مظاهرات في شوارع العراق .. الصدريون في مواجهة "الإطاريين"
١٢ أغسطس ٢٠٢٢حشود من المتظاهرين ينتمون لجماعات عراقية متناحرة تجمعوا في تجمعات منفصلة في شوارع العاصمة العراقية بغداد، الجمعة (12 أغسطس/آب)، للدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة مع مطالبة أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بإجراء انتخابات مبكرة وإعلان خصومه المدعومين من إيران أنه لا بد من احترام الانتخابات التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبعد ساعات، احتشد أنصار الجماعات المدعومة من إيران و للصدر والمناوئة على أطراف المنطقة الخضراء المحصنة، حيث تقع مقار البرلمان والسفارات الأجنبية، وأصروا على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة بناء على انتخابات أكتوبر/تشرين الأول. وكانت هذه أحدث حلقة في سلسلة احتجاجات أثارت مخاوف من اندلاع اضطرابات إذا استمر الجمود السياسي. ويتحكم الزعماء الدينيون والسياسيون في ولاء أعداد كبيرة من الناس والفصائل التي تعمل بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.
واحتشد الآلاف من أنصار الصدر خارج البرلمان لإقامة صلاة الجمعة هناك. وكان معظمهم يرتدي ملابس سوداء للاحتفال بشهر محرم فيما وضع آخرون أردية بيضاء على أكتافهم ترمز إلى الأكفان واستعدادهم للموت. وقال إمام للمصلين، وهو يقف على منصة حمراء أقيمت خارج البرلمان، إن العراق لن ينكسر ما دام الصدر موجودا وإنه لا عودة عن هذه الثورة وإن الشعب لن يتنازل عن مطالبه.
وفي ظل حرارة الصيف القائظة، شق رجال طريقهم بين المصلين ورشوهم بالماء البارد. وحمل البعض صورا للصدر ووالده، وهو أيضا رجل دين بارز، كما حملوا الأعلام العراقية.
وقال محمد علوان (40 عاما) وهو يحمل صورة للصدر "لقد ثرنا ولا مجال للتراجع". وقال حميد حسين، وهو أب لخمسة أطفال "أنا هنا لأدعو إلى انتخابات مبكرة والتأكد من استبعاد كل الوجوه الفاسدة من الانتخابات المقبلة... أصبحت عاطلا عن العمل بسبب الأحزاب الفاسدة".
كما يوجه معارضو الصدر اتهامات له بالفساد. ويقولون إن الموالين له يديرون بعض أكثر الإدارات الحكومية فسادا في العراق. وبعد ساعات من مظاهرة الصدر، احتشد الآلاف للمطالبة بتشكيل حكومة من الفصائل الموالية لإيران في البرلمان والتي تعارض الصدر. وحمل البعض صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وأبي مهدي المهندس قائد فصيل عراقي مسلح لقي حتفه إلى جانب سليماني في غارة جوية أمريكية في بغداد منذ أكثر من عامين.
وقال أبو علي البهاني العامل باليومية "هذا الرجل قاتل من أجلنا" مشيرا إلى صورة سليماني التي كان يحملها. وأضاف "نريد تشكيل حكومة على أساس الانتخابات الديمقراطية التي شاركنا فيها".
ويقدر الصدر أنصاره بالملايين وقد أظهر أنه ما زال بإمكانه حشد تجمعات لمئات الآلاف من مؤيديه، معظمهم شيعة من الطبقة العاملة، إذا احتاج إلى ممارسة ضغوط سياسية.
وكان الصدر هو الفائز الأكبر في الانتخابات لكنه فشل في تشكيل حكومة لا تضم الأحزاب المدعومة من إيران. وسحب نوابه من البرلمان ويمنعه الآن من انتخاب حكومة جديدة ويطالب بإجراء انتخابات مبكرة.
وفي حين يقول الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلةً ممثلة للحشد الشعبي، إنه منفتح على حل البرلمان شرط انعقاده ومناقشة النواب وتصويتهم على ذلك.
وطالب مقتدى الصدر القضاء بالتدخل وحل المجلس بمهلة أقصاها نهاية الأسبوع المقبل.
وينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حلّ مجلس النواب يتمّ "بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث اعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية".
ز.أ.ب/ف.ي (أ ف ب، رويترز)