شولتس يروج لحملة تطعيم عالمية ويدعو للالتزام بقضايا المناخ
١٩ يناير ٢٠٢٢
"بدون حملة تحصين عالمية بحق، ستنفد منا حروف الأبجدية اليونانية قريبا في إطلاق أسماء على المتحورات الجديدة للفيروس". بهذه الجملة بدأ المستشار الألماني أولاف شولتس في الترويج لتعزيز الجهود من أجل القيام بحملة عالمية للتطعيم ضد كورونا.
وفي كلمته خلال الحوار الافتراضي لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، وعد السياسي الاشتراكي الديمقراطي اليوم الأربعاء (16 يناير/ كانون الثاني 2022) بأن تواصل بلاده، وهي ثاني أكبر مانح لحملة كوفاكس العالمية، في تقديم إسهامها في حملة التطعيم العالمية وقال: "نسعى من خلال دعمنا لكوفاكس إلى الوصول بنسبة الملقحين إلى 70% من سكان العالم بحلول منتصف العام".
وأضاف شولتس أن تحسين البنية التحتية الصحية سيكون من ضمن القضايا التي ستركز عليها الرئاسة الألمانية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وطالب بمساعدة شركاء آخرين ولاسيما من القطاع الخاص.
وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن تمويل حملة التطعيم العالمية بالكامل يمثل "الدفعة التي تحتاجها اقتصاداتنا".
يشار إلى أن المؤتمر السنوي لمنتدى دافوس الاقتصادي والذي كان مزمعا إقامته في الأسبوع الحالي، تأجل بسبب وضع كورونا، وقرر منظمو المنتدى عقد المناقشات بين الساسة المشاركين بشكل افتراضي.
"يجب ألا ننتظر أحدا بخصوص المناخ"
وخلال كلمته بالمناقشة الافتراضية أعلن المستشار الألماني أيضا اعتزامه خلال رئاسة بلاده لمجموعة السبع دفع الجهود الرامية إلى تحقيق مزيد من الحماية العالمية للمناخ قدما. وقال شولتس إن أوروبا لن تتجنب أزمة المناخ عبر المسار المنفرد "ولهذا فإننا سنستغل رئاستنا لمجموعة السبع لكي نجعل من المجموعة نواة لناد عالمي للمناخ". وأضاف شولتس:" لا نريد أقل من تحول في النموذج الفكري في السياسة الدولية للمناخ بحيث لا نظل في انتظار الدول الأبطأ والأقل طموحا بل نمضي قدما عبر تقديم مثال جيد".
وطالب شولتس بخلق ميزة تنافسية من "عامل التكلفة" الذي يتضمنه الالتزام المناخي وذلك عبر الاتفاق على معايير دنيا مشتركة. وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن معايير "الطموح والشجاعة والتعاون ستشكل نادي المناخ"، مشيرا إلى أن الدول الأعضاء في النادي ينبغي أن تلزم نفسها بتحقيق هدف الـ5ر1 درجة مئوية وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 على أقصى تقدير.
ويعني هدف الـ5ر1 درجة مئوية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض بمقدار لا يتجاوز 5ر1 درجة مقارنة بمستواه قبل الثورة الصناعية.
وتابع شولتس أن الدول الأعضاء في نادي المناخ يجب أن تتحلى بالشجاعة "لأننا نعمل الآن على تحقيق هذه الأهداف عن طريق تسعير الانبعاثات الكربونية على سبيل المثال وعن طريق منع التسرب الكربوني"، وقال إن هذا يعني أنه ينبغي منع نقل الإنتاج الصناعي وبالتالي الانبعاثات الكربونية إلى بلدان أرخص في الخارج.
يذكر أن ألمانيا تولت الرئاسة الدورية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مع بداية كانون الثاني/يناير الجاري.
"الصمت لم يعد خيارا عقلانيا"
ولم ينس مستشار الألماني قضية الساعة في أوروبا حاليا، فدعا روسيا مجددا إلى التهدئة في النزاع الأوكراني. وقال شولتس: "الجانب الروسي يعلم بعزمنا. آمل أن يكون على علم أيضا بأن الفائدة من التعاون أعلى بكثير من ثمن المزيد من المواجهة".
وفي الوقت نفسه، حث شولتس على إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا، وقال: "لا يمكن حتى الآن القول بيقين ما إذا كانت هذه المحادثات بإمكانها المساهمة في تهدئة الوضع الذي أوجدته روسيا من خلال تركيز 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا... لكن بعد سنوات من التوترات المتزايدة، لم يعد الصمت خيارا عقلانيا".
وحذر شولتس روسيا مجددا بشكل غير مباشر من غزو أوكرانيا، مضيفا أن عدم المساس بالحدود مبدأ أساسي لنظام السلام الأوروبي، مؤكدا ضرورة تطبيق قوة القانون وليس قانون الأقوى.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ)