مصر: استئناف محاكمة ثلاثة من صحافيي الجزيرة
١٠ أبريل ٢٠١٤تستأنف اليوم الخميس (العاشر من أبريل/نيسان) محاكمة ثلاثة من صحافيي قناة الجزيرة القطرية. ورفضت المحكمة خلال الجلسات الأربع السابقة طلبات بالإفراج عن الصحافيين بكفالة مالية مع ضمان عدم سفرهم خارج البلاد. وألقي القبض على المتهمين في فندق مطل على النيل في القاهرة في 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي. واليوم يكونوا قد أمضوا 102 يوم في السجن.
ويواجه الصحافيون الثلاثة العاملون في قناة الجزيرة الناطقة بالإنكليزية الاسترالي بيتر غريست والمصري الكندي محمد فاضل فهمي والمصري باهر محمد اتهامات بنشر أخبار كاذبة وبمساعدة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي والتي صنفتها الحكومة المصرية إرهابية نهاية العام الماضي. وتتهم القاهرة الجزيرة القطرية بالانحياز إلى الإخوان المسلمين الذين أعلنتهم "حركة إرهابية" وأغلقت نهائيا فرعها "الجزيرة مباشر مصر".
وخلال الجلسات السابقة، حاول الدفاع عن المتهمين الثلاثة والمتهمون أنفسهم نفي تلك التهم عنهم مشددين على أنهم كانوا "يمارسون عملهم بشكل مهني وموضوعي". واستمعت هيئة المحكمة لخمسة من شهود الإثبات من رجال الأمن. ومن المقرر أن تعرض اليوم مقاطع فيديو، تقول النيابة إنها شهدت "فبركة وتعديلا" من الصحافيين للإضرار بأمن مصر.
وفي الجلسة الماضية، سمح القاضي محمد ناجي شحاتة للمتهمين بالخروج من قفص الاتهام والتحدث إليه مباشرة، وقال غريست متحدثا إلى القاضي من خارج القفص: "إن فكرة ارتباطي بالإخوان المسلمين مثيرة للسخرية". وأضاف: "أريد أن أشدد على أننا لا نمثل أي تهديد كان على الدولة المصرية أو على أي فرد".
وقال محمد فاضل فهمي للقاضي "أنا رجل ليبرالي وبيتر مسيحي. انا أطلعت النيابة على صور لنا ونحن نحتسي الخمور، هل رأيت واحدا من الإخوان يشرب خمرا؟ سمعت عن إرهابي يشرب الخمر؟".
وإضافة إلى الصحافيين الثلاثة، تضم المحاكمة ستة متهمين مصريين آخرين لكنهم لا يعملون في قناة الجزيرة.
وتتهم النيابة العامة في مصر عشرين شخصا في القضية لكن ثمانية فقط يحاكمون، فيما لم يتم القبض على الآخرين وبينهم ثلاثة أجانب جميعهم خارج البلاد.
وتستأنف المحاكمة الخميس بعد يومين من مطالبة أسرة الصحافي في قناة الجزيرة الناطقة بالعربية عبد الله الشامي السلطات المصرية بالإفراج عنه فوراً، مؤكدة أن صحته تتدهور بسبب إضرابه عن الطعام.
والشامي موقوف بتهمة دعم جماعة الإخوان المسلمين منذ 14 آب/أغسطس لدى فض السلطات اعتصام الإسلاميين في ميدان رابعة العدوية في القاهرة.
وقالت أسرة الشامي إن "حالته الصحية قد تردت نتيجة إضرابه عن الطعام المستمر منذ سبعة وسبعين يوما، وهو ما تسبب في فقده أكثر من 30 كيلوغراما"، حيث بدأ الشامي إضرابا عن الطعام في 21 كانون الثاني/يناير الفائت.
وأثارت تلك المحاكمة انتقادات دولية عدة ضد القاهرة من الولايات المتحدة وعدد من المنظمات الحقوقية الدولية. ووصفت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، المحاكمة أمس الأربعاء "بالانتقامية". وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية حسيبة حاج صحراوي في بيان: "ما تقوم به السلطات المصرية هو اضطهاد انتقامي للصحافيين لمجرد أدائهم وظائفهم"، وتابعت: "المهزلة يجب أن تتوقف والتهم ضد الرجال الثلاثة يجب أن يتم إسقاطها".
من جانبها نددت جمعية "مراسلون بلا حدود" بما وصفته "محاكمة هزلية" معتبرة في بيان قبل عشرة أيام أن "على السلطات المصرية الكف عن التذرع بمكافحة الإرهاب لاضطهاد الأصوات المعارضة".
س.ك/ع.ج.م (أ.ف.ب)