ألمانيا: الاتفاق بات وشيكا لكنه يتوقف على إيران
١٢ يوليو ٢٠١٥قال مصدر بالحكومة الألمانية مقرب من وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير إن من الممكن التوصل سريعا إلى اتفاق نووي تاريخي بين إيران والقوى العالمية إذا كانت طهران مستعدة لاتخاذ الخطوات الأخيرة. وأضاف المصدر الذي اشترط عدم نشر اسمه "من وجهة نظر الوزير لم يتبق سوى القليل من العناصر المفقودة لإبرام اتفاق محكم مع إيران." وتابع "من الممكن أن ينهار كل شيء لكننا بالفعل على وشك الوصول للهدف...المفاوضات في المرحلة النهائية في واقع الأمر وتسير بشكل مكثف خلال الليل."
ودخلت المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا الأحد (12 تموز/ يوليو 2015) مرحلتها الأخيرة حيث بدت إمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني "في متناول اليد"، لكن واشنطن حذرت من أن "مسائل أساسية" تبقى عالقة.
وبعد الحركة الدبلوماسية المكثفة قبل انتهاء المهلة المحددة لإبرام اتفاق الاثنين، ظهرت أجواء تفاؤل بإمكانية تحقيق اختراق في المفاوضات. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأحد عن اعتقاده أن المفاوضات الدولية حول برنامج إيران النووي دخلت "مرحلتها الأخيرة". وقال عند عودته إلى فيينا في اليوم السادس عشر من المفاوضات "آمل أن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية. أعتقد ذلك".
وهدف المفاوضات الحد من أنشطة إيران النووية وضمان أنها لا تسعى لامتلاك سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران على الدوام، مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.
ورغم أجواء التفاؤل في العاصمة النمساوية بدد مسؤولون أميركيون وإيرانيون الآمال بأن الاتفاق بات وشيكا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية "لم نصدر أبدا تكهنات حول توقيت أي شيء خلال هذه المفاوضات ولن نقوم بذلك الآن بالتأكيد، وخصوصا حين لا تزال هناك مسائل أساسية عالقة".
من جهته كتب الدبلوماسي الإيراني علي رضا ميريوسفي الموجود في فيينا على موقع تويتر أن التوصل إلى اتفاق بحلول مساء الأحد "مستحيل لوجستيا" كون مشروع الاتفاق يتألف من نحو مائة صفحة. لكنه اعتبر أن"الاتفاق في متناول اليد. إنه يتطلب فقط إرادة سياسية في هذه المرحلة".
وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قال في وقت سابق "نقترب من قرارات فعلية" وعبر مرتين عن "تفاؤله" برغم "بعض النقاط التي لا تزال عالقة". من جهتها كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع تويتر أن المفاوضات وصلت إلى "الساعات الحاسمة".
طهران قبلت قيودا على برنامجها النووي
وفي السياق نفسه، كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على اكبر صالحي أن بلاده قبلت ببعض القيود من دون أن تؤثر على سير برنامجها النووي السلمي. وأعلن صالحي في تصريحات لفضائية الميادين اللبنانية بثت اليوم الأحد عن انتهاء المفاوضات التقنية حول برنامج إيران النووي، وأنه تتم حالياً مراجعة النصوص للتأكد من مطابقتها المفاوضات الشفهية، كاشفا عن دخول بلاده نادي الدول المستفيدة من التكنولوجيا النووية تجارياً. وقال صالحي إنه سيتم تشكيل فريق دولي بإدارة الصين لإعادة تصميم مفاعل "آراك"، وأن أي دولة راغبة يمكنها الانضمام إليه.
ومنذ خمسة عشر يوما تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا) إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وكان يفترض أن تنتهي المفاوضات في 30 حزيران/يونيو لكنها أرجئت عدة مرات وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي الاثنين.
ويتهم الغربيون إيران بالعمل على برنامج نووي عسكري بغطاء مدني منذ العام 2003، وهو ما تنفيه طهران على الدوام بشدة.
م.س/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)