مكافحة الإرهاب تتصدر مناقشات الجمعية العمومية ووثيقة الإصلاح دون التوقعات
لم يخفِ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس الأربعاء في خطابه الذي دشن به القمة العالمية في نيويورك، لم يخفِ خيبة أمله من إخفاق الدول الأعضاء في المنظمة الدولية في تحقيق الأهداف الإصلاحية التي اقترحها قبل حوالي نصف عام. وجاءت كلمات عنان التي حث من خلالها ممثلي 191 دولة على بذل كافة الجهود من أجل تطبيق الإصلاحات المنشودة كمزيج من العتاب الذاتي والانتقادات غير المباشرة لمعارضة بعض الدول خططه الإصلاحية. وتضع القمة العالمية التي افتتحت أمس الأربعاء وتستمر ثلاثة أيام في بؤرة اهتمامها مناقشة مشاكل مصيرية مثل تخفيف وطأة الفقر في دول العالم الثالث وحل مشكلة ديون هذه الدول، إضافة إلى حماية البيئة والحرب ضد الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وكذلك تقوية دعائم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ناهيك عن إصلاحات مؤسسات المنظمة الدولية نفسها.
نجاد يهاجم واشنطن
في غضون ذلك، جاءت كلمة الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد التي انتقد فيها صباح اليوم الخميس سياسة الولايات المتحدة والانفراد في اتخاذ القرارات وكذلك نزعة واشنطن العسكرية، جاءت لتحظى باهتمام مراقبي جلسة المنظمة الدولية. وفي حين لم يذكر الرئيس المحافظ في خطابه الأول على المسرح الدولي منذ تسلمه مهامه الرئاسية الشهر الماضي في إيران أسماء معينة، إلا أن المراقبين أجمعوا على أن هذه الانتقادات موجهة إلى واشنطن وسياستها. وحث الرئيس الإيراني في كلمته المنظمة الدولية على تبني مفاهيم عامة وتعزيز دور الأمم المتحدة في إقرار العدالة وكذلك ضمان تمتع جميع الدول الأعضاء بحقوق متساوية.
تجدر الإشارة إلى أن كلمة الرئيس الإيراني عقبت تقريرا نشرته الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست" وكشفت فيه عن أن الحكومة الأمريكية عرضت الشهر الماضي شرائح بصرية أمام دبلوماسيين أجانب حاولت من خلالها إثبات أن طهران تملك برنامجا نوويا. ووفقا لليومية الأمريكية واسعة الإطلاع، فإن العرض الذي استمر ساعة واحدة تضمن تقديم صور التقطتها أقمار صناعية وتثبت أن البرنامج النووي الإيراني مخصص لصناعة القنبلة النووية.
إدانة الإرهاب
وفي اليوم الأول من الاجتماع الذي ينظم بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيس المنظمة الدولية، استحوذ موضوع الإرهاب ومحاربته وإدانة التحريض عليه على كلمات عدد كبير رؤساء الدول والحكومات. وبينما وجه زعماء العالم دعوة لسن قوانين تحظر التحريض على الإرهاب وممارسته، إلا أنهم فشلوا، حسب المراقبين في تعريفه. وقال الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في كلمة ألقاها أمس إن العالم "له الحق في محاربة الإرهاب في عقر داره وتوفير الحماية لمواطنيه ورفض إيواء الإرهابيين." وفي السياق ذاته، وقع ممثلو الدول الأعضاء على قرار يلزمها بملاحقة الإرهابيين قانونيا. من جانبه طالب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في كلمة ألقاها أمس بعدم التهاون في مطاردة الإرهابيين ومعاقبتهم. أما الرئيس الباكستاني برويز مشرف فقد عزا ظهور الإرهاب إلى أسباب تتعلق بانعدام العدالة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، قائلا إنه لا يوجد ديانة لا الإسلام ولا غيره تشجع على الإرهاب."
شارون يلتقي مشرف
وعلى صعيد سعي إسرائيل إلى بناء علاقات دبلوماسية مع دول عربية وإسلامية كشفت مصادر إعلامية متطابقة عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون صافح الرئيس الباكستاني في أورقة المنظمة الدولية. وفي حين أكدت صحف إسرائيلية أن الرئيس الباكستاني وصف لقاءه مع شارون بأنه "ودي" ، قالت أخرى إن مسؤولين باكستانيين وإسرائيليين عقدوا في الأيام القليلة الماضية اجتماعات هدفت إلى ترتيب لقاء بين شارون ومشرف. تجدر الإشارة إلى أن العاصمة التركية استضافت في بداية الشهر الجاري لقاء بين وزيري خارجية باكستان وإسرائيل. ولم تقتصر مساعي الدبلوماسيين الإسرائيليين على بناء علاقة دبلوماسية مع باكستان فحسب، بل أن المصادر ذاتها أكدت أن لقاء سري نظم في مقر الأمم المتحدة بين وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم ونظيره الأندونيسي حسن ويراودا. وأضافت المصادر الإسرائيلية أن مسؤولين إسرائيليين عقدوا اجتماعات مع دبلوماسيين جزائريين وأن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة الثاني لم يستبعد أن يلتقي شارون في نيويورك. ومن الجدير بالذكر أن المصادر الإعلامية أكدت أن جميع هذه اللقاءات جاءت بمباركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحظيت بدعمه.
ناصر جبارة ـ دويتشه فيله