مع صمود الهدنة.. إسرائيل تعاود فتح معابر قطاع غزة
٨ أغسطس ٢٠٢٢عاودت إسرائيل فتح المعابر الحدودية مع غزة اليوم الاثنين (8 أغسطس/آب 2022) بعد أن أنهى وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية مع حركة "الجهاد الإسلامي" أخطر قتال في القطاع الفلسطيني المضطرب منذ أكثر من عام.
وقُتل ما لا يقل عن 44 شخصاً، بينهم 15 طفلاً فلسطينياً، في قصف متبادل دام 56 ساعة، وكان قد بدأ عندما استهدفت غارات جوية إسرائيلية قيادياً كبيراً في حركة الجهاد. وقالت إسرائيل إن تحركها كان ضربة استباقية لهجوم خططته الحركة المدعومة من إيران.
كلا الطرفين يدعي تحقيق النصر
وأصيب مئات آخرون ودُمرت عدة منازل في قطاع غزة. وأطلق مسلحون فلسطينيون أكثر من ألف صاروخ على إسرائيل، مما دفع سكان المناطق الجنوبية والمدن الرئيسية، ومنها تل أبيب، إلى الفرار إلى الملاجئ. وبعد الهدنة أعلن كلا الجانبين أنه حقق النصر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في بيان بثه التلفزيون "تم تحقيق جميع الأهداف. تم القضاء على جميع قادة الجهاد الإسلامي الكبار في غزة في ثلاثة أيام".
في المقابل، وفي مؤتمر صحفي بثته قناة الميادين الموالية لإيران عقب الاتفاق على الهدنة في ساعى متأخرة من مساء الأحد، قال زعيم حركة الجهاد زياد النخالة "ما تم تحقيقه هو انتصار للشعب الفلسطيني".
بيد أن إسرائيل تقول إنها أفقدت حركة الجهاد جانباً كبيراً من قدراتها. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي "لا شك في أن حركة الجهاد الإسلامي تلقت ضربة خطيرة سيستغرق التعافي منها وقتاً"، مشيراً إلى فقدان اثنين من كبار القادة، الأمر الذي قال إنه سيعطل بشدة قدرتها على تخطيط العمليات وتنفيذها. وأضاف "لم ندمر الجهاد الإسلامي ولا هذا هدفنا".
وإلى جانب القائدين، قال مسؤولون إسرائيليون إن نحو 20 مقاتلاً لقوا حتفهم في الضربات ودمرت كميات كبيرة من الأسلحة المضادة للدبابات ومنشآت إنتاج الصواريخ وتخزينها. وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي كبير للصحفيين "أعتقد أنهم فوجئوا بقدراتنا ومستوى مخابراتنا وقدراتنا العملياتية".
إسرائيل تتجنب حماس
وحرصت إسرائيل، لإدراكها خطر تصعيد الصراع، على التركيز على أهداف مرتبطة بـ"الجهاد الإسلامي" لتجنب جر حركة (حماس)، الأكبر والأكثر قوة والتي تدير قطاع غزة، للقتال.
وبعد ما يزيد قليلاً عن عام من حرب دارت لمدة 11 يوما في مايو/أيار 2021 وأودت بحياة 250 فلسطينياً ودمرت اقتصاد قطاع غزة الهش، قدمت حماس دعماً كلامياً لحليفتها الجهاد لكنها لم تتحرك ضد إسرائيل مع تواصل الضربات الجوية.
وسمح فتح المعابر اليوم الاثنين بعبور شاحنات الوقود لإمداد محطة الطاقة الكهربائية الوحيدة في القطاع مما زاد من توافر الكهرباء التي انقطعت لنحو ثماني ساعات يومياً. لكن الكلفة الإنسانية على القطاع كانت ثقيلة رغم ذلك.
وفي الجانب الإسرائيلي لم تكن هناك خسائر كبيرة، ويعود الفضل في ذلك إلى حد بعيد لنظام القبة الحديدية للدفاع الجوي الذي قال مسؤولون إنه نجح في اعتراض 96 بالمئة من الصواريخ التي أُطلقت من غزة.
ع.ح./أ.ح (رويترز)