مقاتلون أكراد يعلنون استعادة السيطرة على سجن الحسكة
٢٦ يناير ٢٠٢٢بعد أسبوع من هجوم تسبب في هروب سجناء من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومقتل العشرات، أعلنت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا الأربعاء (26 يناير/ كانون الثاني 2022) أنها استعادت "السيطرة الكاملة" على سجن في مدينة الحسكة، منهية بذلك هجوماً شنه عليه تنظيم "داعش"، هو "الأكبر والأعنف" له منذ ثلاث سنوات.
وأعلن مسؤول المكتب الاعلامي في قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي بتتويج ما وصفها بـ "حملة مطرقة الشعوب العسكرية والأمنية بالسيطرة الكاملة على سجن الصناعة بالحسكة من قبل قواتنا واستسلام جميع عناصر" التنظيم.
وأكد شامي في تغريدة على تويتر أن جميع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" استسلموا بعد ساعات من استسلام 500 في أعقاب اشتباكات ببعض المباني.
كذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له بأن قوات سوريا الديموقراطية باتت على الأرجح تسيطر على السجن الواقع في مدينة الحسكة وتشرف عليه الإدارة الذاتية الكردية. لكنّ المرصد أشار إلى أن القوات الكردية لم تنه بعد تمشيط كل أجزاء السجن، منبهاً إلى أن عناصر من "داعش" قد يكونون لا يزالون مختبئين فيها.
وشارك أكثر من مئة من مقاتلي التنظيم الموجودين في هجوم على سجن غويران في 20 كانون الثاني/يناير الجاري في هجوم منسّق بدأ بتفجير شاحنتين مفخختين، وتمكن فيه المهاجمون من تحرير عدد من رفاقهم المساجين وصادروا أسلحة واحتلوا بعض أقسام السجن.
واعتبر هذا الهجوم العملي "الأكبر والأعنف" منذ إعلان القضاء على التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات.
وأوقعت الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري، 124 منهم من عناصر التنظيم و50 من القوات الكردية، إضافة الى سبعة مدنيين، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن الهجوم أدى إلى فرار عدد لم يتسن تحديده بوضوح بعد من عناصر التنظيم الذين كانوا معتقلين.
ودفع الهجوم الذي تلته اشتباكات داخل السجن وفي محيطه مع فرار سجناء من التنظيم إلى الأحياء المجاورة والاحتماء داخل منازل المدنيين، نحو 45 ألف شخص للهروب من منازلهم، وفق ما أحصت الأمم المتحدة الاثنين.
ولجأ غالبيتهم الى منازل أقربائهم وأصدقائهم في أحياء آمنة وبعيدة نسبياً من محيط السجن، بينما لم يجد آخرون أمامهم إلا قاعة مسجد في المدينة وصالة أفراح، وفق ما شاهد مصور لوكالة فرانس برس.
وعبرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية عن خوفها على مصير 850 طفلا وقاصرا، حوصروا في تبادل إطلاق النار، يعيشون إلى جانب نحو خمسة آلاف سجين بالسجن المكتظ.
وسجن الصناعة في حي غويران هو أكبر منشأة تحتجز فيها قوات سوريا الديمقراطية ألوف السجناء. ويقول أقارب كثير من السجناء إنهم أُلقي القبض عليهم بتهم واهية بسبب مقاومتهم التجنيد الإجباري لقوات سوريا الديمقراطية، فيما تنفي الأخيرة هذه المزاعم.
ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)