وسط توتر متصاعد..دعوات لحوار وطني لحلّ الأزمة في العراق
٢ أغسطس ٢٠٢٢بينما تدخل الثلاثاء (الثاني من أغسطس/ آب 2022)، اعتصامات أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر داخل البرلمان العراقي يومها الرابع، ترتفع الدعوات لحلّ الأزمة بين الأطراف الشيعية لإنهاء حالة المظاهرات الشعبية.
وقدم مفتي الجمهورية في العراق الشيخ مهدي الصميدعي مبادرة جديدة "للتدخل وعقد جلسة قضاء وتفاهم وحلول". وخاطب الصميدعي الفرقاء بالقول:" نرجو قبول دعوتنا وفتح باب دار الإفتاء العراقية لكم ... للتدخل بينكم لجلسة قضاء وتفاهم وحلول ونحن ننتظر موافقتكم على هذا الطلب العلمائي متمنين منكم وضع نصب أعين ضمائركم أبناء الشعب".
وسبقت دعوة الصميدعي، دعوة من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، وجهها إلى الأطراف السياسية للدخول في "حوار وطني عبر تشكيل لجنة تضمّ ممثلين عن كلّ الأطراف لوضع خارطة طريق للحلّ ". كما دعا الكاظمي المتظاهرين إلى" التعاون مع القوات الأمنية، واحترام مؤسسات الدولة وإخلائها والالتزام بالنظام العام".
مظاهرات ومظاهرات مضادة
وجاءت هذه الدعوة بعد ساعات من انتهاء مظاهرات صاخبة منفصلة لأنصار قوى الإطار التنسيقي الشيعي عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء، وأخرى في محافظات ميسان وبابل والبصرة لأتباع الصدر شكلت تهديدا خطيرا للوضع الأمني في البلاد فيما لايزال آلاف من الصدريين يعتصمون في مبنى البرلمان العراقي.
ورحب رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، بدعوة رئيس الحكومة العراقية للحوار الوطني،" للحيلولة دون لاسيما ما يتعلق بركون وجلوس فرقاء وشركاء المشهد العراقي على طاولة حوار تتبنى مبادرة وطنية شاملة تفضي لإنهاء الانسداد السياسي في البلاد".
وأعرب الحكيم في بيان، عن تأييده لـ "مطالبة جميع المتظاهرين الالتزام بالسلمية واحترام مؤسسات الدولة وإخلائها والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع قوات الأمن لحفظ النظام وعدم خرق القانون".
كما أعلن زعيم تحالف النصر، حيدر العبادي من جهته، تأييد مضامين بيان رئيس الحكومة العراقية الخاص بالأزمة، داعيا جميع الأطراف إلى الاستجابة و"البدء بحوارات جادة وصادقة خدمة للشعب والدولة".
حالة استنفار
ويرفض التيار الصدري السماح لقوى الإطار التنسيقي تشكيل حكومة جديدة وتفويض محمد شياع السوداني بتشكيلها، متمسكا بما يعتبره حقه الدستوري في ذلك كأكبر كتلة فيالبرلمان العراقي بمجموع 73 مقعداً، فاز بها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة نهاية العام الماضي.
ولاتزال القوات الأمنية والعسكرية العراقيةفي حالة استنفار قصوى، وقد نشرت أعداداً كبيرة من الكتل الأسمنتية في مداخل المنطقة الخضراء الحكومية، فضلا عن نصب أسلاك شائكة ونقاط تفيش وتعزيزات من قوات عسكرية وأمنية، مما حول المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء والساحات القريبة إلى ثكنات عسكرية.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز)