مصر: المثقفون في مواجهة "أخونة الثقافة"
٢ يونيو ٢٠١٣لم يتعرض وزير لمثل الاعتراضات والاحتجاجات التي تعرض لها وزير الثقافة المصري الجديد علاء عبد العزيز الذي ضمه الرئيس مرسي لحكومة هشام قنديل المثيرة للجدل أصلا. وتتهم بعض الأوساط الفنية والثقافية الوزير عبد الكريم بالعمل على "أخونة" وزارة الثقافة من خلال الإطاحة بكبار المسؤولين. ويصفه معظم المثقفين بالوزير المغمور في حين يرى آخرون أنه لا ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وأنه ضحية تضليل للرأي العام عبر معلومات وإشاعات خاطئة.
بهاء طاهر : وزير بلا تاريخ ثقافي
يرى الروائي الكبير بهاء طاهر أن اختيار علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة، نوع من أنواع الاستفزاز للمثقفين والأدباء. فعلى وزير الثقافة أن يحوز على "موروث وتاريخ ثقافي، وهذا الوزير ليس له تاريخ أو حتى جزء من التاريخ"، حسب كلام الكاتب المعروف.
ويضيف طاهر في حديث لـ DW عربية أن اختيار وزير الثقافة الحالي "غير مفهوم وغير مبرر. فأي وزير للثقافة يجب أن يكون جزءا من الحركة الثقافية، وهذا الوزير لم يكن يوما جزءا من الحركة الثقافية، ومن الممكن أن يكون اختياره استمرارا لعملية التمكين والسيطرة الإخوانية، إلا أن الثقافة المصرية قادرة على الحفاظ على هويتها واستقلاليتها".
يوسف القعيد : المجيء به إهانة للمثقفين
أما الأديب والروائي الكبير يوسف القعيد ، فقال إن هذا الوزير مرفوض من الناس والمثقفين على السواء. ويضيف القعيد قائلا: "إنه رجل غير معروف، وليس له منهج في الثقافة، ومجرد المجيء به إهانة للمثقفين المصريين الأحياء والأموات، والمجيء به هدفه الأساسي تفكيك مفاصل وزارة الثقافة واستبدال قيادتها، ومن الطبيعي أن ترفض النخبة المثقفة هذا الوزير المغمور".
ويرى القعيد أن "أخونة الدولة"، هو مصطلح حقيقي و"يتم فعليا على قدم وساق في جميع وزارات الدولة، ومنها وزارة الزراعة والأوقاف والثقافة والإعلام. أما من يدافعون عن هذا الوزير، فيمكننا سؤالهم لماذا تدافعون عن هذا الوزير، وأي تاريخ لهذا الرجل، وهل كنتم تعرفونه قبل ذلك".
أما الفنان التشكيلي صلاح عناني فيقول إن اختيار علاء عبد العزيز كوزير للثقافة له آثار ايجابية، لأن "الإخوان يدخلون أراض لا تخصهم، وهم لا يصلحون أبدا أن يكونوا أيدلوجية بديلة. واعتقد أن هناك صراعا ثقافيا سيحدث وستدفع ثمنه الإيديولوجية الدينية". ويتساءل عناني "هل يمكن أن نرى مصر، يقتصر فنها على المسرحيات التاريخية، وأن يكون للرجال مكان وللنساء مكان مستقل في المسارح وأماكن العرض؟".
وزير الثقافة الجديد ضحية معلومات ملفقة
الدكتور أحمد سخسوخ الأستاذ بأكاديمية الفنون قال لـ DW عربية "إن صعود علاء عبد العزيز إلى كرسي الوزارة، صاحبته هجمة شرسة من مجموعة خافت من تطهيرها، وادعوا عليه كذبا وزورا في أمرين، الأول أنه اخواني، والثاني أن عليه مسائل أخلاقية". ويضيف سخسوخ بأن "من يقول إن الوزير مغمور ولا تاريخ له أقول لهم إن الوزير هو عضو تدريس بأكاديمية الفنون، وهذا الرجل اعتصم مع أساتذة أكاديمية الفنون شهرين في مكتب وزير الثقافة الأسبق، وهو عمل مع عبد الوهاب المسيري في الموسوعة الصهيونية، وله عدد من الأعمال الفنية".
وتابع سخسوخ أنه بمجرد ما ذكر اسم علاء عبد العزيز كوزير للثقافة، ادعى عليه أحدهم ، أن لديه قرص مدمج (CD) فاضح عن علاقة للوزير بطالبة بأكاديمية الفنون، وهو كلام ملفق وكذب ومصير من ادعى هذا الادعاء، لن يختلف عن مصير السلفي الذي ادعى على الفنانة ليلى علوي واتهمها في سمعتها، وفي النهاية دخل السجن".
والمصيبة كما يذكر سخسوخ، أن يتهم شخص في سمعته أمام الرأي العام دون وجود سند أو دليل، ومن ثم تم تضليل الرأي العام ، وهو ما جعل الناس تأخذ موقف من علاء عبد العزيز ، باعتباره إخواني واعتبار أن له فضائح أخلاقية ، وهذا كله محض افتراء. وتابع سخسوخ أن هذا الوزير له إنجازات رغم أنه حديث العهد بالوزارة. فهو يلتقي يوميا بالعاملين في كل إدارة لمعرفة مشاكلهم. كما أنه "لم يكتف بالجلوس في المكتب، وأرى أن الوزارة ستشهد على يديه أشياء طيبة، وهو ضحية معلومات ملفقة وكاذبة، من بعض الأشخاص الذين يخافون من فتح ملفات فسادهم".
الجبهة الوطنية للدفاع عن الثقافة والفنون
وفي السياق ذاته كان المئات من المثقفين على بيان جاء فيه أن "موقع وزير الثقافة بعد الثورة لا بد وأن يمثل المثقفين المصريين، وأن تكون فيه شخصية ثقافية تحمي الثقافة المصرية من غزو قيم التعصب والعنصرية التي تسعى لتدمير الهوية الثقافية الوطنية المصرية الرائدة ومصادرة كل أنواع الحريات الإبداعية والفكرية والسياسية والشخصية". وكشف الروائي المصري المعروف علاء الأسواني لـ DW عربية أنه وقع على بيان المثقفين ضد وزير الثقافة الجديد ، وملتزم بكل ما جاء فيه.
كما شارك عدد كبير من المثقفين المصريين بنقابة الصحفيين الخميس الماضي ، فيما أطلق عليه "المؤتمر الأول" واتخذ شعار "الدفاع عن الهوية الوطنية"، للتنديد بوضع الثقافة المصرية في عهد الإخوان، ونظم المشاركون في المؤتمر وقفة على سلم النقابة ضد وزير الثقافة الحالي وجماعة الإخوان المسلمين.
وأعلن في ختام المؤتمر، عن تأسيس الجبهة المصرية للدفاع عن الثقافة والفنون ودعا منظمو المؤتمر في بيان، لهم إلى أن تتكون اللجنة من بهاء طاهر، سيد حجاب، يوسف القعيد، مجدى أحمد على، محمد بدوى، فتحية العسال، أحمد فؤاد نجم، زين العابدين فؤاد، عادل السيوى، محمد عبلة، محمد سلماوى، محمد العدل، خالد يوسف، أبو العلا السلامونى.