مصر..مثقفون يتهمون وزيرهم بـ"أخونة" الثقافة
٣٠ مايو ٢٠١٣تظاهر عشرات المثقفين داخل دار الأوبرا في وسط القاهرة بعد ظهر الخميس (30 مايو/أيار) للتعبير عن احتجاجهم على هذه القرارات ورددوا هتافات مناهضة للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وقام الفنانون الأربعاء للمرة الأولى في تاريخ دار الأوبرا المصرية التي يعود تأسيسها إلى العام 1869 بإلغاء عرض أوبرا عايدة احتجاجا على سياسة وزير الثقافة الأخيرة، معلقين العمل لثلاثة أيام.
وكان وزير الثقافة المصري علاء عبد العزيز، الذي لا ينتمي إلى الإخوان، قرر خلال الأيام القليلة الماضية إقالة بعض المسئولين في الفنون والثقافة بغية فتح المجال لمواهب شابة جديدة. وبرر وزير الثقافة المصري قراراته المفاجئة في بيان بضرورة "ضخ دماء للوزارة". وأضاف بيان وزارة الثقافة أن "التغير يهدف إلى خلق رؤى جديدة لإحداث حراك ثقافي يعبر عن ثورة 25 يناير" بالإضافة لتفعيل كافة قطاعات الثقافة المصرية، وعملها بأقصى إمكانياتها.
وأدى إقصاء أولائك المسئولين في الفنون والثقافة إلى استقالة الشاعر عبد المعطي حجازي من تحرير مجلة "إبداع" الصادرة عن وزارة الثقافة، وأسامة عفيفي رئيس تحرير مجلة "المجلة" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وهذا التوتر الشديد أدى إلى استقالة الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سعيد توفيق. وقال قائد الاوركسترا ناير ناجي الذي التقى وزير الثقافة قبل أسبوع لمناقشة قراراته لوكالة فرانس برس إن "الوزير لم يقدم لنا أسبابا واضحة لقراراته وبالتالي هو ينفذ أجندة".
ويقول الكاتب حلمي النمنم إن "جماعة الإخوان المسلمين تعتقد أن بسط أيديها على وزارة الثقافة يؤدي لبسط أيديهم على الثقافة المصرية وهذا خطأ". من جانبه رفض احمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين تحميل الجماعة مسؤولية كل ما يحدث من أزمات في البلاد. وقال لفرانس برس "نحن نريد الحرية لكل الأطراف على حد سواء ولا نرفض التنوع الثقافي لأنه موجود داخل تنظيمنا". كما رفض عارف احتكار البعض للفظة "المثقفون" باعتبارها "تستبعد الشخصيات الفكرية من المنتمين للتيار الإسلامي".
وتتهم المعارضة المصرية جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة عبر تعيين المنتمين لها في مناصب قيادية، وتبدي المعارضة قلقها من أن يعمل الإخوان على فرض قيود على الحريات الثقافية والفنية.
وفي مواجهة ما يراه مثقفون وفنانون تضييقا على حرية الإبداع أعلن مؤخرا في نقابة الصحفيين بالقاهرة عن تأسيس (جبهة الدفاع عن الثقافة المصرية). وخلال مؤتمر خصص للإعلان عن الجبهة جاء في بيان أن مهمة الجبهة ستكون التصدي لمحاولات "هدم الثقافة والدفاع عن الحريات" من خلال الكشف عن "انتهاكات حرية التعبير" وتنظيم أنشطة ثقافية وفنية موازية في عموم البلاد "تعبر عن قيم الحرية والعدل" بعيدا الأنشطة الرسمية.
وحضر المؤتمر أكثر من 200 مثقف وفنان منهم الشاعران أحمد فؤاد نجم وزين العابدين فؤاد والروائيان إبراهيم عبد المجيد ومحمود الورداني ومن السينمائيين المخرجان مجدي أحمد علي وخالد يوسف والمنتج محمد العدل والناشر محمد هاشم ومن المسرحيين فتحية العسال ومحمد أبو العلا السلاموني والمخرجون عصام السيد وأحمد إسماعيل ورشا عبد المنعم.
م. أ. م/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)