتى عام 2020، من أجل الرفع من مستوى التضامن مع الدول الأخرى واستضافة عدد أكبر من اللاجئين.