معارض سوري: النظام يدفع إلى تدويل الأزمة والتباين داخل المعارضة حالة صحية
١٤ نوفمبر ٢٠١١إلتقى أمين عام جامعة الدول العربية مع عدد من ممثلي المنظمات الحقوقية والمعارضة السورية، وذلك في سياق ترتيبات تطبيق المبادرة العربية وقرارها بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة.
بيد أن قوى المعارضة السورية تدخل هذه المرحلة المتطورة من الصراع مع نظام بشار الأسد، وهي ليست موحدة الصفوف. وهوما يرى حسام القطلبي عضو المجلس الوطني السوري المعارض بأنه "حالة صحية" وبأن اختلاف الآراء داخل المعارضة لسي ضرورة عنصرا سلبيا. كما جاء في حوار المعارض السوري مع دويتشه فيله.
وفيما يلي نص الحوار:
دويتشه فيله: ما هو تقييمك للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية بعدد من ممثلي المعارضة السورية؟
حسام القطلبي: لقاء اليوم ضم عددا من أطياف المعارضة السورية وشمل ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنى وممثلين عن المجلس الوطنى. وهو خطوة جيدة حيث أصبح المجلس الوطنى ممثلاً للمعارضة السورية تتعامل معه جامعة الدول العربية. وإن كان هذا لا ينفي وجود أطراف أخرى يسعي المجلس الوطني للانفتاح عليها والتعاون معها في صياغة مستقبل سوريا.
أحد نتائج الاجتماع التي أعلن عنها موافقة جامعة الدول العربية على إرسال مراقبين عرب إلى سوريا وذلك بعد الحصول على ضمانات مكتوبة من حكومة دمشق تحدد واجبات والتزامات كل طرف، كيف تنظرون في المجلس الوطني إلي هذه الخطوة؟
جامعة الدول العربية تتعامل كمؤسسة دولية تحافظ على علاقتها مع النظام السوري واستنفاذ كل الحلول الممكنة التى يمكن أن يقدمها النظام السوري، قبل الذهاب باتجاه تدويل القضية.لكن بالنسبة لنا لا نثق في أى عروض أو تعهدات من قبل النظام الحالي. ولا توجد أى إمكانية لتحقيق مثل هذه الزيارة أو رقابة عربية على هذه النظام، كما لا نعتقد أنه يمكن تقديم حماية لهؤلاء المراقبين. أضف إلي ذلك إمكانية التلاعب عن طريق إرسالهم إلى مناطق غير تلك التى تشهد أعمال العنف التى يرتكبها النظام، ومنعهم من أماكن أخري.
لكن في كل الأحوال النظام مأزوم حالياً، ونتوقع أن يفاجئنا.. يمكن أن تكون المفاجأة إيجابية أو يظهر تعاوناً مع الجامعة. ونحن مستعدون لأى خطوة من هذا النوع ونرحب بدخول لجان دولية نرحب بدخول الإعلاميين إلى سوريا هذا كان مطلبنا منذ البداية. ونتمنى أن تنجح مساعى جامعة الدول العربية. لكن نتمنى ألا يكون الأمر مجرد خطوة لإعطاء النظام السورى مهلة لزيادة أعمال القتل والهدم تحت ذريعة المبادرة العربية.
ما الذي تأملونه كمجلس وطنى ومعارضة سورية من جامعة الدول العربية؟
خلال أيام سيكون هناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب في غياب سوريا بعد تجميد أنشطتها وفي حضور تركيا، حضور تركيا خطوة مهمة لأنها دولة جارة لسوريا ولاعب مهم في المنطقة ومن الممكن أن يكون لها تأثير كبير في الحدث السوري . وما ننتظره من جامعة الدول العربية أن تتحول الجامعة لطرف ضاغط على النظام السوري وتطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات شديدة الصرامة تحت البند السابع. وتحويل ملف الجرائم التي ارتكبها النظام السوري إلى محكمة العدل الدولية، وتأمين حماية دولية للمدنيين. وما ننتظره من الدول العربية أن تؤمن وتساعد على صدور مثل هذا القرار وأن تساعد بشتى الطرق في تفعيله بعد صدوره. وما أقصده بتأمين الشعب السوري هو مساعدة الدول المحيطة بسوريا في رعاية اللاجئين والحفاظ على أمن المدنيين السوريين.
إذن أنتم ترون أنه لا مخرج من الأزمة السورية إلا تدويلها؟
النظام رفض أى حل سوري، توجهنا إلى حل عربي والنظام رفض أى حل عربي. وهدفنا هو حل هذه الأزمة بطريقة سلمية، وبناء نظام ديمقراطي يكفل دولة القانون والعدالة. لكن النظام يرفض كل الحلول المطروحة ويدفع بالأمر نحو تدويل القضية. وهذا ليس مطلبنا، لكن النظام يدفعنا نحو هذه الخطوة.
المطالبة بتدويل المسألة لا يعنى بالضرورة أيضاً التدخل العسكري. بل تعنى وجود مراقبين دوليين محترفين يتوجهون إلى سوريا ومراقبة الوضع ومدى التزام النظام السوري بتعهداته.
النظام السوري حساس جداً تجاه علاقاته الدولية بعكس ما يظهر، لنتذكر حينما توجه السفير الأمريكى إلي حماة. لم تطلق وقتها رصاصة واحدة في حماة. في مرحلة لاحقة توجه السفير الهولندى والفرنسي واليابانى إلى مسجد عزاء بدمشق ولم تطلق رصاصة واحدة. إذن المقصود أنه حينما يكون هناك مراقبين دوليين داخل الأراضي السورية يمتنع النظام السوري عن أى عنف. وهذه هى الخطوة التي نسعى في الطريق إليها.
لكن الآن يبدو أن هناك أكثر من جهة وهيئة تتحدث باسم المعارضة، هل هناك تفكير في توحيد صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج؟
على العكس أنا أعتقد أن المعارضة موحدة لكن هناك أراء متعددة. الآن لدينا ممثل للشعب السوري اسمه المجلس الوطنى السوري، ويمثل أكثر من 80% من المعارضة السورية. وكان نشاطه واضحاً في دعم الفعاليات والمظاهرات داخل سوريا ولديه مساحة عريضة من الشعبية، وطوال الشهور الماضية يبدو واضحاً أن الأجدر والأصلح في التعامل مع المسألة السورية من خلال شبكة علاقاته الدولية.
الآن هناك أطراف معارضة أخرى وهى في رأيي حالة صحية وليس ضرورياً أن نحكى كلنا باتجاه واحد، بل يمكن أن نقدم رؤى مختلفة.
احمد ناجي
مراجعة: منصف السليمي