مطالبة عربية وإسلامية واسعة بإطلاق سراح الرهينة الألمانية

في الوقت الذي تدخل فيه عملية احتجاز الرهينة الألمانية، عالمة الآثار سوزانه اوستهوف، وسائقها العراقي أسبوعها الثالث، لازال الغموض يحيط بمصيرهما في ظل فشل الحكومة الألمانية في إقامة اتصال بالخاطفين. في هذه الأثناء تتواصل الجهود والنداءات وحملات التضامن لإطلاق سراحهما بما في ذلك من قبل المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا والسفراء العرب في برلين وسط تفاؤل ببقائهما على قيد الحياة.

من جانبه أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني، الذي أدان عملية الاختطاف وأكد انه يبذل جهودا شخصية لإطلاق سراحها، أعرب عن اعتقاده بان المختطفة لازالت على قيد الحياة لان ألمانيا، حسب تعبيره، ليست طرفا في الحرب في العراق ولانتفاء الدوافع لقتل مواطنيها، مشيرا في الوقت نفسه الى عدم وجود إي إشارة تدل على الخاطفين أو مكانهم. ومددت الحكومة الألمانية فترة لجنة ألازمات الخاصة التي شُكلت لمتابعة عملية إطلاق سراح المواطنة الألمانية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر/كانون ثاني الماضي.

إدانة واسعة من السفراء العرب ومجلس مسلمي ألمانيا

وأدان السفراء العرب في ألمانيا "بشدة" اختطاف سوزانه اوستهوف وسائقها العراقي وطالبوا بإطلاق سراحهما فورا. وجاء في بيان وزع في برلين " إن سفراء الدول العربية في ألمانيا ينأون بأنفسهم عن هذه الأعمال المهينة". وأشار البيان الى أن اوستهوف كانت قد نذرت نفسها لخدمة العرقيين ومساعدتهم في محنتهم اليومية وقدمت لهم مساعدات طبية وعملت في مستشفيات العراق خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 كما انه لم يكن لها أي علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد، وفقا لما ورد في بيان السفراء العرب.

وكان رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا، الدكتور نديم الياس، قد التقى مع سفراء بعض الدول العربية وسفير الجامعة العربية في المانيا لمناقشة قضية اختطاف اوستهوف. يذكر أن الياس كان قد عرض مبادلة نفسه بالمختطفة وناشد في وقت سابق قيادات الدول الإسلامية التي عقدت مؤتمرها الأسبوع الماضي في مكة المكرمة بممارسة الضغط والتأثير لإطلاق الرهينة وإدانة جميع أعمال العنف والإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان لاسيما تلك الأعمال التي ترتكب باسم الإسلام. على ذلك ثمنت الحكومة الألمانية عاليا موقف الجالية الإسلامية في ألمانيا. وقال وزير الداخلية فولفجانج شويبلر إن كثيرا من الألمان ربما يلاحظون لأول مرة أن المواطنين المسلمين ربما أكثر منهم يتألمون بسبب اختطاف اوستهوف.

إضاءة الشموع وإقامة الصلوات من اجل الرهينة

وينظم الناس في ألمانيا ولاسيما في المدينة التي تنتمي إليها سوزانه اوستهوف في ولاية بافاريا حملات تضامن ومظاهرات رمزية يضيئون فيها الشموع. كما دعا قساوسة من الطائفتين البروتستانتية والانجيلكية واحد الأئمة المسلمين إلى إقامة الصلوات من اجل عودة اوستهوف سالمة. كما وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية واسرة اوستهوف قد وجهت ندأ باطلاق سراح الرهينة وسائقها من جانبه ناشد المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر عن طريق قناة الجزيرة الخاطفين إنهاء معانتها وإطلاق سراحها.