أصداء فضيحة سوء معاملة اللاجئين في ألمانيا
٣٠ سبتمبر ٢٠١٤DW: الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام للإساءة للاجئين في بورباخ بولاية شمال الراين ويستفاليا، كانت مفزعة للغاية. أين يكمن برأيك الخلل الذي أدى لوقوع مثل هذه الحوادث وهل يمكن اعتبارها فردية أم أنها متكررة الحدوث في ألمانيا؟
ماري بيلتسر: أفزعتنا هذه الصور المريعة التي تقترب من التعذيب، لكن يجب القول هنا إن الهيكل الأساسي لعملية استقبال اللاجئين وطريقة إقامتهم لا يخلو من المشاكل ويفتقر للتنظيم لذا فنحن لا نستبعد وجود أعمال عنف..تم بالفعل الكشف عن عدد من حوادث العنف وهنا يجب توجيه السؤال للساسة حول الإجراءات التي يتعين القيام بها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
الصور التي ظهرت في الإعلام كانت لعناصر أمنية من شركات خاصة فما هو سبب الاستعانة بهم للعمل في دور رعاية اللاجئين وعدم الاستعانة بعناصر من الدولة؟
تشير متابعتنا للوضع منذ سنوات إلى أن شركات حراسة خاصة مثل "يوروبيان هوم كير" تنجح في الفوز بهذه الصفقات من خلال تقديم عروض رخيصة علاوة على أنها تطمح في المقام الأول لتحقيق الربح المالي. وهذه إشكالية كبيرة فالتعامل مع اللاجئين يحتاج للاهتمام والرعاية وهو أمر لا يمكن أن يتحقق مع طرف يفكر بهذه الطريقة. عندما تفكر الدولة في تكليف شركات خاصة بمهمة ذات صلة باللاجئين، فيجب عليها في هذه الحالة وضع معايير معينة يجب الحفاظ عليها وهنا لا يستدعي الأمر وجود حراسة أمنية فنحن لسنا بصدد التعامل مع سجناء يحتاجون المراقبة لكن مع لاجئين بحاجة للدعم والإرشاد وليس لرجال الحراسة.
هل هناك جهات معينة يمكن للاجئ الذي جاء لبلد لا يعرف الكثير عنه، التوجه إليها حال تعرضه لمثل هذه الحوادث؟
هذه نقطة أخرى ننتقدها من خلال "برو أزول" وهي غياب الجهات المختصة بالتعامل مع الشكاوي. نطالب بضرورة تعريف اللاجئين الذين يعيشون في هذه الدور بالأطراف التي يمكنهم اللجوء إليها حال وقوع مثل هذه الحوادث أو حال تعرضهم لأي مشكلات أخرى. يتعين على حكومات الولايات والجهات المحلية، تسمية جهات مستقلة يمكنها التعامل مع هذه الشكاوى.
وماذا عن دور المنظمات غير الحكومية في تقديم الدعم للاجئين؟
نقوم بنقل هذه الحوادث للرأي العام وللجهات الحكومية المختصة ودق جرس الإنذار. هنا يلعب المجتمع المدني وبالتالي المنظمات غير الحكومية دورا مهما.
ما هو تقييمك لملف التعامل مع اللاجئين في ألمانيا، بداية من توفير الشكل المناسب للسكن وحتى الإجراءات البيروقراطية الخاصة بالإقامة ثم الاندماج في سوق العمل؟
نرى أن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في وضع اللاجئين في دور رعاية فالأفضل أن يتم دمجهم في المجتمع من أول يوم لذا فنحن نطالب بتوفير مساكن مستقلة لهم بشكل سريع وتوفير إمكانية تواصلهم مع سوق العمل وعدم تركهم لفترات طويلة دون وظيفة علاوة على الإسراع في تسجيلهم في دورات تعلم اللغة الألمانية. لا يسير الأمر دائما على هذا النحو على نطاق واسع في الولايات الألمانية.
ما هو رد الفعل المطلوب الآن من الحكومة الألمانية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مع اللاجئين؟
بداية يجب مراجعة نظام استقبال اللاجئين والتعامل معهم بالكامل، ولاية شمال الراين ويستفاليا (التي شهدت الواقعة) لها وضع خاص فالأعباء عليها كبيرة في هذا الموضوع. ثمة حاجة للمزيد من الموظفين في المجال الاجتماعي وليس الأمني. نحتاج المزيد من المساكن لنقل اللاجئين سريعا من دور الرعاية لمساكن عادية كما نحتاج لأفكار جديدة للاندماج بهدف الحيلولة دون تكرار هذا الحادث الكارثي مرة أخرى.
ماري بيلتسر هي محامية متخصصة في قوانين اللجوء ومعنية بقضايا حقوق الإنسان في ألمانيا وهي عضو في مجلس إدارة منظمة "برو أزول" المعنية بحقوق اللاجئين.