الجالية الإسلامية في ألمانيا تنشط في مساعي الإفراج عن الرهينة الألمانية
في الوقت الذي لا يزال فيه مصير المختطفة الألمانية في العراق، عالمة الآثار سوزان اوستهوف، مجهولا، تتواصل الجهود الحثيثة والنداءت من ممثلين للمجتمع الديني والسياسي والتجاري الألماني ومن أسرة المختطفة لإطلاق سراحها ومرافقها، وقد تكثفت الجهود والنداءات مع انتهاء المهلة الأولى المحددة من قبل الخاطفين يوم الجمعة الماضية. من ناحيتها حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم أمس الأحد الخاطفين على إطلاق سراح مواطنتها ومرافقها على الفور. وقالت ميركل في بيان مشترك مع شخصيات ألمانية " ندعو الخاطفين للإفراج عن الرهينتين دون تأخير". وأضافت ميركل في مقابلة تلفزيونية ليلة أمس الأحد: "إننا لا نعرف حتى الآن أين توجد وليست لدينا إشارة منها تدل على الحياة"، مؤكدة بان حكومتها تعمل كل ما في وسعها وبان "بلادنا تشارك اليوم اوستهوف نفس المصير". وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد قال يوم السبت الماضي بان ألمانيا فشلت في إقامة اتصال مباشر أو غير مباشر مع الخاطفين، كما أنه ليس لدى وزارته معلومات أكيدة عن مكان تواجد الضحية ومرافقها والخاطفين أو الدوافع وراء عملية الاختطاف. ولم يعلق متحدث باسم الحكومة الألمانية حول ما اذا كان الاتصال قد تم منذ ذلك الوقت واكتفى بالقول إن ألمانيا تواصل جهودها. يذكر أن الحكومة الألمانية قد شكلت لجنة خاصة لإدارة أزمة اختطاف اوستوف تعمل على مدار الساعة، بينما يقوم الادعاء الألماني بالتعاون مع أجهزة امن أوروبية أخرى بتحقيقات لمعرفة هوية الخاطفين ومدى احتمال ارتباطهم بمنظمات تعمل في أوروبا.
نشاط مكثف للجالية الاسلامية
عرض رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا، الدكتور نديم الياس، مبادلة نفسه بالمختطفة الألمانية مؤكدا أن إنقاذ حياتها بالنسبة له مسألة غاية في الأهمية، داعيا في الوقت نفسه قادة العالم الإسلامي الذين سيجتمعون هذا الأسبوع في مكة المكرمة لإدانة عملية اختطاف اوستهوف وممارسة كل سبل التأثير على الخاطفين لإطلاق سراحها. وقال الملاح في رسالة إلى قادة العالم الإسلامي إن العالم ينتظر منهم إدانة واضحة وصريحة لكل أشكال العنف والإرهاب وإنتهاك حقوق الإنسان وبصفة خاصة الأفعال التي ترتكب باسم الإسلام. وأعرب المجلس، عن استعداد المركز لبذل كل الجهود الممكنة إلى جانب الحكومة الألمانية للمساعدة في إطلاق سراح استهوف ومرافقها العراقي. وهناك فكرة لتسيير مظاهرة مشتركة من قبل المركز والجمعيات الإسلامية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الكنسية، حسب تصريح رئيس المركز الإسلامي، الذي ذكر انه من الأفضل أولا التشاور أولا مع السلطات المحلية حتى يتبين السبب الحقيقي وراء الاختطاف. الى ذلك أعربت المستشارة الألمانية عن تقديرها لموقف مجلس مسلمي ألمانيا الصريح من عملية الاختطاف.
الجامعة العربية: عملية الاختطاف "غير مبررة على الإطلاق"
وانضمت جامعة الدول العربية إلى المناديين بإطلاق سراح المختطفين الغربيين. واعتبر الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، في بيان وزع في القاهرة، عملية اختطاف استهوف بأنها "غير مبررة على الإطلاق"، مؤكدا على سرعة إطلاق أعضاء المنظمات الإنسانية العاملة في العراق الذين تم اختطفوا الأسبوع الماضي.
هذا ولا تزال دوافع اختطاف المواطنة الألمانية استهوف حتى الآن مجهولة، كما تفيد السلطات المختصة بمتابعة القضية. ويرجح البعض بان الدافع سياسي نظرا لمطالبة الخاطفين من ألمانيا بوقف التعاون مع الحكومة العراقية، حسبما جاء في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة في وقت سابق. في هذا السياق حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني، روبريشت بولينز، من التعلق بالأمل الخادع بان الخاطفين قد يكونوا مجرمين جنائيين دافعهم الحصول على فدية مالية. وكانت المستشارة الألمانية قد رفضت في وقت سابق "الابتزاز" مشيرة إلى انه لا تجري في الوقت الحالي مناقشة دفع فدية. يذكر ان الحكومة الالمانية كانت قد رفضت المشاركة في الحرب على العراق التي لقيت معارضة شديدة من قبل الشعب الألماني. وأكدت المستشارة الجديدة في وقت سابق ان حكومتها لن تبدل من سياستها هذه تجاة العراق.
عمليات الاختطاف في العراق مستمرة
في هذه الأثناء تتواصل عملية اختطاف الغربيين المتواجدين في العراق، حيث أعلنت مصادر من الشرطة العراقية أن مواطنا فرنسيا يعمل مهندسا في مشروع مياه في بغداد اختطف من منزله اليوم في ثالث حادث خطف لمواطن غربي خلال العشرة الأيام الماضية. فإلى جانب المواطنة الألمانية سوزان اوستهوف، اختطف أربعة من ناشطي السلام المسيحيين، اثنان منهم من كندا والثالث بريطاني أما الرابع فأمريكي.
عبده جميل المخلافي ـ موقع دويتشة فيلة بالعربية