هدنة هشة في غزة ودعوات دولية للالتزام بها
٨ أغسطس ٢٠٢٢دخلت هدنة هشّة تمّ التوصّل إليها بين إسرائيل و"حركة الجهاد الإسلامي" حيّز التنفيذ يوم الأحد (السابع من آب / أغسطس 2022) الساعة 20.30 بتوقيت غرينيتش، بعد جولة عنف استمرّت ثلاثة أيّام أسفرت خلالها الضربات الإسرائيليّة في غزّة عن مقتل 44 فلسطينيًا بينهم أطفال.
وقُبيل سريان الهدنة التي تمّ التوصّل إليها بوساطة مصريّة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ ضربات على مواقع للجهاد الإسلامي في غزّة "ردًا على صواريخ أطلِقت" على جنوب إسرائيل حيث دوّت صفّارات الإنذار.
وأكّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أنّ الهدنة دخلت حيّز التنفيذ عند الساعة 23.30 بالتوقيت المحلّي. وقال إنّ إسرائيل "تشكر لمصر الجهود التي بذلتها"، مشدّدًا على أنّه "في حال خُرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحقّها في الرّدّ بقوّة".
وفي غزّة، أعلنت "حركة الجهاد الإسلامي" تقيّدها بالتوقيت المعلن لبدء سريان الهدنة، لكنّها أكّدت في بيان حقّها في "الردّ على أيّ عدوان". وكانت الهدنة التي بدأت رسميًا الساعة 23.30 بالتوقيت المحلّي، لا تزال ساريةً بعد أربع ساعات على دخولها حيّز التنفيذ، ولم يُبلّغ أيّ طرف عن أيّ خرق خطير لها.
ترحيب أممي وأمريكي ودعوات للالتزام بالهدنة
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، وأثنى على مصر لما تبذله من جهود بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء. وفي بيان للمتحدث باسمه، صدر مساء يوم الأحد بتوقيت نيويورك، دعا غوتيريش الأطراف كافة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وفقًا لموقع أنباء الأمم المتحدة.
ووفقًا للبيان، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن شعوره بحزن عميق إزاء الخسائر في الأرواح والإصابات، كما أشار إلى أن الأعمال العدائية ساهمت في حدوث حالة طوارئ إنسانية بعد أن "تم إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي على المرافق والإمدادات الأساسية. دُمرت أو لحقت الأضرار بمئات المباني والمنازل، مما ترك الآلاف من الفلسطينيين بلا مأوى".
وأكد غوتيريش من جديد التزام الأمم المتحدة بتحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة وأهمية استعادة أفق سياسي. وتابع: "وحده الحل السياسي المستدام عن طريق التفاوض هو الذي سينهي، بشكل نهائي، دورات العنف المدمرة هذه ويؤدي إلى مستقبل سلمي للفلسطينيين والإسرائيليين على حدّ سواء". وتقدم غوتيريش بتعازيه لضحايا العنف وأحبائهم.
من جهته رحّب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد بهذه الهدنة، حاضًّا جميع الأطراف على تنفيذها بالكامل. وقال بايدن في بيان إنّ واشنطن عملت مع مسؤولين في إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة ودول مختلفة في المنطقة "للتشجيع على حَلّ سريع للنزاع" خلال الأيّام الثلاثة الماضية.
وأضاف: "ندعو أيضًا جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وضمان تدفّق الوقود والإمدادات الإنسانيّة إلى غزّة مع انحسار القتال". كما أعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لسقوط قتلى ومصابين في صفوف المدنيّين في غزّة، لكنّه لم يُحدّد الجهة التي تقع عليها المسؤوليّة في هذا الصدد.
واعتبر بايدن أنّ "التقارير عن سقوط ضحايا مدنيّين في غزّة هي مأساة"، داعيًا إلى إجراء تحقيقات بشأنهم. وشكر بايدن لنظيره المصريّ عبد الفتاح السيسي دور بلاده في التفاوض الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار.
أعنف مواجهة منذ حرب 2021
ويلحظ اتّفاق الهدنة "التزام مصر العمل على الإفراج عن الأسيرَين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة"، وفق ما أكّدت حركة الجهاد الإسلامي.
وكان الجيش الإسرائيلي بدأ الجمعة قصف الجيب المحاصر في "ضربة استباقيّة" ضدّ حركة الجهاد الإسلامي التي اتّهمها بالتخطيط لهجوم وشيك. وقتل الجيش الإسرائيلي قياديّين من الحركة في القطاع المحاصر، بينهم تيسير الجعبري في مدينة غزّة وخالد منصور في رفح جنوبيّ القطاع.
وأكّدت الحركة التي تُصنّفها إسرائيل والولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبّي "منظّمة إرهابيّة"، مقتل القياديّين. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الضربة التي قُتِل فيها منصور بـ"الإنجاز الرائع".
وبرّرت السلطات الإسرائيليّة ضربتها بالتخوّف من ردّ انتقامي للحركة على اعتقال القياديّ البارز في "حركة الجهاد الإسلامي" باسم السعدي في الضفّة الغربيّة في الأوّل من آب/أغسطس، فيما عواودة معتقل منذ كانون الأوّل/ديسمبر 2021.
وهذه المواجهة هي الأعنف منذ حرب أيّار/مايو 2021 التي استمرّت 11 يومًا ودمّرت القطاع الساحلي الفقير، وأوقعت 260 قتيلًا في الجانب الفلسطيني بينهم مقاتلون، و14 قتيلًا في الجانب الإسرائيلي بينهم جندي، وفق السلطات المحلّية.
م.ع.ح/ح.ز (د ب أ ، أ ف ب)